انتهت أزمة إطلاق الصواريخ المجهولة جنوبا من غير أن تتبيّن بعد الجهة التي تقف خلفها، فيما اقتصر الردّ الإسرائيلي على استهداف مناطق خلاء.
ويُظهر مجمل ما حصل في الساعات الـ٢٤ الأخيرة أن أيا من أطراف الصراع ليس راغبا في اشعال الجبهة الجنوبية، واستطرادا إطلاق شرارة حرب مدمّرة على طرفي الحدود. كما يُظهر ما حصل أنّ ثمّة حرصا على الحفاظ على الستاتوكو القائم منذ سنة ٢٠٠٦، وأن خروق تحصل هي غير محسوبة ولا مخطط لها، ولا نية لتوظيفها من أجل النيل من هذا الستاتوكو.
يحصل هذا جنوبا فيما السياسة في حال من الخمول على وقع عطلة نهاية أسبوع طويلة تمتد حتى صباح الثلاثاء، ومعها لم يُسجّل أي تطور بارز في الملف الرئاسي. لكن الحدث جاء من باريس حيث حلّ خبر مقاضاة رئيس مجلس إدارة بنك الموارد الوزير السابق مروان خير الدين في صدارة الاهتمامات بالنظر الى ارتباط ذلك في الملف الأساس المتعلق بحاكم مصرف لبنان رياض سلامة.
وكان لافتا ما ورد من معطيات عن قضية خير الدين، منها أن السلطات الأميركية هي من خابرت نظيرتها الفرنسية وأعلمتها بوجوده في الطائرة المتوجهة الى باريس. وقد تحركت الشرطة القضائية وكانت في انتظاره عند سلّم الطائرة واصطحبته لجلسة تحقيق، على أن يخضع لأخرى الأسبوع المقبل، مع مصادرة جواز سفره ومنعه من مغادرة باريس.
وتدقّق الجهات المعنية في مدى ارتباط ما حصل بالعقوبات الأميركية الأخيرة على الأخوين ريمون وتيدي رحمة، اذا ما أُخذت في الاعتبار المشاركة الأميركية في توقيف خير الدين. ويشمل التدقيق أيضا مدى أن يكون الأمر رسالة رئاسية أميركية ثانية بعد رسالة الأخوين رحمة، الى جانب ارتباطه ارتباطا مباشرا في التحقيق القضائي الفرنسي مع سلامة.
وثمة معطيات عن أن رئيس مجلس إدارة مصرف ثان سيشمله الإجراء نفسه الذي شمل خير الدين، علما أن الإثنين استمع اليهما المحققون الأوروبيون في بيروت في كانون الثاني الفائت.