الضجة التي أثارتها الجولة التي نظمها “حزب الله” (أول من أمس) لإعلاميين محليين وأجانب من بيروت إلى الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة وظهور عناصر من الحزب خلالها باللباس العسكري المرقط، وحمل أحدهم قاذفاً صاروخياً في صورة التقطتها كاميرات الإعلام المحلي والأجنبي، دفعت أمس، رئيس الحكومة سعد الحريري ومعه وزير الدفاع يعقوب الصراف وقائد الجيش العماد جوزيف عون إلى القيام بزيارة مفاجئة (تقررت ليل أول من أمس) إلى مقر قيادة القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان – “يونيفيل” – في الناقورة وزيارة موقعين للجيش اللبناني على الخط الأزرق في اللبونة والنمر حيث يوجد أقرب موقع إسرائيلي عند الحدود.
والمنطقتان كانتا من ضمن جولة “حزب الله” الإعلامية. وحرص الحريري على تأكيد أن “الجيش اللبناني وحده المكلف حماية الحدود والذي يدافع عنا بصفته القوة الشرعية التي لا قوة فوق سلطتها”. والحريري هو أول رئيس حكومة لبنانية يزور الخط الأزرق.
وكانت جولة الحزب أثارت كثيراً من التساؤلات عن أهدافها، خصوصاً مع ظهور صورة المقاتل الذي يحمل القاذف على مواقع إخبارية والصفحات الأولى من صحف محلية، إذ إنها تعتبر خرقاً للقرار 1701.
وقال مصدر عسكري لصحيفة “الحياة”، إن الحزب أراد من جولة الإعلاميين “إظهار أن الجبهة هادئة من الجهة اللبنانية وأن لا تحضيرات عسكرية لحرب، خلافاً لما يروج له الإسرائيليون”.
وأقر المصدر العسكري بـ”أن ظهور أحد المسؤولين وهو يشرح للإعلاميين على الشريط الشائك المواقع في الجهة الإسرائيلية، باللباس المرقط ونشر صورة المقاتل الذي يحمل قاذفاً صاروخياً، هما مظهران يدلان على وجود خرق للقرار 1701 الذي ينص على منع المظاهر المسلحة في منطقة عمليات يونيفيل والجيش اللبناني جنوب نهر الليطاني”، لكنه أوضح أن الزيارة :في حد ذاتها ليست خرقاً للقرار لكن ظهور العسكريين من الحزب يشكل خرقاً”.
ورداً على سؤال لـ”الحياة” قال المصدر، إن الجيش منح الصحافيين الأجانب الذين شاركوا في الجولة الإعلامية تراخيص دخول تقتضيها الأصول وأن دخولهم إلى المنطقة حصل إلى المساحة التي تعود إلى “يونيفيل”.
ونســــبت وسائل إعلام عدة إلى مسؤولين في “حزب الله” (منهم مسؤول الإعلام محمد عفيف) تفسيراً آخر للجولة على الحدود أكــدوا فيها أنها للرد على حملة تهويل إسرائيلية ضد لبنان، ولتأكيد أن انشغال الحزب في الحرب في سوريا لم يشغله عن الجاهزية للدفاع عن لبنان في مواجهة الأطماع والتهديدات الإسرائيلية.
وأعطت أوساط قريبة من الحزب تفسيراً آخر لهدف الجولة وهو “الرد على التهديدات الأميركية بمزيد من العقوبات ضد “حزب الله” والتصعيد ضد إيران ، وبإمكان إعطاء الضوء الأخضر لإسرائيل لشن حرب على الحزبط.
يذكر أن إعلاميين كانوا ضمن جولة الحزب استنتجوا خلال الزيارة أن الحزب أراد منها القول أيضاً أن مقاتلي “حزب الله” قريبون جداً من الخط الأزرق.
المصدر