قال الروائي المصري أسامة علام إن الكتابة “مرض” يصيب المؤلفين معتبرا أن كتاباته كلها هي سبيله لمواجهة الاكتئاب كي لا يبقى وحيدا.
وأضاف خلال ندوة نظمتها “دار الشروق”، مساء أمس الأحد، بمركز قنصلية في القاهرة لمناقشة مجموعته القصصية الجديدة “كم مرة سنبيع القمر؟”: “لا أستطيع التوقف عن الكتابة لأن الكتابة تعطيني قدرا كبيرا من الاتزان، وكل كتاباتي هي تدوينات على فيسبوك جذبت القراء ثم أخذت شكلا قصصيا”.
الفضاء المثالي للونس
وأشار علام إلى أنه مدين لفيسبوك ووصفه بأنه “الفضاء المثالي للونس وتعزيز الشعور باتساع العالم “.
وأضاف الروائي وهو طبيب بيطري يعيش في نيويورك أنها مدينة ملهمة لأي مبدع بفضل ما فيها من مظاهر التعددية والتنوع العرقي والثقافي.
وقال “توجد في المدينة التي أسكنها جاليات تتحدث حوالي 280 لغة، كما أنني أتعامل يوميا مع 25 جنسية ممن يصطحبون حيواناتهم إلى عيادتي البيطرية وهذا ما جعلني أمتلك مخزونا هائلا من الشخصيات والوقائع التي تستدعى خلال الكتابة”.
“يصعب تلخيص قصصه”
حضر الندوة عدد كبير من الأدباء بينهم الشاعر زين العابدين فؤاد الحائز على جائزة التفوق في مصر والروائي أحمد القرملاوي الحائز على جائزتي كتارا و الشيخ زايد للمؤلف الشاب والكاتب الساخر أسامة غريب.
وقدم الروائي والناقد طارق إمام مداخلة نقدية حول المجموعة، استعرض خلالها التجارب الإبداعية السابقة للكاتب، موضحا أن “القصص التي يكتبها علام تأتي من مصادر واقعية، في حين تذهب رواياته إلى الفانتازيا وهذه مفارقة واضحة”.
وأضاف “كل سطر في قصص علام يتضمن نقلة سردية وعلى الرغم من ذلك فإنه يصعب تلخيص قصصه، حيث لا توجد لدى الكاتب أية حكاية مركزية كما أن نصوصه مشبعة بالكثير من الحكايات المفارقة للواقع”.
نزعة صوفية
وعلق الكاتب الساخر غريب قائلا إن المجموعة القصصية (كم مرة سنبيع القمر) “تغلفها أجواء خاصة تضفي عليها غلالة رقيقة من الشوق، كما أن قصصها تفيض بنزعة تبدو صوفية تجعل أبطالها يتوقون إلى الفناء، كما أنها أقرب إلى بورتريهات غامضة مغلفة بعبق خاص، يتسلل لنفس القارئ”.
جدير بالذكر أن أسامة علام، طبيب بيطري مصري يعيش فى نيويورك صدر له مجموعتان قصيصيتان هما “طريق متسع لشخص وحيد” و”قهوة صباحية في مقهى باريسي” وأربع روايات هي “واحة الزهور السواء”، “تولوز.. أغنية أخيرة لأكورديون وحيد”، “الوشم الأبيض” و”الحي العربي”، تحتوي مجموعته الجديدة “كم مرة سنبيع القمر؟” على 30 قصة كل منها مزينة بلوحة للفنان محمود عبده.