السبت 11 شوال 1445 ﻫ - 20 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

حرب بين حزبين في لبنان.. تغريدة رئيس الحكومة تفجرها

تحوّلت منصّة “تويتر” في لبنان مساء الأحد إلى حلبة اشتباك بين فريقين سياسيين المُفترض أنهما حليفان “تيار المستقبل” بزعامة رئيس الحكومة سعد الحريري والحزب “التقدمي الاشتراكي” برئاسة الزعيم الدرزي وليد جنبلاط.

فتيل تلك الحرب اشتعلت إثر تصريح من وزير الصناعة وائل أبو فاعور المحسوب على جنبلاط، تلتها تغريدة متفجرة للحريري جرت تراشقاً إعلامياً واتهامات متبادلة بينهما على خلفية التعيينات الإدارية المرتقبة التي يستعشر جنبلاط وفريقه بأنها ستأتي على حسابه.

سجال تويتري
فبعدما اعتبر الوزير “الاشتراكي” أن “العلاقة مع “المستقبل” ليست على ما يرام”، لافتاً الى “ان لدينا رأي اعتراضي حول ما سمّي بالتسوية السياسية (التي انتخب على اساسها ميشال عون رئيساً للجمهورية وسعد الحريري رئيساً للحكومة) وما جرّته حتى اللحظة على البلاد”، ردّ رئيس الحكومة سعد الحريري عبر “تويتر”، قائلاً “مشكلتكم يا أخواننا في الحزب التقدمي الاشتراكي مش عارفين شو بدكم. لما تعرفوا خبرونا. قال شو الاشتراكي عم يحكي بالوفاء. نكته اليوم”.
لينضمّ بعده نواب ومسؤولون ومناصرون في كلا الطرفين الى السجال التويتري قبل أن يتم احتواؤه بمسارعة رئيس الحزب التقدّمي الاشتراكي وليد جنبلاط الى الطلب من مناصريه “بعدم الوقوع في فخ السجالات والردود العلنية مع “تيار المستقبل”، كما كانت توجيهات من الامانة العامة للتيار لكافة المحازبين والمناصرين للتوقف عن تبادل الحملات.

“حصل ليس خلافاً شخصياً”
وتعليقاً على تلك “حرب التغريدات” تلك، تمنّى النائب في “تيار المستقبل” بكر الحجيري، في تصريح “للعربية.نت” “لو ان السجال لم يقع من أساسه”، عازياً ايّاه الى الوضع الاقتصادي المتردّي في البلد. فعلى قول المثل “الفقر بولّد النقار”.

في حين أوضح مفوّض الاعلام في الحزب “التقدمي الاشتراكي” رامي الريّس لـ”العربية.نت” “أن لدينا ملاحظات حول الأداء السياسي في البلد وعلى كيفية الحفاظ على الطائف وعلى التوازنات السياسية في البلد، وجنبلاط عبّر عنها في سلسلة تغريدات سابقة، وما حصل ليس خلافاً شخصياً مع الرئيس الحريري وإنما موقف سياسي عبّرنا فيه عن رأينا”.

طلعات ونزلات
ومنذ فترة زمنية تمرّ علاقة “تيار المستقبل” والحزب “الاشتراكي” بطلعات ونزلات عزاها مراقبون الى تراكمات لهزّات سياسية سابقة بين الطرفين، حيث أن الاشتراكي يُبدي امتعاضاً من وقوف “تيار المستقبل” وزعيمه سعد الحريري موقف المحايد من الاستهداف المُمنهج الذي يتعرض له وزعيمه جنبلاط من قبل “التيار الوطني الحر” ورئيسه الوزير جبران باسيل وحلفاء النظام السوري، ويستشعر وجود نيّات لتحجيمه سياسياً في السلطة وداخل بيئته الدرزية.

وتعتبر الأوساط الاشتراكية أن الحريري خذل الزعيم الدرزي وليد جنبلاط عدّة مرات سواء حين قبل بقانون انتخابي (اعتماد النسبية) فتح المجال أمام خصومه لمزاحمته في الساحة الدرزية، أو حينما لم يتصدّ لمساعي ضربه داخل الحكومة، لاسيما من قبل الوزير جبران باسيل و”حزب الله”.

ارتياب من تدخّلات باسيل!
وخلال المسيرة الشاقة لتشكيل الحكومة، سجّلت أوساط جنبلاط والحزب “الاشتراكي” ارتيابها من مدى “تدخّل” باسيل في عملية توزيع الحقائب الوزارية ووقوف الرئيس الحريري معه في محطات عدة خلال تأليف الحكومة، وذلك على حساب حصّته الدرزية كمّاً ونوعاً رغم حصد جنبلاط للأغلبية المطلقة من الأصوات في المناطق ذات الأغلبية الدرزية في الانتخابات النيابية الأخيرة.

هواجس مشروعة
من جهته، أقرّ النائب بكر الحجيري بوجود هواجس لدى وليد جنبلاط والحزب “الاشتراكي” تجب معالجتها، لكن برأيه لا يجوز التعبير عنها بهذه الطريقة. مرّة عبر اتّهام الرئيس الحريري بعقد صفقات سياسية على حسابهم ومرّات عبر القول ان الحريري يُساهم في تحجيمهم”.

وقال “لست متحمّساً لاسلوب التخاطب بين الطرفين. فالاشتباك السياسي عبر مواقع التواص الاجتماعي لا يوصلنا الى نتيجة، خصوصاً اننا حلفاء”، املاً في “تكريس اجواء التهدئة بين الطرفين وتصويب الامور في اتّجاهها الصحيح و”العد للعشرة” قبل الانجرار الى السجالات السياسية والتراشق الاعلامي”.

كما أكد “ان الرئيس الحريري يقوم بدوره الوطني وهو حريص جداً على اتّفاق الطائف على عكس ما يتّهموه وعلى صلاحياته في رئاسة الحكومة وعلى الطائفة السنّية”، واعتبر “ان لا يجوز لهذا “الحشد” الاعلامي من قبل البعض والقول ان الرئيس سعد الحريري يُفرّط بـ”الطائف” وبصلاحيات رئاسة الحكومة”.
وشدد الحجيري على “ضرورة ترتيب الاجواء بين “المستقبل” والحزب “الاشتراكي” وعدم السماح بعودة السجالات، خصوصاً على ابسط الامور”.

بلدية تفجّر الخلاف
ويبدو أن السياسية واستحقاقاتها ليست وحدها من راكمت الخلافات بين “تيار المستقبل” والحزب “الاشتراكي” اخيراً، وإنما نزاعات بلدية. فقد أسهمت بلدية شحيم في قضاء الشوف في محافظة جبل لبنان في تأجيج الخلاف وتطوره. فالبلدة التي تضمّ دروزاً وسنّةً اتّفق فيها “المستقبل” و”الاشتراكي” على المداورة على رئاسة البلدية، اذ كان يفترض أن يتولى رئاسة البلدية للسنوات الثلاث الباقية من عمر المجلس البلدي رئيس ينتمي الى الحزب الاشتراكي بعدما توّلى الرئاسة في السنوات الثلاثة الاولى رئيس محسوب على “المستقبل”، الا ان هذا الاتّفاق لم يحصل واتهمت قيادة الاشتراكي ممثل المستقبل برفض تسليم الرئاسة.

لكن المفارقة انه مهما بلغ توتّر العلاقة بين الرئيس الحريري وجنبلاط اللذين كانا في الأمس القريب ضمن حلف واحد “14 آذار” مرحلة متدهورة، الا انهما يسارعان الى احتوائه عبر لقاءات لموفدين من الطرفين تنتهي بعودة الجميع “سالمين” الى قواعدهم السياسية والشعبية.

هدنة اعلامية
وفي هذا السياق، قال مفوّض الاعلام في الحزب الاشتراكي رامي الريّس “نحن حريصون على العلاقة النضالية مع الرئيس الحريري المُمتدة لسنوات، لكن لدينا ملاحظات حول الاداء السياسي، ونحن دخلنا الان في هدنة اعلامية مع ترك معالجة الخلافات السياسية للاجتماعات المُغلقة بين الطرفين”.
واشار الى “ان لقاء الحريري-جنبلاط (بعد عودته من الخارج) وارد في اي لحظة، ونحن من جانبنا لم نُغلق ولا مرّة باب الحوار”، نافياً ما يتردد عن ان سبب الخلاف ملف التعيينات الادارية المُرتقبة”.

كما أكد الريّس “أن لبنان لا يُدار بالثنائيات السياسية والطائفية وانما بتفاهمات وطنية”. مضيفاً “البلد قائم على فسيفساء سياسية متنوّعة يجب مراعاتها”، موضحاً “ان خروجنا من الحكومة ليس مطروحاً على الاطلاق، فنحن باقون فيها ولدينا صفة تمثيلية وشعبية واسعة من حقها ان تتمثّل في الحكومة.

 

المصدر: بيروت- جوني فخري