الخميس 9 شوال 1445 ﻫ - 18 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

ساعد أمريكا في اغتيال بن لادن.. كيف نفذ الطبيب “شكيل أفريدي” عملية التطعيمات الوهمية؟

كان اغتيال أسامة بن لادن، “العقل المدبر لهجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001″، هدفاً لدى الإدارة الأمريكية منذ أن وقعت الهجمات، ورغم كل ما بذلته وكالة الاستخبارات الأمريكية من مجهودات لإلقاء القبض عليه، فإن واحدة من أهم العمليات التي ساهمت في الإيقاع به كانت عملية “التطعيمات الوهمية” التي نفذها الطبيب الباكستاني شكيل أفريدي.

 

من هو شكيل أفريدي؟

كان أفريدي كبير الأطباء في مقاطعة خيبر، وشملت مهامه الإشراف على عدد من برامج التطعيمات التي تمولها الولايات المتحدة. وبصفته مسؤولاً حكومياً، نظم أفريدي حملة للتطعيم ضد فيروس الكبد الوبائي “ب”، شملت بلدة آبوت آباد، التي تبين لاحقاً أن بن لادن كان يعيش فيها، بالقرب من قاعدة للجيش الباكستاني.

كانت الخطة المخابراتية الأمريكية هي الحصول على عينة من دم أحد الأطفال الذين يعيشون في البلدة، لاختبار الحمض النووي الخاص به ومعرفة ما إذا كان من أسرة بن لادن. استغل الطبيب عمله وواجبه تجاه الأطفال الذين كانوا يتلقون التطعميات، واستغل هذه العملية الوهمية للإيقاع ببن لادن وتحديد الحمض النووي لدى الأطفال، ليتمكنوا من الوصول إليه.

جمع الطبيب عينات الدم، وأثبتت الأدلة لاحقاً زيارة أحد معاوني أفريدي للمجمع السكني في البلدة وجمع عينات الدم، ليكون الطبيب سبباً في الإيقاع بأسامة بن لادن في المدينة التي جرت فيها التطعيمات الوهمية، آبوت آباد.

طارد عملاء وكالة الاستخبارات المركزية بن لادن إلى بلدة آبوت آباد شمال غربي باكستان، حيث قتله فريق نخبة من البحرية الأمريكية في 2 مايو/أيار 2011، في مداهمة مسكنه قرب أكاديمية باكستان العسكرية.

وشكَّل هذا الحدث إحدى أكثر الفترات إحراجاً في تاريخ باكستان، وعرَّض البلاد لاتهامات بعدم الكفاءة والتآمر مع “القاعدة” ﻹخفاء أهم مطلوب في العالم.

مكث بن لادن في المناطق الحدودية الأفغانية بولايتي سوات وهاريبور الشماليتين الغربيتين، وربما تنقَّل إلى أماكن أخرى قبل الاستقرار في آبوت آباد في أغسطس/آب 2005.

المخابرات تطلب من شكيل الرحيل

طلبت المخابرات الأمريكية من شكيل الرحيل إلى أفغانستان، وحددت له نقطة للانتقال إليها، لتتمكن من حمايته هناك، لكنه رفض الخروج من باكستان، ولم تمر سوى أيام وكان قد أُلقي القبض عليه في البلدة ذاتها، ووُجهت إليه تهم متعددة، من بينها الخيانة العظمى والتعاون مع وكالة الاستخبارات الأمريكية.

أُلقي القبض على الرجل، وحكم عليه بالسجن 33 عاماً، ورغم الجهود الأمريكية لإطلاق سراحه فإنها كلها قد باءت بالفشل، لكنه وفي عام 2016، أدى تهديد الولايات المتحدة بقطع المساعدات عن باكستان إلى تخفيض مدة الحكم عشر سنوات، ومنذ ذلك الوقت تضاءلت الضغوط الأمريكية لإطلاق سراحه.

دفع أسرته للفقر..

دفع سجن أفريدي أسرته إلى الفقر والوقوع في تضييقٍ أمني ​​شديد، إذ تضطر زوجته وأطفاله إلى تغيير مكان إقامتهم والبقاء تحت المراقبة باستمرار، معتمدين على أقربائهم في الحصول على المساعدة المالية لتوفير احتياجاتهم من المأكل والمشرب.

وفي العام الماضي (2019)، نُقِل أفريدي من سجن بيشاور إلى منشأةٍ أمنية مشددة الحراسة في مدينة ساهيوال، بعدما انتشرت سلسلةٌ من نظريات المؤامرة، مفادها أنَّ الولايات المتحدة كانت تُخطِّط لتهريب أفريدي.

وفي العام نفسه، أثير حديثٌ عن تبادل السجناء، في اجتماعٍ بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس وزراء باكستان عمران خان، لكنَّه لم يُسفر عن إطلاق سراحه حتى اليوم.