الجمعة 19 رمضان 1445 ﻫ - 29 مارس 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

قلب الأم.. تعرفت على ابنتها بعد 20 عاما من اختطافها بـ"الصدفة"

شهدت السعودية العام الماضي فصول واحدة من أغرب قصص خطف الأطفال الرضع في العالم، عندما عاد ثلاثة شبان لعائلاتهم الحقيقية بعد أكثر من عقدين على اختطافهم.

كشف محامٍ سعودي معروف، النقاب عن تفاصيل حادثة خطف أطفال رضع جديدة، لم تكن معروفة من قبل في المملكة .

وروى المحامي علي العقلا تفاصيل الحادثة التي عادت فيها شابة عشرينية لوالديها بعد أن أمضت عشرين عاماً في كنف خاطفتها التي أوهمت والدتها الحقيقية بوفاتها بعد أيام من ولادتها، قبل أن تقود عاطفة الأمومة تلك الأم لابنتها بعد كل تلك السنوات، وبمحض الصدفة.

ونقلت صحيفة ”سبق“ المحلية عن المحامي العقلا قوله إن الحادثة التي وقعت في العام 1979، بدأت بولادة سيدة سعودية متزوجة من رجل خليجي في الرياض، لابنة في إحدى المستشفيات، وبغياب زوجها الذي كان مسافراً حينها، وبمساعدة ومرافقة جارة عجوز لها، حضرت معها إلى المستشفى.

ويقول العقلا إن الجارة العجوز أوهمت الأم أن ابنتها الرضيعة التي بقيت في المستشفى بعد خروج الأم، لتلقي العلاج من علة مرضية، توفيت، وأن المستشفى سيتولى دفنها، لتنتهي القصة عند ذلك الحد، وتغادر الأم بعد عودة زوجها إلى بلده مرة أخرى، وتستقر هناك، وترزق بأولاد وبنات.

وأضاف أن الأم عادت إلى الرياض بعد عشرين عاماً لحضور حفل زفاف شاب قريب لها دُعيت إليه، قبل أن تشدها عاطفة وإحساس غريب نحو العروس، ما دفعها للشك في أن تكون ابنتها التي ولدتها قبل مغادرة المملكة.

وبدأت الأم بالفعل رحلة التأكد من شكوكها، لتكتشف في البداية أن تلك العروس لقيطة ربتها جارتها السيدة العجوز تلك، ما زاد من شكوكها، ودفعها للجوء إلى القضاء الذي استعان بدوره بإجراء فحص الحمض النووي الوراثي (دي إن إيه)، بعد أن زعمت الخاطفة أنها حصلت على الرضيعة من دار رعاية بعد وفاة والديها.

وخيب ذلك الفحص الطبي أمل الأم بإعلان عدم نسب العروس الشابة لها، ورد قاضي المحكمة الابتدائية دعواها، قبل أن تلجأ الأم لنقض الحكم، بدعوى احتمال وجود خطأ في دقة نتائج فحص الحمض النووي، وتحصل على الموافقة بإعادة النظر في دعواها، وتشهد الحادثة أهم فصولها، إذ انهارت العجوز الخاطفة أمام القاضي وأغمي عليها، قبل أن تستفيق وتعترف بأنها خطفت الرضيعة من خلال أخذها من المستشفى ووضعها أمام دار رعاية ومن ثم الحصول عليها لتربيتها بسبب هوسها في تربية الأطفال.

ويقول المحامي العقلا الذي رافع عن الأم في القضية، إن الخاطفة ”اهتمت بالصغيرة وتعليمها، وعملت على تحفيظها القرآن الكريم كاملاً، إلى أن زوجتها من رجل صالح، وفي هذه الأثناء، قررت الأم أن تعفو عنها، وتتسامح معها، وتنازلت عن دعواها ضدها، واكتفت بحكم المحكمة إثبات نسب الفتاة لها“.

وشهدت السعودية العام الماضي فصول عودة نايف قرادي ويوسف العماري وموسى الخنيزي إلى عوائلهم الحقيقية، بعد أن قضى الشبان السعوديون الثلاثة أكثر من عقدين في كنف سيدة خطفتهم رضعاً من المستشفى الذي ولدوا فيه، قبل أن تتكشف خيوط تلك الحوادث وتصل إلى القضاء الذي حكم بإعدام الخاطفة قبل أشهر قليلة.