الخميس 9 شوال 1445 ﻫ - 18 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

جدار من 3 أمتار.. هكذا تعزل تركيا عفرين عن سوريا

رغم تلميحات “مجلس سوريا الديمقراطية” وذراعه المسلحة بوقوع معركةٍ محتملة مع الجيش التركي وفصائل المعارضة السورية المدعومة منه بمدينة عفرين، إلا أن أنقرة على ما يبدو تحاول ضم المدينة السورية الواقعة شمال غربي البلاد إلى أراضيها بشكلٍ فعلي.

ويبني الجيش التركي منذ أيام بشكلٍ علني، جداراً عازلاً حول بعض قرى مدينة عفرين خاصة التي تقع على خط المواجهات بين الجيش التركي والفصائل المدعومة منه من جهة، وبين قوات الأسد ونقاط المراقبة الروسية من جهة أخرى.

ويبلغ ارتفاع هذا الجدار بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، ثلاثة أمتار، ومن شأنه أن يفصل عفرين عن محيطها السوري، بالإضافة لاستخدامه كحزامٍ أمني.

وأنهت أنقرة بالفعل بناء أجزاءٍ من هذا الجدار في قرى لا تبعد أكثر من 10 كيلومترات عن مركز مدينة عفرين، تقع في الأطراف الشمالية الشرقية منها.

ومع محاولات بعض وسائل الإعلام التركية والسورية المقرّبة منها تصوير هذا الجدار على أنه “قاعدة عسكرية تركية” إلا أن رامي عبدالرحمن، مدير المرصد السوري، نفى لـ”العربية.نت” هذه الفرضية.

ويتهم بعض سكان عفرين الذين اضطروا لمغادرة بيوتهم بعد تهجيرهم منها نتيجة العملية العسكرية التي قادتها أنقرة ضد وحدات حماية الشعب مع بداية العام 2018، موسكو بحماية مصالح تركيا في عفرين، ويربطون ذلك ببناء هذا الجدار بالقرب من نقاط مراقبة روسية دون أي ردّ فعلٍ منها.

تمويل قطري؟!
وإلى جانب هذا الجدار، ذكرت منصّة “عفرين بوست” الإخبارية على موقعها الإلكتروني أن أنقرة طرحت مناقصة على شركات إعمارٍ تركية، لبناء 20 مقرا عسكريا بتكلفة تصل لنحو 2 مليار ليرة سورية.

وأضافت “عفرين بوست” في تقريرها أن “هذه المقرّات العسكرية ستستخدم كأبراج حراسة وستمتد من قلعة سمعان جنوباً مروراً بناحية شيراوا، وصولاً لمفرق مدينة إعزاز شمالاً والتي تسيطر عليها أنقرة أيضا.

وكشفت أن “قطر هي من ستقوم بتمويل هذا المشروع التركي”، مضيفة أن أنقرة تحاول رسم حدودها مع سوريا من جديد، لضم عفرين إلى خارطتها.

وسبق لتركيا قبل سنوات أن قامت ببناء جدارٍ عازل على كامل حدودها الجنوبية مع الأراضي السورية خاصة على الحدود مع المناطق الكردية في الجانب السوري.

السد التركي
وتطلق أنقرة على هذا الجدار اسم “السد التركي” وهو ثالث أطول جدارٍ في العالم وفق ما تشير إليه سلطاتها الحكومية. ويبلغ طوله نحو 911 كيلومتراً.

وأدت العملية العسكرية التركية ضد وحدات حماية الشعب في عفرين والتي تصنفها أنقرة كـ “جماعة إرهابية” وامتداد لحزب العمال الكردستاني المحظور لديها، بتهجير نحو أكثر من نصف سكان المدينة وريفها وفقاً لبيانات الأمم المتحدة.

ويعيش الآلاف منهم اليوم في مخيمات بمنطقة الشهباء القريبة من مدينة حلب السورية في وقتٍ تستمر فيه انتهاكات الجيش التركي والفصائل المدعومة منه ضد من تبقى من السكان.

وتشير منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية الدولية في هذا الصدد إلى أن جماعات مسلحّة تدعمها تركيا في “الجيش السوري الحر” استولت على ممتلكات المدنيين الأكراد ونهبتها ودمرتها في منطقة عفرين”.

وتضيف أن “الجماعات المسلحة المناهضة لحكومة النظام السوري، أسكنت مقاتلين وعائلاتهم في منازل السكان، ودمرت الممتلكات المدنية ونهبتها دون تعويض أصحابها”.

 

المصدر: العربية.نت – جوان سوز