السبت 11 شوال 1445 ﻫ - 20 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

يتواصلون بلغة الإشارة.. مخبز جميع عماله من ذوي الإعاقة السمعية

في خطوة تؤكد على أن ذوي الإعاقة أشخاص منتجون وقادرون على العمل مهما كانت الظروف،اتخذ الألماني أوفيه بروتزر من مدينة تشانغشا وسط الصين مقرا لعمله فافتتح مخبزا “غير عادي” سمّاه “باخ”، جميع عماله ممن يعانون من مشاكل في السمع.

وعلى الرغم من الوعي المتزايد بحاجات ذوي الإعاقات، لا تزال أبسط المهام الحياتية بمثابة مشقّة لمن يعانون من إعاقات سمعية في الصين، حيث يراوح عددهم بين 20 و30 مليوناً، وفق الإحصاءات الرسمية.

يقول وان تينغ، الذي يعمل في المخبز منذ عام 2017 بعد محاولة باءت بالفشل في مجال التصميم: “من الصعب مثلاً كسب أجر لائق وتحصيل العلم”.

ويضيف وان (28 عاماً) والذي يعاني من إعاقة سمعية منذ الولادة ويتحدّث بلغة الإشارة التي يترجمها بروتزر: “من العصب إيجاد عمل في أماكن أخرى. لا بد لك من أن تكون على صلة بأحدهم لتجد عملا جيدا، وإلا كانت خياراتك محدودة”، بحسب شبكة “يورونيوز”.

بدوره، يقول بروتزر (50 عاماً): “غالباً ما تعمل هذه الفئة في مهن تتطلب مهارات يدوية نظراً لصعوبات التواصل التي تواجهها، ما يجعل العمل في الفرن ملائم للمصابين بإعاقات سمعية”.

وقدِم بروتزر وزوجته دوروتي إلى تشانغشا عام 2002 مع منظمة خيرية ألمانية لمساعدة أطفال يعانون من إعاقات سمعية.

وتسلّم بروتزر الفرن في عام 2011 ودرّب منذ ذلك الحين حوالي 20 فرّاناً ذهب معظمهم للعمل في أفران أخرى ومطاعم وفنادق.

لكن جوانب أخرى من إدارة الأعمال، مثل التوظيف والتعامل مع المزوّدين والزبائن، تشكّل تحدياً كبيراً يصعّب عليهم فتح أفرانهم الخاصة.

ويوضح بروتزر: “جرّب اثنان من الخبّازين الأكثر خبرة، لكن كليهما أغلق المتجر لاحقاً، إذ كان الأمر في غاية التعقيد بالنسبة لهما”.

وجذب هذا الفرن الصغير، الذي يتواصل فيه العمال بلغة الإشارة فقط، قاعدة من الزبائن المحليين الأوفياء، على الرغم من وجوده في جادة سكنية عادية لكن الأرباح ليست بالطائلة وقد واجه الفرن مشاكل عدّة، وفق بروتزر.

ورغم تدابير العزل التي فرضت بسبب فيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19) في فترة سابقة من السنة، بدأ الوضع ينتعش.

وساعد اعتماد خدمة تسليم الطلبات إلى المنازل في ازدهار المبيعات، كما حظي المخبز بتغطية واسعة من الإعلام الصيني هذا الصيف، فنال شهرة.

وازدادت المبيعات بواقع 5 مرّات منذ العام الماضي ويجهد العمال حالياً خلال اليوم لتلبية الطلب.