الأربعاء 20 شعبان 1446 ﻫ - 19 فبراير 2025 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

وليد فارس: لا خطة واضحة للحكومة لحل أزمة اللاجئين السوريين… وعلى لبنان التحرّك

في وقت بات ملف اللاجئين السوريين يهدد لقمة عيش اللبناني واقتصاده وأمنه، تقف الحكومة اللبنانية عاجزة حتى اللحظة عن تقديم أي خطة جدية الى المجتمع الدولي بشأن كيفية مساعدتها على معالجته. والواقع ان الحكومة لم تقم حتى اليوم إلا بطلب المال والشكوى والاستغاثة من دون تقديم أي خريطة طريق تمكّن دول القرار وبينها الولايات المتحدة من العمل جدياً على حل هذه الأزمة المتفاقمة. استغاثة اللبنانيين وصلت الى أروقة الكونغرس الأميركي عبر الوفود اللبنانية التي تزور واشنطن وعبر اللبنانيين الموجودين في الادارة الاميركية، وايضاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي تتواصل من خلالها الإدارة الاميركية مع المجتمع اللبناني. وفي إطار المساعدة والعمل جدياً على هذا الملف، طلب عدد من أعضاء الكونغرس من المستشار الأميركي – اللبناني الأصل وليد فارس إبداء الرأي في كيفية حل ازمة اللاجئين السوريين في لبنان.

‎عودة اللاجئين أولوية لبنانية

‎بعد دراسة الملف وتقويمه وتقديمه الى أعضاء الكونغرس، تحدث فارس الـى “النهار” قائلاً: “لا يكفي تحرك اللبنانيين من اجل ان يوضع ملف اللاجئين في اولويات واشنطن، بل يجب ان يترافق ذلك مع توجيه طلب رسمي لبناني الى الادارة الاميركية من اجل الاسراع في حل هذا الموضوع”.

‎وأكد فارس في تقويمه ان على “الحكومة اللبنانية ان تقدم مشروعاً عملياً ومتكاملاً تتبناه الادارة الاميركية، فالولايات المتحدة ستكون في حاجة الى غطاء رسمي لبناني يخوّلها التحرك من دون مضايقات من حلفاء النظام السوري ومؤيديه في لبنان كميليشيا “حزب الله”. وعلى الحكومة والبرلمان في لبنان القيام بجهد دولي يتضمن خططاً عملية يتبناها المجتمع الدولي وتركز على سبل مساعدة اللاجئين السوريين وفق خيارات تضعها الدولة اللبنانية”.

خريطة الحل

‎ووفق تقويم فارس فإن الافكار المنطقية التي تسمح بفتح ملف اللاجئين السوريين داخل المؤسسات الرسمية الاميركية في واشنطن تمر اولاً عبر الممرات الآتية:

‎ اولاً: ان تأتي المبادرة من الحكومة اللبنانية، ولا يهم اذا كانت مغلوبة على امرها في امور سياسية اخرى. المهم ان تطلق هي المبادرة.

‎ثانياً: ان يطلق المجتمع المدني اللبناني مبادرته الخاصة، فهو حر طليق وبامكانه ان يأتي الى المجتمع الدولي ليساعده في حل هذه الازمة. ولن يولد اي حل ما لم تأتِ مبادرة من الحكومة اللبنانية او من المجتمع المدني اللبناني. ولنا شواهد تاريخية على ذلك.

‎ثالثاً: على الاغتراب اللبناني المتضامن مع وطنه الأم ان يطلق هو مبادرته لتلتحم مع المبادرات الاخرى الآتية من لبنان، إذذاك يكون لهذه القضية قنوات قوية وقادرة. فالمغتربون لديهم قدرات وتأثير مهم، ولكن من دون مبادرات من الوطن الام لبنان لن تكون هناك مشروعية كافية لتحركهم، والوطن الام من دون طاقات الاغتراب وتأثيره سيكون تأثيره محدودا في ايصال صوته الى العالم.

‎رابعاً: على هذا التحرك اللبناني المشترك ان يطرح القضية بكل حزم مع اعضاء الكونغرس الاميركي المؤيدين للبنان وعبرهم مع ادارة الرئيس ترامب.

‎الخطة العملية

‎ومن الناحية العملية، شدد فارس على ضرورة “وضع تصور لتنظيم وضع اللاجئين السوريين في لبنان تمهيداً لاعادتهم الى بلدهم. وهذا التنظيم يعني ان تكون هناك مناطق محددة تستوعب اللاجئين السوريين ضمن الاراضي اللبنانية، ومنطقياً يجب ان تكون هذه المناطق في البقاع وعكار. عندها سيتمكن المجتمع الدولي والمنظمات الدولية من العمل على ضمان تدفق المساعدات الى اللاجئين”.

‎وأضاف: “بعد ان يجمع كل اللاجئين في مناطق البقاع وبعض مناطق عكار، توضع دراسة وتصور لجسور السفر التي سيقطعها هؤلاء اللاجئون في طريق عودتهم الى مناطق تُهيَّأ في سوريا وتكون مخصصة لحماية اللاجئين، بعضها قد يكون تحت سيطرة النظام وحلفائه، والبعض الآخر تحت سيطرة المعارضة او بالاشراف المباشر من الامم المتحدة والمجتمع الدولي”.

‎ما تقدم من الدكتور فارس قد يكون مسودة أو خريطة طريق لحل ازمة يتخبط فيها لبنان، من دون ان يغيب عنه ادراك واشنطن صعوبة التحرك اللبناني في الداخل، الا انها تراهن بشكل كبير على المجتمع اللبناني الذي أنتج “ثورة الارز” وقاد تحركات مطلبية عدة، وهو قادر حالياً على إنجاز هذه المهمة.

 

المصدر النهار