الخميس 16 شوال 1445 ﻫ - 25 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

"الحب والطلاق" في زمن الكورونا

مع تفشي فيروس كورونا “المستبد” بحسب وصف صحيفة نيويورك تايمز، انقلبت حياة الملايين حول العالم رأسا على عقب.

طريقة إلقاء التحية وأنماط المواعدة تغيرت، والكثير من العادت اليومية تلاشت تدريجيا مع تطبيق الحكومات قواعد صارمة “للتباعد الاجتماعي” بهدف مكافحة الوباء الذي أصاب وفتك بأكثر من نصف مليون شخص حول العالم.

خصصت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريرا مطولا حول هذا الموضوع، أبرزت فيه مواقف لأشخاص دخلوا مرحلة العزل المنزلي، وقالت إنهم عينة من ملايين الأشخاص الذين يعيشون “في ظل الحكم الاستبدادي للفيروس التاجي”.

الصحيفة قالت إنه في أسابيع قليلة “تمكن الوباء العالمي من تحويل العلاقات والمواعدة والجنس. تم تأجيل حفلات الزفاف، وارتفعت معدلات الطلاق في الصين مع تراجع الأزمة”.

وأضافت “يعاني العشاق وأفراد الأسرة من الانفصال المؤلم مع إغلاق الحدود. وأصبحت أشياء بسيطة نفعلها “أمورا تتعلق بالحياة والموت”.

في ظل العزلة، أصبحت هناك مواعيد يوغا افتراضية، وحفلات كاريوكي على الإنترنت وأصبحت شموع أعياد الميلاد تضاء على برنامج واتساب.

الحيوانات الأليفة باتت أيضا مصدرا للسلوى في المدن المغلقة مثل لندن ومدريد وباريس. في فرنسا، يعد المشي مع كلب مرة يوميا واحدا من عدد قليل من الأسباب المسموح بها للخروج.

كيف تغيرت المواعدة؟

يشير التقرير إلى قصة رجل وامرأة التقيا في حديقة مونتريال. السلام تم بالأقدام، والجلسة لم تكن حميمية بالشكل الكافي فقد جلسا على مسافة بعيدة نسبيا عن بعضهما البعض، ورغم ذلك اختلسا قبلة.

الفتاة وتدعى كليمنت، أعجبت به، وخططت لمقابلته مرة أخرى. كانت هناك عقبتان، أن عليه للذهاب إلى مسقط رأسه، نيوزيلاندا، مخافة إغلاق الحدود، والثانية مجىء شقيقتها من أستراليا لتبقى معها في المنزل.

رغم ذلك التقت به في شقة صديقتها، وتقول عن هذه المجازفة: “أشعر بالخوف في كل مكان، لكن لم أشعر بالخوف في هذا اللقاء. لقد كانت لحظة جميلة”.

كورونا أثر أيضا على شكل الهدايا التي يتبادلها العشاق. في هونغ كونغ يتبادل المحبون الأقنعة والمنادليل المبللة . مبيعات الزهور انخفضت إلى نحو 90 في المئة.

لآخرين، الرغبة في المواعدة تمثل أيضا تحديا. مؤخرا، وردت تقارير عن رجل في الأرجنتين تباهى بين أصدقائه بأنه التقى بحبيبته القادمة من إسبانيا. أبلغوا عنه السلطات وتبين أنه بالفعل مصاب بالفيروس.

زيادة الصراعات الزوجية

في زمن العزل تتلاشى العلاقات الزوجية تحت ضغوظ العزل المنزلي، أو تظهر صراعا صامتا، لينتهي الأمر بالأزواج إلى الطلاق.

في مقابل الرغبة في الالتقاء والمواعدة بين العزاب، تزيد الأزمة المشاكل الزوجية سوءا بعد أن اضطر الأزواج للبقاء معا طوال الوقت .

الدكتورة لوسي أتشيسون، عالمة نفس مقيمة في لندن، تقول إن الحجر المنزلي “يولد تكاتفا جديدا للبعض بينما يزيد الاحتكاك والصراع لآخرين”.

وبالنسبة للبعض، تقول الدكتورة: “الحياة قصيرة. لن أستطيع الاستمرار بعلاقة بهذا الشكل” لهذا سوف يتخلصون من علاقاتهم الفاشلة عندما تسنح لهم الفرصة.

هذا ما حدث في مقاطعتين صينتين على الأقل مع انتهاء العزل، هما سيتشوان وشانشي. تقول وسائل إعلام محلية أنهما شهدتا قفزة كبيرة في طلبات الطلاق خلال الشهر الماضي.

في داتشو، وهي مدينة في مقاطعة سيتشوان، قال مسؤول محلي إنه تم تقديم قرابة 100 طلب للطلاق في أقل من ثلاثة أسابيع، وأضاف أن هناك عددا كبيرا من القضايا المتراكمة.

وفي اسطنبول، اضطرت زوجة تدعى زينب أن تبقى مع زوجها في المنزل، بسبب الإغلاق، بعد أن كان تستعد للطلاق منه.

قبل أسبوعين فقط من الحجر المنزلي لسكان المدينة، كانت زينب تستعد للانفصال عن زوجها، بعد أن وافق هو على الخروج من منزل الزوجية، اتخذت قرار الانفصال لأنه يسخر منها باستمرار، وبعد أن اكتشفت وجود تطبيقات مواعدة على هاتفه.

مع اندلاع الأزمة، وافقت على أن يبقى في المنزل، لكن المسألة ازدادت صعوبة خاصة مع شعورها بأعراض شبيهة بأعراض الإنفلونزا وتخشى أن تكون مصابة بالفيروس المستجد.

اتفقا على أن تكون صراعاتهما بعيدة عن الأطفال، وعبر الرسائل الإلكترونية، ومع ذلك يتصرف معها زوجا وكأن شيئا لم يكن بل ويسعى لممارسة العلاقة الحميمية.

هذا الوضع فرض عليها ضغوظا كبير، كما تقول، وأصبحت “على وشك الانهيار العصبي”.

في ظل هذا الوضع تتذكر حياتها السابقة قبل الأزمة مثل الاجتماع بأصدقائها والتنزه، أما الآن فهي مضطرة للتعامل مع مرضها ورعاية الأطفال و”غسل ملابس زوجها المتسخة”.

المكان الوحيد الذي ترتاح فيه بعيدا عن ضجيج المنزل هو الحمام، تقول السيدة.