الأربعاء 15 شوال 1445 ﻫ - 24 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

أزمة جديدة.. عشاق الصلصة الحارة في مأزق!!

حذرت شركة الأغذية Huy Fong Foods مؤخرًا، في رسالتها للمستهلكين في أبريل/نيسان، من إمكانية نقص صلصة سريراتشا المفضلة لدى الكثيرين بسبب الجفاف الذي يجتاح المكسيك، وهي المنطقة التي تحصل منها على الفلفل الحار.

تأثر إنتاج الغذاء ووفرته سلبًا في أعقاب مشاكل سلاسل التوريد التي ارتبطت بالجائحة والأزمة الروسية الأوكرانية، وتأتي صلصة سريراتشا الحارة كعنصر آخر في قائمة المنتجات الغذائية المتزايدة التي تواجه نقًا في جميع أنحاء العالم.

وقالت الشركة التي تتخذ من كاليفورنيا مقراً لها والمعروفة بصلصتها الحارة في رسالة وجهتها مؤخرًا إلى عملائها: “نظرًا للظروف الجوية التي تؤثر على جودة الفلفل الحار، نواجه الآن نقصًا حادًا في إنتاجه. ولسوء الحظ، هذا خارج عن سيطرتنا، وبدون هذا المكون الأساسي، لا يمكننا إنتاج أي من منتجاتنا”.

“لذلك، سيتم جدولة جميع الطلبات المقدمة في أو بعد 19 أبريل/نيسان 2022، إلى ما بعد عيد العمال (6 سبتمبر/أيلول 2022) بالترتيب الذي تم استلامها به”.

بدأ عشاق الصلصة الحارة – في مشهد مشابه لما حدث وقت الجائحة – في التعبير عن حزنهم بعبارات من أمثلة: “أسوأ أخبار اليوم” و”نهاية الأيام”، بينما يخطط آخرون لبدء تخزين صلصة سريراتشا، وفقًا لصحيفة الغارديان.

السوق العالمية
انتشرت مأكولات آسيا وأميركا اللاتينية في جميع أنحاء العالم، مما مهد الطريق لزيادة استهلاك الصلصة الحارة. وفي 2020، قُدر سوق الصلصة الحارة العالمية بحوالي 4.3 مليار دولار، وفقًا لتقرير أبحاث السوق الخبراء Expert Market Research. “ومن المتوقع أن ينمو السوق بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 5.3% في الفترة بين عامي 2022 و2027”.

القضية الأكبر
يعكس النقص في الفلفل الحار أزمة تغير المناخ الأكبر، التي تلقي بظلالها على مختلف جوانب الحياة، وعلى رأسها الزراعة والغذاء، حيث يفرض تغير المناخ ضغوطًا على إنتاج الغذاء وإمكانية الوصول إليه، لا سيما في المناطق المعرضة للخطر، مما يقوض الأمن الغذائي.

كذلك، يتأثر الأمن الغذائي سلبًا بزيادة موجات الجفاف والفيضانات وموجات الحر وارتفاع مستوى سطح البحر، وفقًا للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC).

“ستكون مخاطر الأمن الغذائي بسبب تغير المناخ أكثر حدة، خاصة مع وصول درجات الحرارة عند مستوى 2 درجة مئوية أو أعلى من معدلات الاحترار العالمي على المدى المتوسط، وهو ما سيؤدي إلى سوء التغذية ونقص الأغذية، والذي سيتركز في جنوب الصحراء الكبرى في إفريقيا، وجنوب آسيا، ووسط البلاد، وأميركا الجنوبية والجزر الصغيرة. هذا وسيؤدي الاحترار العالمي بشكل تدريجي إلى إضعاف صحة التربة والخدمات التي يقدمها النظام البيئي مثل التلقيح”.

صُنفت السنوات الـ 22 الماضية على أنها الفترة الأكثر جفافاً منذ عام 800 بعد الميلاد، وفقًا لدراسة نشرتها مجلة Nature Climate Change. “على الأرجح كان كل من عامي 2002 و2021 الأكثر جفافاً من أي عام آخر فيما يقرب من ثلاثة قرون، وقد احتل العامان المرتبة الحادية عشرة والثانية عشر على التوالي خلال فترة الدراسة 800-2021”.

الجفاف
أخبرت أخصائية الفلفل الحار في معهد تشيلي بيبر بجامعة ولاية نيو مكسيكو، ستيفاني ووكر، صحيفة وول ستريت جورنال أن قلة المياه وزيادة الحرارة يؤثران سلبًا على جميع المحاصيل، مما يتسبب في موت الفلفل الحار في مرحلة الشتلات.

وقالت عن انخفاض غلة محاصيل الفلفل الحار: “إن الجفاف مقلق بالتأكيد، وبالإضافة إلى الحرارة العالية، فإنه يضر بالشتلات بعد زراعتها في الحقل. فالمناخ يؤثر جدًا على إنتاج الخضروات، ما يمكن أن يؤدي إلى فقدان الكثير من النباتات”.

الجفاف بالأرقام
“فقد أكثر من 10 ملايين شخص حياتهم بسبب أحداث الجفاف الكبرى في القرن الماضي، مما تسبب في خسائر اقتصادية تقدر بمئات المليارات من الدولارات في جميع أنحاء العالم، وهذه الأرقام في تزايد، بحسب تقرير الأمم المتحدة بعنوان “الجفاف بالأرقام” Drought in Numbers.

يؤثر الجفاف الشديد على إفريقيا أكثر من أي قارة أخرى، مع أكثر من 300 حالة جفاف سجلت في المائة عام الماضية، ما يمثل 44% من الإجمالي العالمي، بحسب التقرير.

“في الولايات المتحدة، بلغ إجمالي فشل المحاصيل والخسائر الاقتصادية الأخرى بسبب الجفاف عدة مئات من مليارات الدولارات خلال القرن الماضي – 249 مليار دولار كاملة منذ عام 1980.”

وأضاف تقرير الأمم المتحدة أن كل هذه الدراسات تصور صورة قاتمة تحيط بالنظم البيئية، حيث تضاعفت نسبة النباتات المتضررة من الجفاف في السنوات الأربعين الماضية – مع فقدان حوالي 12 مليون هكتار من الأراضي كل عام بسبب الجفاف والتصحر.