السبت 11 شوال 1445 ﻫ - 20 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

ميقاتي بأكثريّة هشّة والتشتت سيّد الاستحقاق!

بدا السؤال البديهي الذي برز عشية اجراء الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية الرئيس المكلف تأليف اخر الحكومات في عهد الرئيس ميشال عون هو أي تداعيات ستترتب على اكثر المشاهد النيابية والسياسية تشتتاً الذي شهدته استحقاقات التكليف اقله طوال هذا العهد ؟ وما اثر هذا التشتت ولو أدى في النهاية الى تكليف هش بأكثرية ضعيفة او “اقلية كبيرة” على مجريات التاليف ؟

والحال انه من غير المستبعد ان يكون صاحب الارجحية في التكليف الرئيس نجيب ميقاتي نفسه، الذي بات يصعب تماما ان يتقدمه أي مرشح بعد تراجع فرصة السفير السابق القاضي في محكمة العدل الدولية نواف سلام، وان يطرح السؤال السابق ذكره على نفسه في ظل المعطيات البارزة الاتيةء:

أولا: ان التشرذم غير المسبوق في اتجاهات ومواقف الكتل حتى من تحالفاتها العريضة بدد تماما القواعد السابقة التقليدية، فلن يكون امكان اليوم لبروز أكثرية موصوفة ثابتة ولو ان مجموع الكتل والنواب الذين يؤيدون إعادة تكليف ميقاتي يرجحون في النهاية تمرير تكليفه كـ”اقوى الضعفاء” بأكثرية هشة .

ثانيا: ان ترشيح السفير السابق نواف سلام ظل من دون قدرة او رافعة كبيرة كان يحتاج اليها من خلال تحالف معارض عريض تعذر، بل استحال، لاسباب عدة لم تكن مفاجئة. ولكن موقف “القوات اللبنانية” الذي اعلنه رئيسها سمير جعجع اكتسب طابعا مفاجئا لجهة الغمز من قناة سلام وعدم قيامه بمبادرة تؤكد استعداده لتحمل المسؤولية وتجاهله التواصل مع الأفرقاء الذين دأبوا على ترشيحه وكانت “القوات” في مقدمهم بما كشف عن تراكم ساهم في نزع الغطاء المعارض الجامع عن صورة سلام كمرشح .

ثالثا: ان جبهة المعارضة المشتتة تقابلها ضعضعة على جبهة 8 اذار حيث لم تبت بعد عقدة التباين بين “التيار الوطني الحر” وحليفه “حزب الله” بعدما فشلت محاولات اقناع “التيار” بترشيح ميقاتي الامر الذي سيرتب تداعيات فورية ستظهر غدا على خريطة التكليف الذي سيتسم بهشاشة ما لم تساعده أصوات النواب السنة القريبين من مناخ الحريرية .

رابعا: ثمة ظاهرة لن يمكن القفز فوقها بسهولة تتجلى في ان اكبر كتلتين مسيحيتين “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر” سيمتنعان عن تسمية أي اسم للتكليف. ومع انه من المتوقع ضمان عامل “الميثاقية” للتكليف المرجح لميقاتي من خلال نواب مسيحيين مستقلين فلن يقلل ذلك وقع استنكاف “القوات” و”التيار” عن التسمية.

اذا ستجرى الاستشارات اليوم في قصر بعبدا على وقع هذه المعطيات كما وسط توقع مواقف قد تتسم بطابع “مسرحي” في لحظات حرجة ولكن النتائج التي ارتسمت حتى ليل امس تشير بوضوح الى ترجيح حصول الرئيس ميقاتي على الأكثرية التي لن تكون كبيرة .

    المصدر :
  • النهار