الجمعة 10 شوال 1445 ﻫ - 19 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

تحدي الـ 10 سنوات 10YearChallenge : لقد وقعتم في الفخ الذي نصب لكم

سارع روّاد التواصل الاجتماعي بركوب الموجة واللحاق بـ “التريند” بمشاركتهم في تحدي الـ 10 سنوات الذي انطلق في الأيام القليلة الماضية عبر هاشتاغ (وسم) 10YearChallenge بنشر صورة حديثة للمستخدم وأُخرى له قبل عشر سنوات،

 

إلا أن خبيرة التقنية كيت أونيل حذرت من أنه “تحدي خطير” يقوم به فيسبوك لجمع أكبر عدد من الصور لتطوير خوارزميات “التعرف على الوجه” (Facial Recognition) وخصائصها المُرتبطة بعمر المستخدم، مُخترقة البيانات الشخصية التي نشاركها دون تحفظات وفي سياق العدوى الجماعية دون تفكير مسبق بأهداف الموجة.

وقالت أونيل في مقالٍ لها عبر موقع Wired إن “هوس التحدي” خطير بطبيعته خاصةً لو أدركنا أن “سيناريو” التعرف على الوجهين بعد 10 سنوات سيُتيح للشركات التقنية وعلى رأسها فيسبوك الحصول على قاعدة بيانات عملاقة، تُتيح للشركة فرصة التعرّف على وجوه المُستخدمين بعد عشر سنوات من الآن.

وتُشير أونيل إلى أن هُناك من ينتقد نظريتها معتبرين أن فيسبوك يمتلك مُسبقاً جميع صور المستخدمين على مدار السنوات العشر الماضية، ورُبما أكثر، لكنها تُجيبهم: لدى فيسبوك بالطبع كل تلك الصور والبيانات، ولكن ماذا عن صورة “بسيطة” و”نظيفة” لشخص ما قبل وبعد عشر سنوات بالضبط؟

وتُضيف أونيل أن فيسبوك حدّد فترة زمنية – 10 سنوات – لتطوير خوارزميات “التعرف على الوجه” خاصةً وأن الصور المنشورة على مواقع التواصل رُبما تكون قد نُشرت عام 2009 ولكنها تعود لعام 2007 أو ما قبل أو بعد على سبيل المثال ولذلك تعد غير دقيقة إلى حد ما.

ولفتت في مقالها إلى أن العديد يستخدمون صور حيواناتهم الأليفة صوراً شخصية على فيسبوك، أو يضعون صورة “سوداء” بعد موت أحد مُقرب منهم، أو صور رسوم متحركة، أو ربما ببساطة لا يقومون بوضع أي صورة.

وتقول أونيل “شكراً للتحدي الذي دفع المُشاركين لـ ‘مُساعدة’ فيسبوك بتعليقهم: “هذه الصورة لي عام 2008 وهذه عام 2018” ولهؤلاء الذين زوّدوا فيسبوك وغيره بمعلومات إضافية: “هذه صورة لي في جامعة عام 2008، وهذه صورة لي عام 2018 في أول زيارة لنيويورك لحضور …”.

وقال متحدث من فيسبوك إن لا علاقة للشركة بـ 10YearChallenge، ولم تكون من أطلقها، مُضيفاً “فيسبوك لن يستفيد شيئاً منه”.

ولكنّ أصابع الاتهام وُجهت لفيسبوك لأن لديه تاريخاً حافلاً باختراقات البيانات الشخصية رُبما يكون أبسطها “الاختبارات” التي يُقدمها لمستخدميه من باب “التسلية” وتحليل الشخصية مثل: أي من نجوم هوليوود تشبه؟ أي سنة ستتزوج؟ الوظيفة الأنسب لشخصيتك؟

تؤكد أونيل في مقالها أن تطوير خوارزميات “التعرف على الوجه” ليس من الضروري أن يكون أمراً سلبياً دائماً قائلةً إنه قد يكون: “جيداً” أو “عادياً” أو “خطراً”، موضحةً أنه قد يُساعد الشرطة لإيصال طفل مفقود لوالديه (جيداً) أو قد يُستخدم لأغراض تجارية ودعائية (عادياً)، وقد يساعد سلطات دولة ما للقبض على “مُتظاهر” على سبيل المثال (خطراً).

شخصيات عامة وأزمات سياسية واقتصادية

ينتهز نجوم العالم تحديّات مواقع التواصل الاجتماعي للتقرب من مُتابعيهم، وكان أبرز من شارك بالتحدي المغنية مادونا ومقدمة البرامج إلين دي جينيريس والممثل كيفن هارت،

وكذلك نجوم الوطن العربي، منهم المُغنية الإماراتية أحلام التي لم تتردد في المُشاركة رغم تغيير جذري في ملامحها ، ما دفع مُتابعيها للتساؤل : كم عملية تجميل أجريتِ؟ بعدما علّقت على صورتها “ما أقول إلا مقولتي العظيمة فديتني بنت الشوامس حنا نقول بنت العرب كل ما تكبر تزين”، مُضيفة: احم احم…

وشاركت المُمثلة الكوميدية المصرية شيماء سيف بالتحدي على “طريقتها الخاصة”، ناشرةً صورة لها وأُخرى للمُغنية اللبنانية هيفاء وهبي وعلّقت: “تحدي العشر سنوات بس للمستقبل”.

ولم يقتصر التحدي على نجوم الفن، بل طال شخصيات سياسية كذلك منهم رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه برّي الذي يتولى منصبه منذ عام 1992، وهو ما دفع روّاد التواصل لوضع الصورة ذاتها أربع مرّات أي أنه “باقِ” ولن يتغير لـ 40 سنة.

وانتهز الأردنيون 10YearChallenge للقول إن “مديونية الأردن” فازت بالتحدي بجدارة لوجود “فارق كبير” منذ عام 2009 وحتى اليوم فالمديونية ارتفعت إلى 12 مليار عام 2009، فيما تقدر حالياً بـ 39 مليار دولار.

وقالت مُغردة لبنانية على تويتر “من 10 سنين كانوا زعماء لبنان عم ينهبونا (يسرقونا) وينهبوا البلد، واليوم ولادن (أولادهم) عم يكملوا المسيرة”.

وسخر مصريون من الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي التصقت به كنية “بلحة” من قبل مُعارضي سياسته، بوضع صورة لـ “بلحة” تعود لعام 2009، وأُخرى له العام الحالي.

وضم التحدي قيمة الجنيه المصري “المتدهورة” الآن وعام 2009، كما شمل التحدي علامات الفساد في دول عربية عدة بالصور: فكانت الصور هي ذاتها لم تتغير…قبل وبعد أمر واحد.

رصيف 22