هنأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دونالد ترامب على عودته “التاريخية” إلى البيت الأبيض. وقال نتنياهو في منشور على موقع إكس “عودتك التاريخية إلى البيت الأبيض تمنح الولايات المتحدة بداية جديدة وتجدد الالتزام بالتحالف العظيم بين إسرائيل والولايات المتحدة”.
عام 2017، أعلن ترامب، الرئيس الأميركي حينها، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل في قرار “تاريخي”، وأكد في كلمة من البيت الأبيض “قررت أنه آن الأوان للاعتراف رسميا بالقدس عاصمة لإسرائيل”. وأضاف أن القرار يعكس “مقاربة جديدة” إزاء النزاع العربي- الإسرائيلي”. وقال ترامب “حان الوقت للاعتراف رسميا بالقدس عاصمة لإسرائيل” معتبرا أنه إنما يعترف أصلا بـ”واقع” قائم. وتابع “بعد أكثر من عقدين من الاستثناءات” لقانون أميركي يعود إلى العام 1995 يقضي بنقل السفارة الأميركية إلى القدس “لسنا اليوم أقرب إلى اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين”. أردف “أن الولايات المتحدة تبقى مصممة على المساعدة في تسهيل التوصل إلى اتفاق سلام مقبول من الطرفين”، مضيفا “أنوي القيام بقصارى جهدي للمساعدة في التوصل إلى اتفاق من هذا النوع”. كما شدد ترامب على أنه في حال اتفق الطرفان على هذه المسألة فإن الولايات المتحدة ستدعم “حلا بدولتين”. وأمر وزارة الخارجية بـ”التحضير لنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس”.
الرجل اذا فعل ما لم يفعله أسلافه، ولهذا السبب فرح ويفرح بوصوله الى البيت الابيض اليوم، الاسرائيليون. تهليلهم هذا قد يكون في مكانه، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، سيما وأن ترامب تعهد مرارا وتكرارا بأنه سيواجه الارهاب والتطرف سيما في منطقة الشرق الاوسط، قاصدا تحديدا هنا “أذرع ايران” وأدوارها المزعزعة للاستقرار في المنطقة.
غير ان الرئيس المنتخب مرة ثانية، لا يعتبر ان إطالة أمد الحروب خيار صائب، أي أنه يختلف مع “بيبي” على الوسيلة وإن كان يتفق معه على ضرورة تطويق ايران. وقد اشار ترامب في الساعات الماضية الى “أنني سأنهي الفوضى في الشرق الأوسط وخلال 4 سنوات من حكمي لم يكن هناك إرهاب ولم أدخل في أي حروب”. اما القيادي في حملة ترامب آمر غالب فأكد ان “ترامب استمع للعرب الأميركيين وقدم وعودا واضحة بإنهاء خطاب الكراهية ضدهم”، لافتا الى أن “ترامب سينهي سياسة الرئيس الاميركي جو بايدن في الشرق الأوسط وسيبدأ مرحلة جديدة من السلام فيه”.
هذه المواقف تدل على ان ساعة وقف المعارك التي يخوضها نتنياهو، تقترب واننا دخلنا في مرحلة العد العكسي لاحلال التسوية والسلام في المنطقة. وفي الحل المرتقب، ستراعي ادارة ترامب طبعا اعتبارات وهواجس نتنياهو والكيان العبري، غير ان التسوية ستأخذ في الاعتبار ايضا العوامل الضرورية لاحلال سلام ثابت، وعلى رأسها “دولة” للفلسطينيين، وقد “نضج” ترامب في السنوات الماضية، وفق المصادر، وبات يعرف ان الانحياز لاسرائيل في صورة مطلقة، ستبقي الشرق الاوسط في دوامة العنف، كما ان عدم امكانية وصوله الى الرئاسة مرة ثالثة تحرره من قيد مراعاة “اللوبي الصهيوني” كما فعل في ولايته الاولى… على الاسرائيلي اذا الذي فرح اليوم، الا يفرح كثيرا، لان ترامب سيضع ايضا حدا لطموحات ومشاريع اليمين المتطرف، تختم المصادر.