الجمعة 10 شوال 1445 ﻫ - 19 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

المجاعة تكسر نازحي الركبان.. اعتقالات وعودة لمناطق النظام

يعود مخيم الركبان مرة أخرى إلى الواجهة، لاسيما مع سياسة التجويع التي يمارسها النظام السوري ضد سكان المخيم الذين يصل عددهم لنحو 60 ألف نازح يعيشون في الصحراء على المثلث الحدودي السوري ـ الأردني ـ العراقي منذ سنوات.

وأكد الصحافي سعيد سيف، الذي يتردد باستمرار إلى المخيم الواقع بالقرب من قاعدة التنف العسكرية، عودة الآلاف من سكانه إلى مناطق سيطرة قوات الأسد، لانعدام المواد الغذائية والطبية داخل المخيم.

وذكر سيف، في اتصالٍ هاتفي مع “العربية.نت”، أن “التجويع والحصار من أولى أساليب الضغط على سكان المخيم لإعادتهم لمناطق النظام”، مضيفاً أن “هناك أشخاصاً في مخيم الركبان ينسقون عودة الأهالي لمناطق النظام بالتعاون مع الطرف الروسي، وهم فقط المعنيون بمغادرتهم للمخيم”.

وتأتي عودة سكان المخيم لمناطق النظام بعد مطالبة موسكو عبر وزير خارجيتها بإغلاق المخيم قبل أيام.

ويتخذ النظام والروس من بلدة جليغيم نقطة عبور للمدنيين من مخيم الركبان إلى مناطق أخرى واقعة تحت سيطرة قوات الأسد بالقرب من حمص وبلدة الضمير.

تحقيق أمني
وبحسب مصادر محلية وعسكرية عدة، فإن سكان المخيم لا يعودون بشكل مباشر إلى مناطق سيطرة النظام، بل يخضعون لما يشبه “التحقيق الأمني”، قبل الوصول لوجهتهم النهائية.

وبحسب سيف، يفرز النظام العائدين كل على حدة، فمنهم من يتم اعتقاله لتأدية الخدمة العسكرية، ومنهم من يتم اعتقاله نتيجة موقفه المعارض للنظام.

وفي هذا السياق، أشار سيف إلى أن “الطرف الروسي لم يفِ بوعوده حول عودة آمنة للسكان”، مؤكداً أن “كل من يعود يكون عرضة للاعتقال”.

اللجنة الدولية للصليب الأحمر ترحب!
من جهتها، قالت متحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر من جنيف، إيلودي شندلر: “إننا نراقب الوضع في المخيم عن كثب وهناك جهات أخرى فاعلة تشارك معنا وتعمل هناك، لكننا غير متواجدين بشكلٍ فعلي بين الناس”.

وأوضحت شندلر، في اتصال مع “العربية.نت”، أن “اللجنة الدولية للصليب الأحمر ترحب بكل الجهود الحكومية وغير الحكومية التي تساعد في تحسين وضع النازحين المتواجدين داخل المخيم منذ فترةٍ طويلة”.

كما أضافت أن “سكان المخيم عاشوا لأشهر عديدة في ظروف إنسانية قاسية للغاية وهناك حاجة لجهود الجميع لضمان وصول الخدمات الأساسية لهؤلاء النازحين مع إيجاد حلول دائمة لهم”.

ولفتت إلى أن “اللجنة الدولية ترى ضرورة احترام رغبات النازحين المتواجدين في الركبان على أن تتم عودتهم بطريقة آمنة وكريمة وطوعية”، مشيرة إلى أن “فريق الصليب الأحمر يراجع خياراته لتحديد ما إذا كان هناك أي دور للجنة الدولية في المستقبل داخل المخيم”.

ورفضت شندلر التعليق حول ما أطلق عليه بعض سكان الركبان بـ”انتهاكات حاصلة ضدهم”، أبرزها اعتقال من كان معارضاً للنظام بعد عودته لمناطقه، بالإضافة لإرغام الشبان للالتحاق بالخدمة العسكرية.

وكانت الأمم المتحدة قد حذرت، الأربعاء، من الأوضاع المزرية لسكان مخيم الركبان المحاصر من قبل قوات النظام.

وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، خلال مؤتمر صحافي، إن “أوضاع لاجئي مخيم الركبان مزرية للغاية”، مشدداً على أن “لاجئي المخيم يريدون مغادرته، لكن 95% منهم، بحسب استطلاع أجرته الأمم المتحدة، عبروا عن مخاوفهم من أجهزة الأمن التابعة للنظام”.

 

المصدر: العربية.نت – جوان سوز