أكّد عضو كتلة “القوات اللبنانية” النائب فادي كرم أنّ ندرك كـ”قوات لبنانيّة” أنّ عملية ذرف الدموع ليست صادقة فمن ذرف الدموع هو من كان ضدّ الحريري وأسقط حكومته بالسابق وهو يحاول الضغط على الحريري بالداخل والمعروف عن الحريري أنّه يضحي بالكثير لأنّه يؤمن بالحفاظ على الإستقرار وحالة الدويلة داخل الدولة ومسايسة الوضع السابق وعدم مواجتها ضغطت على الحريري بشكل لا يمكنه تحمها فاستقال وما يمكن أن أقوله هو أنّ السعوديين وصلوا إلى فكرة أنّ المواجهة مع إيران أصبحت قرار وذهبوا إلى المواجهة مع إيران ولم يكتفوا بالنيات، ووضعت السعوديّة الحريري بمرحلة أخرى وهي مرحلة الهجموم وهنا على الحريري أن يتخذ موقف إمّا صارم بخصوص التدخلات الإيرانيّة في لبنان والساحات العربيّة وإمّا أن يستمر بسياسة المساكنة مع “حزب الله”.
وأضاف كرم عبر “صوت لبنان – الضبية”: السياسة الهجوميّة لـ”حزب الله” للسيطرة على الدولة لن تنجح على المدى البعيد ولن يستطيع أخذ البلد إلى المحور الذي يريده فالحزب ربط الواقع اللبناني بالواقع الإقليمي وهذا يشكل خطراً على لبنان، والحالة التقهقريّة والتصاعديّة التي تعيشها الدولة يرتاح لها السيد نصرالله وهي محاولة لعزل أي فريق لا يزال ضد سيطرت إيران على النظام الللبناني”.
وعلى صعيد علاقة القوات بالرئيس عون و”التيار الوطني الحرّ” لفت كرم إلى اّن علاقة القوات مع رئيس الجمهوريّة مختلفة عن العلاقتها مع “التيار الوطني الحرّ” ولقد أبدت القوات ملاحظاتها على ما حصل في رسالة أرسلها رئيس حزب “القوات اللبنانيّة” سمير جعجع إلى عون وفيها إصرار على التهدئة”.
وتابع: رئيس الجمهوريّة حريص على الإلتقاء مع الحريري لدرس الأمور ونحن مع عون في تسوية الوضع القائم وعودة الحريري وأمّا صبّ الزيت عن النار فهي قد أتت من جوار الرئيس ومن باسيل والهدف منها ضرب العلاقة مع القوات وهي مدفوعة من إيران والرئيس عون أصر على سياسة النأي بالنفس والعلاقة الجيدة مع السعوديّة وهذه حكمة من الرئيس”، مشراً إلى أنّ السعودية بحاجة إلى لبنان والتجانس الموجود لديه ومن هنا كانت دعوتها للبطريرك الراعي ولبنان إقتصاديّاً وسياحيّاً بحاجة إلى السعوديّة والحكمة تقتقضي أن ننظر في هذه الأمور وأي دولة تدرس إستثماراتها ووجود جالية لها في دولة أخرى وعلى اللبنانيين درس العلاقة مع السعوديّة”.
وشدد كرم على أنّ الإستقالة غبر ناتجة عن السعوديّة بل هي ناتجة عن ممارسات “حزب الله” وإيران بالسطيرة على النظام اللبناني”.
ورداً على كل ما قيل بأنّ “القوات اللبنانيّة” هي من حرضت السعوديّة على خطوة الإستقالة ردّ كرم بالقول: “السياسة السعودية لا تنتظر “القوات” لتخبرها عن الخطر المحدق بها من إيران وليست “القوات” من تقول للسعوديّة موقفها من المحاور الإقليميّة وليست القوات من تدخل بين السعودية و”تيار المستقبل” لخلق خلالفات بينهما”، معتبراً أنّ هناك غرف سوداء تطبخ لخلق مشاكل بين قوتيين سياديتيين في لبنان هما “القوات” و”المستقبل” ومع وصول الحريري إلى فرنسا سنشهد حالة تصاعديّة”.
رداً على سؤال حول ما إذا اتصل جعجع بالحريري قال : “لا أعلم إن اتصل به أو أوفد شخصاً للقاء الحريري”.
وعن التلويح باستقالة وزراء القوات من الحكومة لفت كرم إلى أنّ “لا أحد يريد إزالة الحريري من الطريق فنحن عندما قررنا أن نقدم استقالتنا لم يكن بوجه الحريري إنّما بوجه الدويلة وإيران وهذه الحركة التي كنا سنقوم بها هي دعماً للحريري وهي في سبيل إزالة النظام التغلبي لإيران على لبنان ونحن سنسمي الحريري في الإستشارات النيابيّ”.
وأضاف: “نحن غير مستعدين للإستمرار في حكومة لا تلتزم بالنأي بالنفس وخط الحريري معروف وإنّ ساير فترة “حزب الله” لمنع أي عاصفة قد تضرب لبنان والآن لم يعد باستطاعته أن تبقى الأمور على ما هي عليه فاستقال”.
وأكّد كرم حرص “القوات على موقف التفاهم اللبناني فيه عمود هذه التسوية وهي من من أنتج هذا العهد والقوات وإن كانت خارج الحكومة لا تذهب إلى سياسات شعبويّة قصيرة المدى ولقد حاول أعوان إيران في لبنان سحبنا إلى الخلافات فقابلناه بهدوء واستيعاب لأننا أم الصبي ولكن عندما وصلت الأمور إلى إنحياز لبنان إلى النظام الإيراني لوّحنا بالإستقالة وكنا لو صعّدوا صعدنا لكنّ الأمور تأزمت بسرعة بينهم وبين الحريري ونحن مع تسوية تحفظ إستقرار لبنان”.
وتابع: “ليس هناك أي طرف يرغب بهز الإستقرار في لبنان والحمد لله أنّ أجهزتنا الأمنيّة حاضرة للتحرك بوجه أي عمل للخلايا النائمة ودائماً إلاّ أنّ هناك فريقاً في لبنان عندما يشعر أن ّالحالة السياسيّة غير مؤاتية له يعمد إلى تخويف اللبنانيين عبر مثلاً عمليات إغتيال وشهدنا ما شهدناه في السنوات الماضية وهم قادرون على التوجه نحو هذه الإغتيالات وفي الفترة الماضيّة ظهر هذا الفريق وهو يسوّق لفكرة إعادة الإغتيالات”.
ورفض كرم تصديق ضرب لبنان عسكريّاً قائلاً: “الضربة العسكريّة هي حملة تسويقيّة وليست صحيحية ونفرض أن نصدقها ومن يسوّق لهذه الضربة هم من المستسلمين لمشروع إيران بهدف المحافظة على مراكزهم وأكبر حليف لإيران هو فساد النظام اللبناني وهناك أشخاص “بيشتروا على الرخيص وببيعوا على الغالي” والقوات ما عندا حليف “ببيع على الشخصي ليربح على حساب لبنان”.
وأوضح أنّ المطلوب هو الجلوس على الطاولة والمطلوب من “حزب الله” هو أن يبحث بالعودة إلى مفهوم النأي بالنفس وحينها نكون سلما جدل أنّ التسوية الجديدة سارت بناء على التسوية القديمة التي قامت على تقاطع الدولة والدويلة وعلينا أن نتخذ قرار النأي بالنفس والإلتزام بهذا القرار وعليها نكون قد استردينا الحريري بالنفس والجسد.
وأضاف: “رهاننا كان على العلاقة الجيدة بين الرئيس عون و”حزب الله” وبأن يكون يكون رئيساً لكل اللبنانيين”.
ورأى كرم “أن يغتص أحد من “حزب الله” هي حجج للإبقاء على سلاحه والواقع اليوم كله لصالح “حزب الله” فلماذا لا يبحث مع الرئيس عون وقائد الجيش تسليم سلاحه والجواب لأنّه حليف إيران”.
وقال: “لكي يتمكن الرئيس عون من حفر اسمه في التاريخ عليه أن يعيد بناء الدولة عن طريق سحب السلاح من يد “حزب الله” وللوصول إلى الإستقرار في لبنان علينا أن نبحث في دور “حزب الله” وعلاقته مع إيران”.
وأشار كرم إلى أنّه إذا لم تطرح الأمور بكل جدّية ولم تطرح الأسباب الكامنة وراء كل الهزات والإستقالات التي يشهدها لبنان وليتمّ معالجتها سيكون لبنان في طريقه إلى الهاوية وهذا أمر واضح في ظل التغيرات التي يشهدها العالم من تبدل الأنظمة والشخصيات التي تسأل عن قدرة لبنان السيادي بمواجهت تمدد إيران عن طريق “حزب الله”.
وأضاف: “حزب الله” حزب استراتيجي وسياسته لن تسمح له بالتحرك بسرعة وأمام وهول ما يحدث عليه أن يتأنى ويدرس خطواته وأن ينتظر عودة الحريري”.
وعن موقف لبنان في جامعة الدولة العربية قال: لا بدّ أن يكون موقف لبنان البدأ فوراً بسياسية النأي بالنفس”.
وفي ما يخص الإنتخابات النيابيّة أكّد كرم أنّه إذا تمّ تكليف الحريري من جديد أو تمّ الإتفاق على اسم جديد أو تسوية جديدة علينا أن ندرس خطواتنا لنتخذ موقفنا لكن يجب أن يكون هناك مقومات في لبنان لتجرى على أساسه انتخابات نيابيّة”.
المصدر موقع القوات اللبنانية