الجمعة 19 رمضان 1445 ﻫ - 29 مارس 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

نشرة أخبار "صوت بيروت إنترناشونال" ليوم الأحد 21 تشرين الثاني 2021

في نشرة أخبار اليوم:

– عشية الإستقلال عون يوجه كلمة للبنانيين.. عن أي استقلال وسيادة سيتحدث؟
– ناضر كسبار نقيباً للمحامين بعد معركة لم يفز فيها مرشحون من الثورة
– أرقام قياسية سجلها المغتربون للإقتراع.. فهل تتغير معادلة مجلس النواب؟

٢٢ تشرين الثاني ١٩٤٣ – ٢٢ تشرين الثاني ٢٠٢١. ثمانية وسبعون عاما على استقلال لم يتحقق بعد. طبعا يمكننا ان نحتفل وان نشاهد عرضا عسكريا، ولو رمزيا، وان نتابع رجالات دولة يضعون اكاليل من الورد على اضرحة رجالات الاستقلال. كذلك يمكننا ان نتابع ب « شغف » و « شوق » الكلمة التقليدية لرئيس الجمهورية يوجهها الى اللبنانيين في عيد الاستقلال. كل هذه الامور “عظيمة” وتناسب واقع الحال. لكن كما ان صياح الديك لا يطلع الفجر ، فان كل المظاهر التي تحدثنا عنها لا تصنع استقلالا. فالاستقلال ايمان وعمل، والمسؤولون عندنا لا يملكون اي ايمان بالوطن، كما لم يعملوا شيئا من اجله. عفوا بلى. لقد حكموا وتحكموا، فعاثوا في البلد فسادا وسرقة ومحاصصة، ولم يتركوا غنيمة لم يسلبوها، ولا منفعة لم يحققوها، ولا صفقة لم يعقدوها! لكن هنا ينبغي التمييز بين حقبتين. فقبل الطائف، اي من العام ١٩٤٣ الى العام ١٩٩٠، كان الفساد موجودا لكنه كان الشواذ، وكانت الشفافية هي القاعدة. اما بعد الطائف فصارت السرقة هي القاعدة، والشفافية والنزاهة هما الاستثناء.

فالنظام الامني اللبناني- السوري الذي تحكم بالقرار من العام ١٩٩٠ لم يبق حجرا على حجر، ولم يترك مبدأ الا وحطمه، ولا مسلمة الا وقضى عليها. وبعد الوصاية السورية اتتنا الوصاية الايرانية من خلال حزب الله، فتمت شرعنة الفساد مقابل سكوت الاطراف السياسية عن شرعنة السلاح غير الشرعي. هكذا سقطت الدولة في فخ الدويلة، وتزعزع الاستقلال في ايدي عباقرة الاستسهال والارتجال و الاستغلال! انهار الوطن وكان انهياره عظيما، وصار اقصى طموح اللبنانيين ان يحصلوا على فيزا تخلصهم من
بلد لا تنطفىء ناره ونظام لا تنتهي مشاكله…

كل ما تقدم هل يحمل على الاحباط واليأس؟ بالتأكيد لا. فما من امر يبقى على حاله، وما من وضع يبقى عصيا على التغيير. والتغيير اليوم ممكن ومتاح من خلال المشاركة بكثافة في انتخابات نيابية تدق الابواب بقوة. وهو امر بدأت تباشيره عبرالتسجيل الكثيف للمنتشرين. فهل نكون كمقيمين ومنتشرين، على قدر الامال والطموحات فنتحدى السنوات الثماني والسبعين الصعبة، ونبني دولة تحاكي الحداثة ونؤسس وطنا لا يعيش في الماضي بل يتطلع الى المستقبل؟