السبت 11 شوال 1445 ﻫ - 20 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

"واش معندكش أختك".. صرخة فتاة مغربية مغتصبة

” #واش_معندكش_أختك” (أليس لديك أخت)، هكذا صرخت الفتاة المغربية القاصر محاولةً إيقاظ ضمير الشاب الوحش الذي كان يحاول تجريدها مما ترتدي للإعتداء عليها، وأملا في ثنيه عن الاستمرار في جريمته، لكنه لم يبال بتوسلاتها وواصل الانتشاء بحيوانيته والنيل منها، مدفوعا بتشجيعات رفيقه الذي كان يوثق المشهد بعدسة هاتفه النقّال.

هذه الصرخة سرعان ما تحوّلت إلى هاشتاغ غزا مواقع التواصل الاجتماعي واحتل المرتبة الأولى في الترند المغربي، حيث عبّر المغاربة عن تعاطفهم وتضامنهم مع الفتاة المغتصبة التي تبيّن أنها تلميذة، لكنها كانت أيضا بمثابة الشرارة التي أضرمت النار مجدّدا في قضية اغتصاب في المغرب، وفتحت النقاش تجاه تنامي حوادث الاعتداء #الجنسية.

وتعليقا على ذلك، قالت الناشطة إيمان فهمي: “إذا أنجبت أنثى في هذا الوطن فعلميها كيف تقاوم، كيف تكون قوية وشجاعة، مقدامة لا تخاف، كيف تناضل، أخبريها أنها في غابة مكتظة بالوحوش، علميها الرياضة والتايكوندو والكاراتيه والسباحة وركوب الخيل ورمي الحجارة والنتف والضرب، المهم ألا تكون ضعيفة في هذا الوطن”.
صدمة جديدة

وكتب الناشط إبراهيم لفضيلي، قائلا: “بعد صدمة فتاة الحافلة، يوثق فيديو آخر محاولة مراهقين اغتصاب تلميذة ونزع سروالها بالقوة، واحد يصور والآخر أسقطها أرضا، كنا في مرحلة الانحدار، والآن وصلنا مرحلة الانتحار، الانتحار الأخلاقي”.

وقالت المدونة وفاء الساحلي إن عبارة “واش معندكش أختك”، تلخّص “كل الحقارة والقذارة وتنذر بوصولنا إلى القاع، فانهيار القيم والأخلاق يعني النهاية، إما أن ننتفض ونتدارك الأمر، وإلاّ فلنستسلم لاغتصاب جماعي دون مقاومة”.

وذهبت رئيسة جمعية “ما تقيش ولادي” لحماية الطفولة، نجيبة أديب، إلى أبعد من ذلك، ودعت إلى “إخصاء كل المتحرشين والمغتصبين، وكل من سوّلت له نفسه الاعتداء على النساء، قبل أن نشاهد اغتصابا جماعيا في الشارع أمام الملأ”.

وأضافت: “من الاغتصاب داخل الحافلة، إلى الاغتصاب في الشارع العام، وأمام مرأى ومسمع الجميع، وهناك من يصوّر ومن يشاهد، إذن تطبّعنا مع هذه الوقائع المؤلمة، والأكيد أنها ستستمر إذا لم تطبق الحلول الزجرية”.

وكانت السلطات المغربية تفاعلت بشكل عاجل مع هذه الواقعة التي هزت الرأي العام المغربي، وذكرت المديرية العامة للأمن مساء الثلاثاء في بلاغ لها، أنها “باشرت مجموعة من الأبحاث والتحريات الدقيقة بهدف تحديد هوية الشخص الذي ظهر في الفيديو المنشور على شبكة الإنترنت”.

وبدورها، طالبت وزيرة المرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية والمساواة، بسيمة الحقاوي، التي دخلت على خط حادثة الاعتداء الجنسي التي تعرضت لها الفتاة، بالتعامل مع الواقعة، بنوع من الحزم وإنزال أقسى العقوبات على الجاني، واصفة ما تعرضت له الفتاة بأنه “فعل لا إنساني”.

وتُضاف حادثة #الاغتصاب الجديدة في #المغرب، إلى مجموعة من الاعتداءات الجنسية المشابهة التي تم توثيق بعضها بمقاطع فيديو، كان ضحيتها شابات وتلميذات في مختلف المرافق العمومية، وكان آخرها ما عرف بـ”فتاة الحافلة” في مدينة الدار البيضاء، وأشهرها قصة الفتاة ” #حسناء” التي ماتت منتحرة بعد تعرضها لاغتصاب جماعي قبل عامين، لتبقى قضيّة الاغتصاب ملفا شائكا يؤرق المغاربة رغم القوانين التي صادقت عليها السلطات لمحاربة كل أشكال العنف ضد المرأة.