السبت 11 شوال 1445 ﻫ - 20 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

عواصف متزامنة تُنْذِر بسقوطٍ مدوٍّ للهيكل المالي المتداعي!

الراي الكويتية
A A A
طباعة المقال

ما من صفاتٍ محدَّدة تنطبق على التطورات المتلاحقة في الميدان المالي اللبناني، بعدما تَشابَكَ حابِل المسألة النقدية المتفاقمة بفعل ‏دولارٍ يحاكي عتبة 42 الف ليرة، مع تعقيدات ضرائب الدخل، ومعهما متاهة حسابات المضاعَفات العشر الطارئة بدءاً من 1 كانون ‏الأول على الرسوم الجمركية، لتصبح «الحِسبة» عصيةً على غالبية المواطنين المستهدَفين وملتبسةً بتبايناتها في دوائر التحصيل وفي ‏صفوف المختصين‎.‎

ومن غير المحتمل، وفق مصادر معنية، ان يتحمّل الهيكل المالي المُتداعي أساساً هذا التزامن في هبوب عواصف المستجدات من ‏مصادر متعددة وبضغوطٍ تتنافس على «استرداد» الزيادات الجديدة على رواتب موظفي القطاع العام بمعدّل راتبين اضافيين، وإلقاء ‏العبء الأكبر من الأحمال الجديدة على عاتق العاملين في القطاع الخاص، سواء المتولّد من مسببات نقدية أو مالية أو تلك العائدة ‏لمنظومة الضرائب‎.‎

وليس من المبالغة في التوصيف، أن تتحول الدولة الى خصم يستقوي بمندرجات القوانين والتدابير لمقاسمة المواطنين «جمعاً» القليل ‏المتوافر من مداخيلهم المتهالكة بالليرة وبالدولار معاً، بينما هي تعجز عن تأمين الحد الأدنى من واجباتها الأساسية في قطاعات النقل ‏والصحة والتعليم والطبابة والاستشفاء. بل هي تمعن في مضاعفة أسعار الخدمات الحكومية في المجالات كافة، من اتصالات ومياه ‏وكهرباء ورسوم عقارية وإفادات أحوال شخصية، لتُبقي فقط على دعم الخبز «العربي»، مع التنويه بأن كل مكوناته وباستثناء الطحين ‏تخضع لسعر صرف الدولار في السوق السوداء‎.‎

وفي المعلومات الأحدث، يتجه وزير المال يوسف الخليل لإعادة برْمجة القرارات الضريبية التي تصيب خصوصاً المداخيل المحرَّرة ‏بالعملات الصعبة، بعدما تعاظمتْ حملةُ الرفض القاطع لاقتطاع ما يماثل ربع الرواتب التي تقارب 3 آلاف دولار، وأنذرت بسلوك ‏‏«المكلّفين» بالسداد كل المنافذ المتاحة، بما يشمل الخروج من البلد، للحؤول دون اقتطاعات عشوائية تستهدف هذه الفئة التي تتكفّل ‏حتى إشعار آخر، بالمساهمة في تدفق العملات الأجنبية «الفريش» من الخارج، وتستثمر البعض من الفوائض و«ميزاتها» في إعانة ‏عوائلها والكثير من الفقراء والمعدمين وفي نشاط حركة البيع والشراء وقطاع المطاعم والملاهي وسواها‎.‎

وبالفعل نقل وفدٌ من الاتحاد العمالي العام «أجواء إيجابية» لدى وزير المال، بعدما ناشده في اجتماع مشترك «وقف تنفيذ هذه القرارات ‏وإعادة النظر في بعض بنودها لما لها من تداعيات سلبية على الشركات المستثمرة وعلى العاملين في القطاع الخاص في كل المؤسسات ‏التي تدفع الرواتب جزئياً أو كلياً بالعملة الأجنبية». كما نبّه الى ان «بعض هذه المؤسسات ستلجأ حتماً إلى مبدأ الدفتريْن والحسابيْن ما ‏يشجع التهرّب الضريبي والتصريح الضريبي وكذلك التصريح عن الأجور الفعلية للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي‎».‎