الجمعة 10 شوال 1445 ﻫ - 19 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

ذوبان الثلج في غرينلاند يهزّ العالم...لا ينفع الندم بعد فوات الآوان!

كان الباحث الدانماركي ستيفين أولسن في مهمّة روتينية في شمال غرب غرينلاند تهدف إلى استرداد أدوات مراقبة المحيطات والطقس التي وضعها زملاؤه على الجليد البحري لكنّه لم يجدها بسبب المياه، نتيجة ذوبان الغطاء الجليدي في غرينلاند، أي ثاني أكبر غطاء في العالم.

والتقط أولسن صورة لكلاب تجرّ زلاجة جليديّة في الجزيرة، تظهر فيها أرجل الكلاب الغارقة في المياه.

والجدير بالذكر أنّ موسم ذوبان الجليد في غرينلاند هو من شهر حزيران إلى شهر آب ولكن بدأ هذا العام باكراً. فقد ذاب نحو 40 في المئة من ثلج الجزيرة أي أكثر من ملياري طن من الجليد، وفقًا للتقديرات الأخيرة.

وغرّد أولسن عبر تويتر أنّ المجتمعات في غرينلاند، وبخاصة السكان الأصليين، تعتمد بشكلٍ كبيرٍ على الجليد البحري للتنقّل ولصيد الحيوانات والأسماك. فستكون من بين أوّل المتضررين من ذوبان الغطاء الجليدي، لكن ستؤثر هذه المشكلة على العالم بأكمله.

في الواقع، قد يكون لهذا تأثير كبير على ارتفاع مستوى سطح البحر، وهو أحد أخطر آثار تغير المناخ التي ستدفع ملايين الأشخاص الذين يعيشون على الساحل إلى الرحيل.

ووضّح توماس موت، عالم الأبحاث في جامعة جورجيا، الذي يدرس مناخ غرينلاند وتغيّراته لـ”سي ان ان” أنّه لم يرَ شيئاً كهذا قبل أواخر التسعينات.

وأكّد أنّ غرينلاند قد ساهمت كثيراً في ارتفاع مستوى سطح البحر على مدار العقدين الماضيين. فمنذ عام 1972، أضاف ذوبان الثلج في غرينلاند وحدها 13.7 ملليمتراً إلى مستوى سطح البحر العالمي، بحسب تقديرات دراسة حديثة. وتُعدّ الطبقة الجليديّة للجزيرة المصدر الرئيسي للمياه التي تضاف إلى المحيط كل عام.

جرينلاند (بالجرينلاندية: Kalaallit Nunaat أي «أرض الناس»، وبالدنماركية: Grønland أي «الأرض الخضراء»); هي أكبر جزيرة في العالم وهي بلد عضو في مملكة الدنمارك وعاصمتها نوك، تقع بين منطقة القطب الشمالي والمحيط الأطلسي، شمال شرق كندا. وعلى رغم انتماء جغرافيتها الطبيعية وانتمائها عرقياً إلى منطقة القطب الشمالي وجغرافياً كجزء من قارة أميركا الشمالية، ترتبط سياسيا وتاريخيا بأوروبا، وخاصة بأيسلندا، والنرويج، والدانمارك.

في عام 1979، منحت الدنمارك الحكم الذاتي لجرينلاند. وفي العام 2008 صوت معظم الجرينلانديون على منحهم حق تقرير المصير ونقل المزيد من الصلاحيات إلى الحكومة المحلية وقد بدأ تطبيق النظام الجديد في يونيو 2009 حيث أصبحت اللغة الجرينلاندية اللغة الرسمية الوحيدة في البلاد، مع التزام الحكومة الملكية الدانماركية بمسؤولية توفير دعم مالي يقدر بحوالي 3.4 مليار كرونة دنماركية سنوياً لجرينلاند.

من حيث المساحة، تعتبر أكبر جزيرة في العالم ولا تعتبر قارة في حد ذاتها، وهي كذلك أصغر بلد من ناحية الكثافة السكانية. منذ عام 1950م، افترض العلماء أن القمة الجليدية التي تغطي غرينلاند قد تخفي ثلاث كتل أرضية في الجزيرة إن رُدمت.

في ما قبل التاريخ كانت من جرينلاند موطناً للباليو-أسكيمو في الفترة بين 2.500 إلى 800 قبل الميلاد، كانت ثقافة سكاكا موجودة في ذلك الوقت، واكتشف العلماء أثراً في ديسكو باي (شمال جرينلاند) تعود إلى 1.300 سنة قبل الميلاد والتي تعتبر دليلاً على وجود هذه الحضارة.

مملكة النرويج عام 1300م.
احتل الفايكنج النرويجيون والآيسلانديون جرينلاند عام 875م وكانت أغلب مناطق تمركزهم في في الخلل الجنوبية الغربية للجزيرة. أحضر إريك الأحمر السكان للجزيرة عام 982م. وازدادت أعداد المهاجرين الإسكندينافيين إلى 3,000 شخص بحلول عام 1261م. وفي العام نفسه صوت السكان لصالح الاتحاد مع النرويج. وعندما اتحدت الأخيرة مع الدانمارك في عام 1380م خضعت جرينلاند لحكم الدنمارك. وقد توفي جميع مستوطني الجزيرة بسبب غامض خلال القرن الخامس عشر الميلادي، ربما نتيجة هجوم من الإسكيمو أو نتيجة مناخ قاس شديد البرودة.

في عام 1500، أرسل مانويل الأول ملك البرتغال المستكشف غاسبر كورتي-رييل إلى جرينلاند للبحث عن الممر الشمالي الغربي لآسيا، والتي كانت وفقا لمعاهدة توردسيلاس كانت جزءاً من النفوذ البرتغالي. بعد سنة أي في عام 1501 عاد المستكشف غاسبر مع شقيقه ميغيل كورتي-رييل وكانوا قد عثروا على بحر متجمد في أحد المقاطعات الكندية، حيث أنه من المحتمل أن بعض المستكشفين البرتغاليين قد أنشأوا مستوطنات في جرينلاند في تلك الفترة حسبما تظهره بعض الخرائط .

بدأ استعمار جرينلاند من جديد بعد أن أنشأ مُنصر نرويجي بعثة ومركزاً تجارياً في نوك عام 1721م، وبعد انتهاء الوحدة النرويجية الدنماركية آلت أمور جرينلاند إلى الدنمارك. ونظراً لما قامت به الدنمارك من الحملات البحثية العلمية خلال القرنين التاسع عشر والعشرين أيدت محكمة العدل الدولية طلب الدنمارك بحثها في تبعية جرينلاند لها.

وفي عام 1940م، وأثناء الحرب العالمية الثانية غزا الألمان الدنمارك، وتكفلت الولايات المتحدة عام 1941م بالدفاع عن جرينلاند، وتمكنت بالتعاون مع الدانمارك من تدمير محطات الأرصاد التي أقامتها ألمانيا في الجزيرة، وأقامت الولايات المتحدة عدة محطات وقواعد عسكرية بها. وفي عام 1951م توصل الأمريكيون مع الدانماركيين إلى اتفاقية عسكرية تقضي بأن يكون دفاع جرينلاند من مسؤوليات حلف شمال الأطلنطي. وقد أقامت الولايات المتحدة عام 1961م أكبر محطة رادار في العالم في جرينلاند.

في 1953 تم تغيير الدستور الجديد وأصبحت جرينلاند مقاطعة دانماركية وليست مستعمرة، وأصبح لها الحقوق والواجبات نفسها، مثل السكان الدنماركيين. وأعطي سكان البلاد حق التصويت. وفي عام 1979 حصلت جرينلاند على حكم ذاتي.

المصدر: النهار \ ويكيبيديا