الجمعة 19 رمضان 1445 ﻫ - 29 مارس 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

فائض عنصرية ضد اللاجئين في لبنان.. ابحث عن الذاكرة

شهد وسط بيروت قبل يومين اعتصاماً لنبذ خطاب العنصرية والكراهية، وللتضامن مع اللاجئين السوريين، لاسيما بعد تكرار تصريحات وصفت بالعنصرية، لبعض الوزراء وفي طليعتهم وزير الخارجية اللبناني، جبران باسيل.

ولا يكاد يمرّ يوم في لبنان إلا ويحتل فيه موضوع النازحين السوريين الصدارة إنّ من خلال المواقف السياسية لبعض الأحزاب، أو من خلال تعليقات بعض اللبنانيين على مواقع التواصل الاجتماعي التي يركز بعضها على “تكاثر” اللاجئين وتأثيرهم على لبنان، في حين يدافع آخرون عنهم، وعن ظروفهم المأساوية.

ومع كل حادثة تشهدها مخيمات النازحين المنتشرة في مناطق لبنانية عدة تتصاعد النبرة العنصرية والكراهية والدعوات الإقصائية ضدهم، في أوساط كثير من السياسيين واللبنانيين وحتى المؤسسات الإعلامية من خلال موادها الصحافية التي تقدّمها وتبرز فيها أرقاماً عن العمّال السوريّين الذين ينافسون اليد العاملة المحلية والمحال التجارية التي يُديرونها في لبنان.

فلماذا كل هذه العنصرية؟
رداً على هذا التساؤل، أوضح الدكتور في العلوم الإنسانية وعلم الاجتماع والأستاذ في الجامعة اللبنانية أنطوان مسرّة لـ”العربية.نت” “أن هناك ثلاثة جوانب في مسألة اللاجئين، وهي “الشعوبية التي يمارسها بعض السياسيين في لبنان، والإعلام الذي لا يساعد على عرض الوقائع، بالإضافة إلى تلوّث الذاكرة الجماعية”.

الشعبوية وإثارة الغرائز
في الجانب الأوّل، اعتبر مسرّة “أن السياسات الشعبوية التي يمارسها بعض السياسيين هدفها إثارة الغرائز تجاه اللاجئين والنازحين، وهذه السياسية باتت تنتشر في شكل سريع ليس فقط في لبنان وإنما في دول عدة في العالم، وللأسف الناس لم يعودوا مواطنين وإنما “أتباع” ينجرفون نحو الكلام السياسي الذي هدفه التعبئة.”

أما في ما يتعلق بالإعلام، فلفت إلى “أن الإعلام، خصوصاً المُتلفز يُساهم في التعبئة من خلال عدم عرضه لوقائع إيجابية ودراسات عملية تساعد المشاهدين على التبصّر”.

تلوث الذاكرة الجماعية
ولعل الشق الثالث أو العنصر الثالث الذي يغذي تلك العنصرية، هو “الأفعل والمحرك الأول”.

فتلوّث الذاكرة الجماعية، بحسب مسرة “موجودة في المجتمعات العربية كافة نتيجة غياب العمل الجدّي لتنقية الذاكرات الملوّثة من خلال تعليم التاريخ. فذاكرتنا الفلسطينية ملوّثة والسورية أيضاً، على عكس الأوروبيين الذين عملوا كثيراً على تنقية الذاكرة وتنظيفها ليس فقط على مستوى القادة والسياسيين وإنما على مستوى الشعوب والأجيال الجديدة، بدليل أنه لا يوجد بلد أوروبي مستعد لإعلان الحرب على بلد أوروبي آخر”.

ويعيش في لبنان حوالي مليون ونصف سوري في ظروفٍ معيشية قاسية. واتّخذ مسؤولون في الدولة وبلديات عدة قرارات بحظر تجوّل النازحين ليلاً في نطاق سكنهم.

كما أن سلطات محلية في مناطق عدة قررت ترحيلهم وتفكيك مخيماتهم لأسباب قالت إنها أمنية واقتصادية.

لجنة وزارية للتعامل مع النازحين
إلى ذلك، اعتبر مسرة “أن الحكومة اللبنانية واعية لمسألة تصاعد اللهجة العنصرية وخطاب الكراهية تجاه النازحين السوريين، وهي شكّلت لجنة وزارية جدّية تعمل على وضع سياسة عامة تحدد كيفية التعامل مع اللاجئين والمحافظة على حقوقهم الإنسانية، لكن من دون أن يؤدي ذلك إلى التوطين وتغيير هوية لبنان”.

وتحدّث عن دول كثيرة تشهد عنصرية مثل إفريقيا الجنوبية التي شهدت ولا تزال أزمة كبرى بين السكان البيض والسود وتتم معالجتها بالطرق الدستورية.

تغيير هوية لبنان
كما نبّه إلى “ضرورة التعامل بحذر مع منصّات مواقع التواصل الاجتماعي، لأن مسألة اللاجئين باتت عالمية”.

واعتبر “أن هناك خطورة جدّية من تغيير هوية لبنان ومعها الهوية العربية، لأن العرب عاشوا لقرون في تنوع ديني وعرقي وإثني، إلى أن أتت إسرائيل كعنصر متفجّر في المنطقة على نطاق جغرافي محدد ودين معيّن. لذلك فإن المطلوب من العرب حماية النسيج التعددي والتنوع”.

ضد الكراهية
ضد خطاب الكراهية
يذكر أن ناشطين مستقلين وصحافيين وأكاديميين وحقوقيين نفذوا وقفة احتجاجية مساء الخميس في وسط بيروت ضد خطابات الكراهية التي انتشرت في الأسابيع الماضية ضد النازحين السوريين.

وسبق تلك الوقفة، “غزوة” شريط أصفر مموه بعبارة: #ضد_خطاب_الكراهية على فيسبوك، رفضا لخطاب الكراهية المنتشر في لبنان في الآونة الأخيرة.

المصدر: العربية