لا تزال مسألة تغيير التوقيت والانتقال بين “التوقيتين الشتائي والصيفي” مثيرة للجدل في العالم.
ومع تغيير الساعة في الولايات المتحدة ليتم العمل بالتوقيت الصيفي، اليوم الأحد، يعود الجدل بشأن هذا التغيير وأسبابه.
وليس هناك تاريخ ثابت يتم تغيير فيه الساعة في الولايات المتحدة، غير أنه منذ عام 2007، يتم هذا التحول في الأحد الثاني من مارس ساعة واحدة للأمام، ثم تعود ساعة واحدة للخلف في الأحد الأول من نوفمبر.
وفي بريطانيا وأماكن أخرى في أوروبا، تتغير الساعة في الأحد الأخير من شهر مارس، ويوم الأحد الأخير من شهر أكتوبر.
وفي مصر، من المقرر أن تتغير الساعة للعمل بالتوقيت الصيفي بدءا من الجمعة الأخيرة من شهر أبريل، ويستمر العمل به لمدة ستة أشهر وهو ما يعني حتى نهاية الخميس الأخير من أكتوبر كل عام، من أجل ترشيد استهلاك مصادر الطاقة المختلفة، وذلك مثل الكهرباء والبنزين ومادة السولار والغاز.
وبينما تتغير الساعة في مصر عند منتصف الليل، تتغير الساعة في الولايات المتحدة في الثانية صباحا بعد منتصف الليل، بحسب ما قرر المشرعون الأميركيون عام 1966.
وبالنسبة للمزارعين، فإن بدء التوقيت الصيفي يعد أمرا مزعجا، كما أنه يسبب قلقا لدى بعض الآباء لأنه قد يؤدي إلى الفوضى في وقت نوم أطفالهم، أما بالنسبة لأصحاب الأعمال الصغيرة، فهو أمر رائع بالنسبة لهم.
فعندما يكون الضوء لا يزال ساريا بعد انتهاء الموظفين من أعمالهم، يخرج الناس أكثر للشوارع مما يؤدي إلى زيادة المبيعات سواء في المطاعم أو المتاجر.
والفكرة عموما هي نقل ساعة من ضوء الشمس من الصباح الباكر إلى المساء، حتى يتمكن الناس من الاستفادة بشكل أكبر من ضوء النهار.
وغالبا ما تنسب الفكرة إلى بنجامين فرانكلين باعتباره أول من اقترح ذلك في القرن الثامن عشر، بعد أن أدرك أنه كان يضيع صباحه الباريسي بالبقاء في السرير، حيث كان سفيرا للولايات المتحدة في فرنسا. واقترح أن يطلق الفرنسيون النار عند شروق الشمس لإيقاظ الناس وتقليل استهلاك الشموع ليلا.
وعلى مدار المائة عام التالية، أرست الثورة الصناعية الأساس لدخول فكرته بالسياسة الحكومية.
لماذا يتم تغيير الساعة؟
واحدة من أقدم الحجج لصالح التوقيت الصيفي أنه يمكن أن يوفر من تكاليف الطاقة، لكن هناك العديد من الدراسات المتضاربة بشأن ما إذا كان هذا التغيير يحقق هذا الهدف أم لا.
ورصد تقرير لوزارة الطاقة الأميركية يعود لعام 2008 أن تمديد التوقيت الصيفي الذي وقعه جورج دبليو بوش عام 2005 وفر حوالي 0.5 بالمئة من إجمالي استخدام الكهرباء يوميا.
لكن في نفس العام، وجدت دراسة أجراها المكتب الوطني للبحوث الاقتصادية أن التحول في التوقيت الصيفي، أدى إلى زيادة الطلب على الكهرباء في المناطق السكنية بنحو واحد في المئة، مما أدى إلى ارتفاع فواتير الكهرباء في ولاية إنديانا بمقدار 9 ملايين دولار سنويا، وزيادة انبعاثات التلوث.
ولا يزال التوقيت الصيفي يحظى بمؤيدين متحمسين، خاصة بين المدافعين عن الأعمال الذين يجادلون بأنه يساعد في دفع الاقتصاد.
ويفكر الاتحاد الأوروبي والعديد من الولايات الأميركية، بما في ذلك كاليفورنيا وفلوريدا وأوهايو، في التخلي عن تغيير الساعة أو اتخاذ خطوات للقيام بذلك.
وفي مارس 2022، أصدر مجلس الشيوخ بالإجماع تشريعا لجعل التوقيت الصيفي هو الساري دائما، لكن مشروع القانون ظل في مجلس النواب منذ ذلك الحين.
وإذا أقر الكونغرس مشروع القانون في نهاية المطاف، ووقع عليه الرئيس جو بايدن فمن المقرر أن يستغرق تنفيذه عاما تقريبا.
وأنهت المكسيك في أكتوبر 2022 العمل بالتوقيت الصيفي في معظم أنحاء البلاد ما عدا المناطق الحدودية مع الولايات المتحدة.
ولا تستخدم الصين والهند وروسيا التوقيت الصيفي.
وفي عام 2020، دعت الأكاديمية الأميركية لطب النوم إلى إلغاء التوقيت الصيفي.
وقالت الأكاديمية في بيان لها إن هذا التغيير يعطل الساعة الطبيعية للجسم، ويمكن أن يسبب زيادة في خطر الإصابة بالسكتة الدماغية وأمراض القلب والأوعية الدموية، ويمكن أن يؤدي إلى المزيد من الحوادث المرورية.