الجمعة 10 شوال 1445 ﻫ - 19 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

“الحرس” يعترف: فيلق القدس قمَع احتجاجات سوريا

اعترف الحرس الثوري الإيراني، لأول مرة، بمشاركة ذراعه الخارجية “فيلق القدس” في قمع احتجاجات سوريا منذ انطلاقتها العام 2011، من خلال إرسال قوات لتدريب الأمن السوري ومعدات مثل العصي والهراوات وغيرها للسيطرة على الاحتجاجات التي عمت الشوارع. وقبل ذلك كان الحرس الثوري يدعي أنه تدخل في سوريا، فقط، عندما أصبحت هناك مواجهات عسكرية ودخلت مجموعات متطرفة العام 2012.

 

ونشرت وكالة “فارس التابعة للحرس الثوري هذا الاعتراف ضمن تقرير خاص، أمس الأحد، وأعادت نشره وكالات رسمية أخرى، منها “موقع الدائرة السياسية للحرس الثوري”، حيث جاء فيه أن فيلق القدس بقيادة قاسم سليماني، قام بنقل خبراء أمنيين إيرانيين في آذار 2011 من أجل السيطرة على ما وصفها بأعمال الشغب في شوارع سوريا.

وحمل التقرير عنوان “مقاتلون بلا حدود”، وهو الوصف الذي استخدمه المرشد الأعلى الايراني علي خامنئي أخيراً لوصف مقاتلي فيلق القدس. وذكر أن العناصر الإيرانية قامت بتدريب قوات الأمن السورية على كيفية السيطرة على المتظاهرين، من خلال الأساليب المخابراتية والأمنية، وزوّدتهم بالأسلحة والمعدات اللازمة.

ويوضح التقرير كيفية عمل فيلق القدس في سوريا عامي 2011 و2012، ومساعدة النظام السوري على البقاء بعدما كانت إيران تدعي أن تدخلها بدأ منذ العام 2013 في إطار الحرب على تنظيم “داعش” المتطرف، في حين أثبتت الحرب السورية أن تدخل إيران كان له دور أساسي في ظهور داعش وسائر التنظيمات المتطرفة في سوريا والعراق، بحسب العديد من مراكز الأبحاث والباحثين والمراقبين.

ووفقا للدائرة السياسية للحرس الثوري، التي يرأسها ممثل خامنئي في الحرس، كانت قضية إرسال المعدات الخاصة لقمع احتجاجات في سوريا جزءاً من أنشطة فيلق القدس.

واعتبر التقرير أن “عدم وجود معدات لدى الشرطة في سوريا، كانت واحدة من المشاكل التي عرقلت إدارة الأزمة في سوريا في المراحل المبكرة، وتم تقديم بعض المعدات لهم”. وأضاف أن “التحول السريع للأزمة الى المرحلة المسلحة والحرب، لم تترك مجالًا كبيرًا للاحتواء الأمني، إلا أن هذه المساعدات استمرت بأشكال مختلفة”.

كما ذكر أن “إرسال عدد من ضباط الأمن السوريين إلى إيران للتدريب حول إدارة الأزمات وكيفية عمل المخابرات والأمن في حالات الأزمات، كان من الإجراءات الأخرى التي اتخذتها قوة القدس في ذلك الوقت”.

كما أقر التقرير بشكل لا لبس فيه بسرية هذه الأعمال وذكر أنه “في البداية لم يكن وجود فيلق القدس في سوريا وتحركه في البلاد يُعلن عبر الإعلام، لكن مع تصاعد الأزمة والحاجة إلى حضور أقوى في سوريا، أصبح مسؤولو الحرس الثوري يكشفون عن ذلك تدريجيًا. وأكد أن قرار نشر قوة القدس في سوريا لقمع الاحتجاجات في سوريا، كان “قراراً من قبل كبار قادة النظام الإيراني” وكان هدفه “منع سقوط النظام السوري وبقاء بشار الأسد في السلطة”.

كما ذكر التقرير أن قرار إرسال فيلق القدس إلى سوريا اتخذ عندما بدأ الاحتجاجات تضع النظام السوري في “موقف حرج”، وكذلك “بات المحتجون يسيطرون على المشهد ميدانيا ونفسيا”. وأكد أنه في مثل هذه الظروف “قررت إيران الوقوف بجدية مع سوريا ومنع سقوط النظام”.

ويعترف التقرير بتحويل الاحتجاجات السلمية السورية إلى مواجهات عسكرية من قبل قوات النظام السوري وفيلق القدس الإيراني، إذ يذكر أن “استنتاج الخبراء الإيرانيين كان أن الاشتباكات المبكرة للنظام السوري مع المحتجين كانت تفتقر إلى معلومات استخبارية كافية وتقدير دقيق للأزمة ومعرفة جذورها، فبدلا من استخدام الشرطة، تمت المواجهة بالقوة العسكرية، مما زاد بدوره من تدهور الأوضاع”.

ويوضح التقرير، المكون من 15 صفحة، تدخلات فيلق القدس والحرس الثوري في كل من أفغانستان والعراق ولبنان، وكيفية إيصال صواريخ قطع صواريخ إلى جماعتي “حماس” و”الجهاد الإسلامي” في قطاع غزة.

يذكر أن سليماني قائد فيلق القدس، الذي كان مصنفاً منذ العام 2007 في قائمة الإرهاب الدولية، قتل بغارة أميركية بطائرات من دون طيار في بغداد، في 3 كانون الثاني الحالي.​