فخامة الرئيس: نحن "قرفانون" لا انت!

“انا مش ضعيف.. انا قرفان ” هذا ما قاله رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في حديث صحافي اليوم. أمران اساسيان يلفتان الانتباه في العبارة الرئاسية المكونة من خمس كلمات لا اكثر. الامر الاول ان الرئيس ميشال عون انتقل في الاشهر الخمسة الاخيرة من عهده من مرحلة ادعاء القوة الى مرحلة نفي صفة الضعف عن حاله. فهل من المنطقي أنّ الرئيس القوي صار كل همه أن يؤكد انه ليس ضعيفاً ؟ إنّ ما تفوه به الرئيس يؤكد مرة جديدة مأزق العهد، ومأزق سيده، ومآزق جميع السياسيين الذين أيّدوه ودعموه! الأمر الثاني اللافت في التصريح تأكيد الرئيس عون أنه قرفان. فهل هو من يجب أن يكون قرفاناً أم نحن؟ فلمَ وممَّ يعيش حال القرف؟ هل يعاني غلاء المعيشة مثلنا؟ هل ينتظر مثلنا في طوابير الذل أمام محطات المحروقات؟ هل يتعذب مثلنا كلما ذهبنا الى مصرف لنسحب راتبنا فنهان ونستفز ونضطر الى ترك معظمه في المصرف؟ فرجاء فخامة الرئيس نحن قرفانون لا انت. وأحد أبرز أسباب قرفنا ما آلت اليه الاوضاع في عهدكم الميمون. ولأن الشيء بالشيء يذكر، ولأن اليوم عيد الأب، نتذكر اللقب الذي أُطلق عليك في بداية العهد” بيّ الكل” . فلمَ لم تعرف كيف تحافظ على اللقب؟ ولم وبدلاً من أن تكون أباً لجميع اللبنانيين صرت فقط أباً لجبران باسيل ولمحازبيك ومناصريك؟ حقاً إنها نهاية سوداء للعهد القوي!