السبت 11 شوال 1445 ﻫ - 20 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

حسن بنجلون لصوت بيروت إنترناشونال: لا أرى نفسي بعيداً عن سينما الواقع

هنادي عيسى
A A A
طباعة المقال

يعتبر المخرج المغربي حسن بنجلون من ابرز المخرجين السينمائيين المغاربة الذين استطاعوا أن يراكموا تجربة سينمائية تتميز بالتطور والتعامل مع قضايا المجتمع المغربي الراهنة.

واعماله شاركت في الكثير من المهرجانات السينمائية العربية والعالمية وقد عاد هذا العام لمهرجان القاهرة السينمائي وشارك بفيلمه الجديد “جلال الدين” الذي يطرح فيه العديد من التساؤلات حول الكثير من المفاهيم في الحياة من خلال رؤية صوفية حيث يترك “جلال الدين” حياته الماساوية بالكامل تاركا وراءه العديد من الازمات ليبحث عن الراحة بتقربه الى الله وتسامحه مع ماضيه.

وفي حواره مع “صوت بيروت إنترناشونال” يقول ” الفيلم يطرح العديد من التساؤلات حول الحب والتسامح والحياة. و”جلال الدين” الذي اقام علاقة مع الفتاة التي تزوجها ابنه اثارت الجدل وشخصيته تسمح له بامر كهذا.

وهذا لانه عاش الكثير من الاحداث والتراكمات السيئة، فهو عاش حياة بائسة كيتيم لا يعرف امه وابيه. وبعد عرض الفيلم هل تفجا من ردود الفعل فقال “لم اتفاجا لكني كنت خائفا خاصة انه العرض العالمي الاول امام الجمهور. وعندما كنت اعمل على تصوير الفيلم وضعت خطة وعندما عرض كنت اراقب هل نجحت خطتي التي وضعتها والحمد لله الجمهور تلقف الفيلم كما اردت، وبما ان الفيلم لم ينل اي جائزة “لا اهتم إذا حصل الفيلم على جائزة فهناك عددا كبيرا من الافلام كانت مشاركة في المسابقة وفيلم واحد فاز بالجائزة.

ويضيف ” اكثر ما يهمني هو ان اقدم فني والرؤية التي لدي وان تصل الى المشاهد ويعيش نفس الاجواء التي كنت اريدها والجائزة الاهم بالنسبة لي هي عرض الفيلم بمهرجان القاهرة السينمائي.

هذا ويلاحظ من خلال الافلام المتنوعة التي قام باخراجها ان هناك اهتماما ملحوظا باشكالية الغير، كذات مهمشة ومعنفة ومنسية ويستشف هذا الامر من خلال الاعمال التي قدمها” اعتقد انه لا يمكنني ان اعيش بدون الاخر، ولا ارى نفسي الا في الاخر ولا اسعد او امرح الا من خلاله اذ ان الاخر مهم لدرجة يصبح مكونا من مكونات ذاتي، “كما أحاول ان امشي بموازاة مع هموم المجتمع المغربي وانشغالاته وفي هذا الاطار اهتممت بمشكلة المرأة والطبقية وغيرها من المشاكل. واهتمامي بالآخر يأتي كالتزام اجتماعي، فمثلا انا ارى ان مشكلة الهجرة لا تعنيني تداعياتها بشكل مباشر لكن في الوقت نفسه اجدني منخرطا في اشكالاتها بحكم ما عشته في الطفولة من هجرة يهود مغاربة كانوا يجاوروننا ويقاسموننا الحي بل ان الهجرة مسني تأثيرها قبل وجودي.

في ما يخص قضية المراة خصص بنجلون أكثر من شريط سينمائي لمعالجتها ومنها “شفاه الصمت” و” محاكمة إمراة” “اعتقد انه لا يمكن لأي مجتمع ان يتطور اذا كان نصفه الاخر محروما من حقوقه، ولا يمكن ايضا ان يتقدم اذا لم تكن كل طاقاته مفعلة لهذا فانا جد مقتنع ان لا احد يستطيع ان يعيش دون إمراة تكون بمثابة الام والاخت او الصديقة.
تعتبر الصورة لغة العصر وسرا من اسرار الواقعوتدرعياته الاجتماعية والسياسية والثقافية فكيف يمكن ان نجعل من الصورة السينمائية وسيلة لخلخلة وتكسير التابوهات داخل المجتمع “غن استهلاك الصورة اصبح ياتي مباشرة بعد استهلاك الخبر وهناك احصاءات تؤكد ان الانسان الفرد يستهلك ما يقارب سبع ساعات من الصورة في اليوم الواحد سواء عبر التلفزيون او السينما او مواقع التواصل الاجتماعي . فقد بدات الدولة المغربية تستشعر اخيرا قيمتها وتحاول استثمار فوائدها في تدجين الافراد ومن هنا يظهر الوجه الاخر للصورة حيث يمكن للدولة أن تستغل الصورة لفرض ايديولوجيتها لفرض هيمنتها على المستهلك.

لهذا فهي لا زالت “مشاغبة” في فتح تصاريح لاخراج قنوات حرة لانها تنظر الى الامر بعين المتوجس والحذر. لكن امام تزايد الانفتاح الاعلامي بوجود قنوات فضائية فاعتقد ان هناك حرية في المشاهدة وهذا غير العقليات والحياة الانية في المغرب.

هناك من يرى ان التجربة السينمائية لحسن بنجلون مغرقة في واقعيتها، مما يجعل معالجتها السينمائية مباشرة “اظن ان العمل في السينما هو نوع من الترف الفكري لكنه من جهة ثانية محكوم او مشروط بالتزام اجتماعي وانساني لهذا لا يسمح لي بان أستغل هذا الامتياز في اعمال لا يشعر بها المتلقي ولا تستجيب لبعض حاجاته وفي مقدمتها التعبير عن همومه وانشغالاته لكن من جهة ثالثة في هذا الانخراط ابداع ورموز وجماليات. ذلك ان كل معالجة سينمائية للواقع لا يمكن ان تتم بدون ذلك الابداع الذي يسهل عملية وصول الرسالة التي يتضمنها العمل السينمائي. من هذا المنطلق لا زلت ارى ضرورة ان تكون افلامنا مفيدة خاصة ونحن في مرحلة تحديث المجتمع ولا يمكن ان اتصور نفسي انجز افلاما حالمة لا تستجيب لمتطلبات المتلقي ربما يستطيع آخرون انجاز ذلك.

واخيرا يقول “ان ما يحدد خصوصية السينما المغربية هو تنوعها، فالافلام المغربية متنوعة رغم استعمالها للغة طبيعية واحدة وان مواضيعها مختلفة وتقنياتها متعددة وفي هذا التنوع نجد غناها”.

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال