الجمعة 19 رمضان 1445 ﻫ - 29 مارس 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

"حزب الله" يضع استراتيجية انقضاضه على الثورة في لبنان والعراق

منذ اندلاع الثورة في لبنان والعراق يعمل “حزب الله” بقرار من مرشده الروحي علي خامنئي وبتوجيهات من قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني من اجل وضع استراتيجية للقضاء عليها، سواء بالقوة او بالاستنزاف. اذ لا شك ان تحرك المعارضين لاسيما من داخل البيئة الشيعية قضّ مضاجع ايران وذراعها العسكري، لاسيما وان الثوار لا يستثنوا الحزب من تهمة الفساد ولن يعفوه من المحاسبة.

يعتبر امين عام “حزب الله” حسن نصر الله ان الثورة في لبنان تمثل انقلاباً عليه وترتبط بثورة العراق المناهضة لنظام العمائم التابع لايران وبانهما حربا على المحور الذي ينتمي إليه، لذلك سيعمل على محاربتهما بكل ما اوتي من قوة.

في لبنان اتخذت ايران القرار بمنع سقوط “حزب الله”، وبالتالي القضاء على الثورة التي رفعت العلم اللبناني مشددة على استعادة القرار في صنع مستقبل البلد، رافضة ان يكون لبنان تابع لولاية الفقيه التي يتبجح امين عام “حزب الله” بالاعلان عن انه جزء منها وبولائه لمرشدها مؤكدا في خطاباته ان طهران هي من تمول الحزب وتمده بالسلاح والعتاد. ولان الحزب اهم اوراق ايران في لبنان لن ترضى بخسارته مهما كان الثمن، وقد اكد حسن نصر الله في خطابه بعد اندلاع الثورة على لاءاته: لا لإسقاط العهد، ولا للانتخابات النيابية المبكرة، ولا نؤيد إسقاط الحكومة”، وذلك لانه يعتبر نفسه هو الدولة وليس فقط دويلة ضمنها، حيث يهيمن على القرارات السياسية وعلى قرار السلم والحرب وعلى القضاء المدني والعسكري، باختصارعلى كل مفاصل الدولة.

كلام نصر الله تحدي واضح للثوار، طلب منهم الرضوخ بطريقة غير مباشرة، والا فان الوضع سينهار على رؤوسهم، وبدأ خطواته سواء اقتصاديا من خلال تهريب الدولار الى سوريا ما ادى الى شحه في السوق اللبنانية وانهيار قيمة الليرة اللبنانية وارتفاع الاسعار كذلك من خلال عرقلة تشكيل حكومة اختصاصيين للابقاء على لبنان رهينة في ايدي طهران، او بالقوة من خلال ارسال مناصريه لترهيب الثوار بضربهم وحرق خيمهم، الا ان خطواته هذه لم تزد الثوار الا اصرارا على اكمال الطريق حتى تحرير لبنان من براثن الحزب ومن خلفه ايران، ما دفع نصر الله الى اعلان حالة التأهب في صفوف قيادة الحزب من اجل الانتقال الى خطوات سريعة للقضاء على الثورة، وها هم الان يعملون على وضع عدة خيارات باشراف سليماني من اجل اعادة الوضع الى ما قبل 17 تشرين لمعاودة امساك الحزب بمفاصل الدولة.

الايام القادمة لن تكون سهلة على الثورة اللبنانية، فالحزب الذي تدخل في سوريا بطلب من ايران لحماية نظام بشار الاسد، حيث سفك دماء مئات الالاف وهجر الملايين لن يتردد في اتباع ذات النهج فيما لو اضطر الى ذلك في لبنان، لاسيما وان الخطر يطاله هذه المرة في عقل داره، وبعد ان امتص صدمة الثورة، سيبدأ عما قريب خطواته التي يتم وضعها في محاولة للقضاء عليها.

ومن لبنان الى العراق حيث دفع الثوار دماً نتيجة رفضهم الهيمنة والتدخل والتغول الإيراني في بلادهم وارتهان القرار العراقي لولاية الفقيه، ونهب ثروات البلد لمعالجة أزمة طهران الاقتصادية، وذلك منذ سقوط بغداد سنة 2003 في قبضة وكلاء إيران بعد الغزو الأميركي، حيث تحولت العراق إلى أرض مستباحة لنظام ولاية الفقيه الذي صادر قراره وخيراته، فقّر شعبه حيث وصلت نسبة البطالة الى رقم خيالي وانتشر الفساد في كل مفاصل الدولة.

كما في لبنان تعمل ايران على اخماد ثورة العراق التي اندلعت في تشرين الاول الماضي والتي قامت ضد نظام الملالي في طهران وميليشياته وأتباعه وان اختلف الاسلوب حتى الان، حيث لجأت السلطة الحاكمة في العراق الى العنف مع الثوار الذين احرقوا صور الخميني وهاجموا مقرات الأحزاب والميليشيات الموالية لإيران، حيث سقط مئات القتلى الامر الذي دفع الولايات المتحدة الى التعبير عن قلقها الكبير ازاء الاعتداءات ضد المتظاهرين ووسائل الإعلام وحظر الإنترنت، داعية إلى إجراء انتخابات مبكرة والقيام بإصلاحات انتخابية.

استخدمت ايران في محاولتها للقضاء على ثورة العراق على ذراعها العسكري “حزب الله ” حيث كلّف الاخير احد مسؤوليه الشيخ محمد كوثراني للقيام بهذه المهمة، وهو احد القيادات التي تربطها بـ قاسم سليماني مهمات متعددة، واخرها مهمة الحفاظ على هيمنة طهران في العراق لاسيما في مدنه الجنوبية، ويقوم كوثراني على اعطاء توجيهاته الى قادة الحشد الشعبي عدا عن توفير التدريب والتمويل والدعم اللوجستي والسياسي للجماعات الشيعية الموالية لطهران، وقد تمكن الحزب عبر كوثراني من تثيب نفسه على الساحة العراقية الى درجة بات يؤثر في حياتها السياسية وقراراتها المصيرية.

ما يحصل في لبنان والعراق هدفه نزع عباءة طهران عن البلدين… هي ثورة انطلقت ولن تتراجع وان تعبّد طريق النصر بالدم.

المصدر: راديو صوت بيروت إنترناشونال