أكدت مصادر فلسطينية لـ“الراي” ان حركة “فتح” اتخذتْ قراراً بتصفية الناشط الاسلامي بلال بدر ومجموعته الإسلامية المتشددة في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين (صيدا) وكسْر “مربّعه الأمني” الذي يتحصن فيه في “حي الطيرة”، بعدما أطلقت مجموعته النار على “القوة المشتركة” التي كانت تتموْضع في مكتب “الصاعقة”، ما أدى الى سقوط قتيلين وعدد من الجرحى.
وساندتْ القرار “الفتحاوي” القوى الوطنية والاسلامية بما فيها حركتا “حماس” و”الجهاد الاسلامي” و”عصبة الانصار الاسلامية” و”الحركة الاسلامية المجاهدة”، وسط اعتبار مصادر فلسطينية ان الاعتداء على “القوة المشتركة” هو اعتداء على كافة القوى الفلسطينية وقد “طفح الكيل” من إصرار بدر على افتعال الأحداث الأمنية المتنقلة وعدم استجابته لأي مبادرة للتهدئة، مذكّرة بموافقته الطوعية على تموْضع “القوة المشتركة” في مكتب “الصاعقة” في الشارع الفوقاني، حيث وضع شروطاً، منها دفع أموال والتعويض المادي عن الأضرار وعدم إطلاق النار على حي “الطيرة” عند أي إشكال، في محاولة لتكريس نفسه كمرجعية لـ“القوى الإسلامية” الأخرى.
ولفت الانتباه في هذه “المعركة”، ان بعض القوى الاسلامية حرصت على إصدار بيانات تأييد للقوة المشتركة بما يشبه رفع الغطاء السياسي عن بدر، حتى لا يقال انها تدعمه سراً، كما اتُهمت في مرات سابقة، اضافة الى ان المعركة هذ المرّة تختلف عن سابقاتها اذ تدور رحاها بين القوى الفلسطينية كافة وبين مجموعة بدر وحيدة، بينما كانت سابقاً بين مجموعته وحركة “فتح” وحيدة، وسط صمتٍ من بعض القوى التي كانت ترى في هذه المعارك كسراً لشوكة “فتح” وهيبتها وإضعافاً لنفوذها امام التمدد الاسلامي، وهو ما يشكل الآن غطاء لتصفية بدر أو تحجيمه واعتقاله وكسر “مربعه الامني المغلق”، فيما اللافت هو حصر الاشتباك في منطقة “الطيرة” وحدها من دون ان تمتد الى باقي المناطق.
وعلمت “الراي” ان حركة “فتح” استقدمت مقاتلين مدرَّبين على مدى يومين متتالين من مختلف المخيمات الفلسطينية ولا سيما من الجنوب للمشاركة في المعركة وحسمها سريعاً، بعدما استطاعت خلال عمليات كرّ وفرّ ليلية وصباحية، الوصول الى أطراف “الطيرة” والدخول الى منزل بدر الجديد عند الطرفي الشرقي المحاذي لـ“بستان الطيار” من دون ان تتمكن من الوصول الى معقله الرئيسي، في وقت ترددت معلومات عن اصابة ثلاثة من مجموعته بينهم مرافقه الشخصي وإصابته خطرة.
وأشارت مصادر فلسطينية الى ان حركة “فتح” رفضتْ مساعٍ من بعض الناشطين لهدنةٍ تقوم على: وقف اطلاق النار دون شروط، والموافقة على انتشار “القوة المشتركة” في مكتب الصاعقة والشارع الفوقاني. اذ أصرّت على انهاء “المربع الامني” الذي يتحصن به بدر في حي “الطيرة” نهائياً وتسليم نفسه ومجموعته للاقتصاص العادل منه.
وتعتبر الاوساط في “عين الحلوة” ان نجاح “فتح” في هذه المهمة وبدعم القوى الفلسطينية سيفتح الأبواب المغلقة امام القوة المشتركة لإسقاط اي من المربّعات الأمنية، لينعم أبناؤه بهدوء واستقرار بعد مرحلةٍ من الفراغ الأمني والأحداث المتنقلة منذ تعليق عمل اللجنة الامنية الفلسطينية العليا وحلّ القوة الامنية المشتركة، وهما الإطاران اللذان كانا يشكلان مظلة حماية سياسية للمخيم وأمنه والجوار اللبناني.
وحصدت الاشتباكات العنيفة قتيلين، أحدهما احد عناصر “القوة المشتركة” الملازم موسى الخربيتي واكثر من 15 جريحاً، بينهم عدد من عناصر القوة، إضافة الى أضرار جسيمة في المنازل والممتلكات ولا سيما في حي الطيرة الذي تعرّض لسقوط قذائف من منطقة جبل الحليب المشرفة عليه، في وقت سُمعت أصوات القذائف الصاروخية والأسلحة الرشاشة في ارجاء مدينة صيدا، وجرت اتصالات لبنانية وفلسطينية لمنع تفاقم الأمور، فيما نزح عدد كبير من عائلات المخيم إلى خارجه تحسباً لاتساع رقعة الاشتباكات التي بقيت محصورة في الشارع الفوقاني.
مصادر