الجمعة 10 شوال 1445 ﻫ - 19 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

علماء الأرصاد الأوروبيون: أوروبا تستعد لـ"جحيم قادم" وتنبؤات بآلاف الموتى

تنبأ العلماء وعلماء الأرصاد الأوروبيون، وفاة آلاف الأشخاص بسبب موجة الحر غير الطبيعية في أواخر يونيو/حزيران عام 2019.

يذكر أن فرنسا عانت من درجات حرارة عالية عام 2003 في شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب، وذهب حوالي 70 ألف ضحية الحر الشديد في أوروبا و15 ألف في فرنسا، وامتلأت المشارح في باريس بالجثث، بحسب “واشنطن بوست”.

قالت خبيرة الأرصاد الجوية من فنلندا، ميكا رانتانين، أن موجة الحرارة القادمة غير مسبوقة بالنسبة لفرنسا بناءً على نتائج المحاكاة الحاسوبية لشدة الحرارة.

ووفقا لستيفان رامستورف، عالم المناخ في جامعة بوتسدام، فيمكن تسمية ارتفاع درجة حرارة الهواء بـ”القاتل الصامت”.

سيتم رصد أعلى درجات الحرارة في الأجزاء الغربية والوسطى من أوروبا. ويمكن تسجيل درجات حرارة أعلى من 40 درجة مئوية لعدة أيام في بعض مناطق إسبانيا وفرنسا.

من المتوقع أن تزداد شدة الموجة الحارة التي تتعرض لها أوروبا في الوقت الراهن ليمتد أثرها إلى بعض الدول، من بينها فرنسا، وإسبانيا، وسويسرا، لتتجاوز درجة الحرارة 40 درجة مئوية اليوم الخميس.

وسجلت درجات الحرارة في ألمانيا، وبولندا، وجمهورية التشيك أعلى مستوياتها في يونيو/ حزيران الجاري.

وقال خبراء الأرصاد الجوية إن الموجة قادمة من شمال أفريقيا.

ويتوقع أن تشهد درجات الحرارة المزيد من الارتفاع في الكثير من دول أوروبا في الأيام الثلاثة المقبلة، وفقا لخبراء الأرصاد.

وسجلت درجة الحرارة بحلول الظهيرة في مدينة تورين في إيطاليا 37 درجة مئوية، وهو نفس المستوى في مدينة سرقسطة الإسبانية، وتجاوزت مدينة أفينون جنوبي فرنسا ذلك المعدل بدرجة واحدة لتبلغ 38 درجة.

وتعاني 11 مدينة في غرب ووسط إسبانيا من درجات حرارة تتجاوز 40 درجة.

ويتوقع أن تتجاوز درجة الحرارة 45 درجة يوم الجمعة في عدد من المدن شمال شرقي إسبانيا.

كما تشير توقعات الأرصاد إلى أن درجات الحرارة قد تتجاوز 40 درجة في إيطاليا أيضا، خاصة في شمال ووسط البلاد. كما أطلقت السلطات في بعض المدن أعلى درجات التحذير من الموجة الحارة.

وعُثر على جثة متشرد مسن روماني، 72 سنة، صباح الخميس بالقرب من محطة قطارات ميلانو المركزية. وقالت السلطات إن ارتفاع درجة الحرارة ربما يكون من أسباب الوفاة.

واندلع حريق غابات في إقليم كتالونيا الإسباني الخميس بسبب ارتفاع درجة الحرارة، والذي وصفته سلطات الإقليم بأنه “الأسوأ في عشرين سنة”.

واتجه مئات من عناصر مكافحة الحريق إلى الغابات المشتعلة للقيام بمهام الإطفاء والسيطرة على النيران.

وقد اشتعلت النيران في حوالي أربعة آلاف هكتار من غابات كتالونيا، وهي المساحة المرشحة للزيادة إلى 20 ألف هكتار وسط تصاعد درجات الحرارة، وفقا لسلطات الإقليم.

وأجلت السلطات ثلاثين شخصا من منازلهم، كما أغلقت خمسة طرق.

وكان مسؤولون في إسبانيا قد حذروا من أن هناك “خطر كبير” لاحتمال اندلاع حرائق غابات في بعض المناطق.

وقال فيليب تراكفيلد، سائح في روما، لبي بي سي: “كانت درجة الحرارة 41 درجة بالقرب من المدرج الإسباني. إنه أمر مرهق أن تتجول بين جميع المزارات السياحية”.

في غضون ذلك، أطلقت فرنسا، التي عانت من موجة حارة ألقي عليها اللوم في وفاة نحو 15 ألف شخص في عام 2003، تحذيرا باللون “البرتقالي”، الذي يمثل الفئة الثانية من التحذيرات المتعلقة بارتفاع درجات الحرارة.

وشغلت مدينة باريس نوافير المياه ورشاشات المياه المتصلة بصنابير، كما أجلت بعض المدارس الاختبارات بينما أغلق بعضها بسبب الموجة الحارة.

وفي مدينة تولوز، التي تجاوزت فيها درجة الحرارة 41 درجة الخميس، بدأت المؤسسات الخيرية توزيع المياه على المشردين في شوارع المدينة.

وتؤثر درجات الحرارة على أحد السجون الفرنسية الذي يبلغ عدد نزلائه 72 ألف نزيل، وقال فرانسوا بيس، الذي يعمل في مراقبة شؤون السجون، لشبكة تلفزيون بي إف إم الفرنسية إن بعض المحتجزين في هذا السجن يصفون زنزاناتهم “بالأفران”.

ونشرت شبكة التلفزيون الفرنسية تقريرا أشار إلى أنه “من المستحيل أن يوفر السجن تيار هواء للمحتجزين لأنهم لا يستطيعون فتح الأبواب. وقرر سجن فرينسيس رش ساحة السجن بخراطيم المياه لتلطيف الهواء.”

وصفت عالمة الأرصاد الجوية الإسبانية سيلفيا لابلانا الطقس المستقبلي بأنه “الجحيم القادم”، من المتوقع أن ترتفع الحرارة في مدريد إلى 40.6 درجة مئوية.

صرح عالم الأرصاد الجوية غيلوم فوزنيتسا، أنه ليس لديه أدنى شك في أن درجة حرارة الهواء في فرنسا ستحقق رقماً قياسياً جديداً عند 45 درجة مئوية يوم الجمعة المقبل، بعد الرقم القياسي 44 عام 2003.

والسبب وراء الحرارة العالية بالمنطقة هو أن منطقتي غرينلاند وفوق شمال وسط أوروبا تحجب الهواء البارد، فتتكون كبسولة من الهواء الساخن قادم من الصحارى الأفريقية والإسبانية، وبالنتيجة ترتفع درجات الحرارة وتتشكل العواصف الرعدية الشديدة.