الخميس 16 شوال 1445 ﻫ - 25 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

رسائل غربية: الحكم في لبنان أثبت فشله والرهان على الجيش

“A Country feeling Reborn”… كم معبّر هذا العنوان الذي اختاره مراسل “بي بي سي” في الشرق الأوسط مارتن باشينس لتغطية مجريات الانتفاضة الشعبية اللبنانية.

نعم ما يشهده لبنان اليوم هو ثورة العبور نحو ولادة جديدة للدولة، دولة مواطنة منزوعة الطائفية والمذهبية وكل أشكال ورموز الفساد والنهب والمحسوبيات والسمسرات وقمع الحريات. ثورة كلما راهنوا على أن تخمد شرارتها ويتعب ثوارها كلما اتسعت رقعتها وتعاظمت أحلامها بعيون الكبار والصغار، يتهافتون بفرح وعزم إلى الساحات معاهدين الأرض بألا يتركوها والبلد بألا يخذلوه.

ولأنهم كذلك جعلوا ثورتهم عصية على الانكسار والاندحار، فأرعبوا أهل السلطة ودفعوهم إلى تحسس “تسونامي” التغيير السلمي الآتي، ليقلب الطاولة والمشهد على المنظومة الحاكمة.

ولأنّ قوة تحركهم هي بسلميته وحضاريته وامتداده على مختلف أرجاء الخريطة الوطنية من أقصاها إلى أقصاها، بدأ العقل السلطوي “يفرز” مخططات لشيطنة الحراك الشعبي وحرفه عن مساره السلمي، عبر التحضير لشوارع حزبية مضادة تهدف إلى ترهيب المتظاهرين الآمنين في ساحاتهم ومناطقهم، غير أنّ الرهان كان وسيبقى على الجيش اللبناني، الذي أخذ على عاتقه “حماية الناس” ومنع أي محاولات تخريبية تهدد أمنهم وسلمية تحركاتهم.

هذا الدور الوطني الذي يلعبه الجيش اللبناني بقرار ذاتي، لاقى خلال الساعات الأخيرة رسائل غربية بلغت بيروت تنوّه به وتشدد على مهمة المؤسسة العسكرية في “حماية التعبير السلمي”، بالتوازي مع التأكيد على وجوب تسليم السلطة اللبنانية بمطالب المتظاهرين المشروعة.

فبعد فترة من “الفتور” في التعاطي الدولي مع الحراك الشعبي المناهض لمنظومة الحكم في لبنان، لوحظت بالأمس بوادر انعطافة غربية تميل نحو تحصين المتظاهرين السلميين، عبر تأمين مظلة دولية لهم في مواجهة أي نوازع سلطوية قمعية، سواء من خلال ما اختزنه البيانان الصادران عن مجموعة الدعم الدولية والخارجية الفرنسية، أو من خلال الرسائل الغربية التي حملت إلى المسؤولين اللبنانيين ملامح توجّه غربي نحو ترجيح كفة المطالبة بتأليف “حكومة اختصاصيين بلا أحزاب”، لإنقاذ البلد والاستجابة لمطالب المنتفضين ضد فساد الطبقة الحاكمة.

وفي هذا الإطار أكد مصدر ديبلوماسي غربي لـ”نداء الوطن” أنّ “المجتمع الدولي يراقب عن كثب ما يحصل في لبنان وسيصدر عنه موقف بهذا الصدد قريباً جداً”، وأضاف: “من الواضح أنّ الحكم في لبنان أثبت فشله وما يحصل على الأرض إنما يعبر عن رفض للمنظومة الحاكمة”، في وقت شدّد مصدر ديبلوماسي عربي لـ”نداء الوطن” على أنّ “دول الخليج لا تتدخل في الشأن اللبناني الداخلي، ولكن ما تعكسه الساحات ميدانياً من المفترض أن يفرض تغييراً فورياً” في سبيل إنقاذ البلد.

المصدر: نداء الوطن