السبت 11 شوال 1445 ﻫ - 20 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

إدلب: "هدنة دولية" على الطرق الرئيسية..لإفراغ معرة النعمان من سكانها

أبلغ مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية OCHA منظمات المجتمع المدني العاملة في شمال غرب سوريا، عن التوصل لـ”ايقاف مؤقت” للقصف على طريقي معرة النعمان-سراقب، ومعرة النعمان-أريحا، وذلك “لتسهيل حركة النزوح حتى الساعة السادسة” من مساء الثلاثاء.

في حين طالب الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش، بوقف فوري للتصعيد العسكري شمال غربي سوريا، مشيراً إلى أن العمليات الأخيرة أدّت إلى مقتل عشرات المدنيين وتشريد نحو 80 ألف شخص.

وجاء ذلك في بيان أصدره المتحدث الرسمي باسم الأمين العام استيفان دوغريك، فجر الثلاثاء، وأعرب فيه عن “القلق إزاء المدى الذي ذهبت إليه العملية العسكرية، وإزاء ما يرد من تقارير بشأن الهجمات على طرق الإجلاء بينما يحاول المدنيون الفرار شمالًا إلى بر الأمان”.

وذكّر غوتيريش في بيانه “جميع الأطراف، بالتزاماتها بحماية المدنيين وضمان حرية التنقل”.

وقال: “يجب ضمان وصول إنساني مستدام ودون عوائق وآمن إلى المدنيين، بما في ذلك من خلال الطريقة العابرة للحدود، والسماح للأمم المتحدة وشركائها في المجال الإنساني بمواصلة القيام بعملهم الحاسم في شمال سوريا”.

وشدد على أنه “لا يوجد حل عسكري للصراع السوري، وأن الحل الوحيد الموثوق به هو العملية السياسية التي تيسرها الأمم المتحدة عملا بقرار مجلس الأمن 2254 (لعام 2015)”.

من جهته، دعا فريق “منسقو الاستجابة”،المجتمع الدولي، في بيان الثلاثاء، إلى التدخل الفوري والعاجل لوقف الجرائم بحق المدنيين وتجنيبهم الحرب في المنطقة جنوب شرقي إدلب.

وقال الفريق في بيان: “إن أعضاء المجتمع الدولي وعلى وجه الخصوص الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقيات جنيف مطالبون بالوقوف أمام مسؤولياتهم والتزاماتهم بتوفير الحماية للمدنيين والتدخل الفوري والعاجل لوقف مسلسل الجرائم التي يتعرض لها المدنيون”.

وأشار البيان إلى أنّ قوات النظام وروسيا تمادوا في اعتداءاتهم وجرائمهم ضد المدنيين نتيجة الصمت الدولي وعجزه عن الوفاء بالتزاماته وواجباته بفرض القانون الدولي وتوفير الحماية للمدنيين.

وأكد أنّ صمت المجتمع الدولي هو دعوة مفتوحة لقوات النظام وروسيا للاستمرار في تحدي قواعد القانون الدولي والتصرف فوق القانون واقتراف المزيد من الجرائم بحق المدنيين.

وناشد الفريق فرض هدنة إنسانية في منطقة ريف إدلب الجنوبي والشرقي لتجنيب المدنيين وإبعادهم عن مناطق الحرب، كما رفض تحويل المدنيين إلى أهداف عسكرية وإجبارهم على البقاء في أي منطقة نزاع بما يخالف حق الإنسان في العيش.

ووثق الفريق نزوح أكثر من 214 ألف مدني من تلك المنطقة منذ مطلع تشرين الثاني/نوفمبر.

وكان وفد دبلوماسي تركي قد توجه إلى موسكو، لاجراء مباحثات حول سوريا وليبيا، برئاسة نائب وزير الخارجية سادات أونال.  وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد قال إن بلاده لا تتحمل تدفق مزيد من اللاجئين وإنها تطلب من روسيا وقف الضربات الجوية التي تتعرض لها محافظة إدلب في شمال غرب سوريا.

وقالت مؤسسة الإغاثة الإنسانية “آي.آي.إتش” التي تتخذ من تركيا مقراً لها، مساء الإثنين، إن عدد السوريين الفارين من الهجمات على إدلب والذين يتجهون صوب حدود تركيا وصل إلى 120 ألفاً وهو عدد يفوق بكثير تقديراً أعلنه أردوغان.

وكانت وزارة الخارجية الألمانية قد أدانت وبشدة الهجمات الجوية العنيفة على محافظة إدلب شمالي سوريا، وطلبت إنهاءً فورياً للهجمات. وقالت متحدثة باسم الخارجية: “إننا قلقون للغاية بشأن تكثيف أعمال القتال في إدلب خلال الأيام الماضية… إننا ندين الهجمات المتكررة من النظام السوري وحلفائه على البنية التحتية المدنية مثل المرافق الصحية بأشد العبارات. الوضع الإنساني في إدلب لا يزال كارثيا”.

منسق عمليات منظمة “ميدكو إنترناشونال” الإغاثية في سوريا تيل كيوستر، تحدث عن “ثلاثة ملايين مدني في كامل منطقة إدلب بحاجة للمساعدة” وقال إنه لا يزال هناك مستشفيات مفتوحة، لكن هناك أكثر من مائة مركز طبي تعرضت للتدمير في المنطقة، والمساعدات غير كافية ولا تغطي جميع الاحتياجات بعد القصف المكثف الأخير. وقال: “يبقى من غير الواضح كيف سيمكن تقديم المساعدة للمدنيين والنازحين خلال الأيام والأسابيع المقبلة”.

وأضاف كيوستر أن النازحين المتجهين نحو الشمال قد يتم استهدافهم خلال رحلة نزوحهم باتجاه الحدود التركية المغلقة، وقال :”الحديث الآن عن أعداد كبيرة من النازحين الذين ينتظرون، في ظل غياب مبادرة من داخل أوروبا للمساعدة وهذا ما يلمسه هؤلاء هنا منذ أشهر مما يترك شعور الخذلان بأنفسهم”.

من جهته، قال الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، إن “النظام والروس والإيرانيين مصرّون على المضي في حل إجرامي إرهابي”، مطالبا مجلس الأمن الدولي بـ”تفعيل قراراته، ووقف عمليات القتل والتهجير التي يمارسها النظام وحلفاؤه في إدلب”.

وقال الائتلاف، إن “الهجوم على إدلب وريفها مستمر ومتصاعد، الاحتلال الروسي وقوات النظام والمليشيات الإيرانية ترتكب المجازر والجرائم بشكل مباشر ومفضوح، القتل والإجرام والقصف والتدمير والتهجير جار الآن ومستمر فيما نحن نتكلم.. وأعداد الشهداء والجرحى والنازحين في تصاعد مستمر.. فرق الدفاع المدني والخوذ البيضاء تعمل في ظل أوضاع ومخاطر لا سابق لها”.

وحذر من أن “استمرار فشل مجلس الأمن في إنقاذ الشعب السوري من أكبر كارثة إنسانية يتعرض لها العالم بعد الحرب العالمية الثانية، سيؤدي إلى انهيار تام لمصداقية المؤسسات الدولية في نظر الشعوب والحكومات، وستكون له انعكاساته الكبيرة في مختلف المجالات”. ويشار إلى أن النظام السوري يشن حملة عسكرية عنيفة ضد ريف إدلب، أدت إلى تهجير مئات الآلاف من السكان ومقتل وجرح المئات، وسيطرة النظام على عشرات القرى والبلدات بعد تدميرها.