ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المتحدث باسم أحرار الشام في الغوطة الشرقية منذر فارس، قوله إن” الاتفاق يقضي بخروج الثوار من المدينة بسلاحهم مع من يرغب من المدنيين إلى الشمال السوري بضمانات روسية”.
وقبل ذلك، نقلت شبكة شام الإخبارية المعارضة عن فارس أنه تم التوصل للاتفاق خلال اجتماع بين فعاليات حرستا المدنية والعسكرية من جهة وبين ممثلين لقوات النظام السوري من جهة أخرى، مشيرا إلى أن الاتفاق كان بضمانات روسية.
ووفق المتحدث نفسه، فإن الاتفاق يشمل ضمانات للأهالي الذين يرغبون في البقاء في حرستا بعدم التعرض لهم، والحفاظ على مكون المدينة دون تهجير أو تغيير ديمغرافي.
وفي تصريحات منفصلة لوكالة سبوتنيك الروسية، قال فارس إنه تم الاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة من أهالي حرستا في الداخل والخارج لتسيير شؤون المدينة ومتابعة أوضاع الأهالي والمعتقلين، مؤكدا أن حركة أحرار الشام نسقت مع فصيلي جيش الإسلام وفيلق الرحمن.
ويأتي هذا التطور بعد محاصرة حرستا الواقعة في الجهة الغربية من الغوطة، وعزلها عن مدينة دوما (شمال) الخاضعة لفصيل جيش الإسلام وعربين وجوبر وعين ترما (جنوب) الخاضعة لفصيل فيلق الرحمن، ضمن الحملة العسكرية التي بدأت قبل شهر وخلفت حتى الآن آلاف القتلى والجرحى فضلا عن دمار واسع النطاق.
أما الإعلام الحربي التابع لحزب الله اللبناني، فذكر أن نحو 1500 مسلح وستة آلاف من أفراد أسرهم سيبدؤون الخميس مغادرة حرستا نحو إدلب، مضيفا أن عملية الإجلاء ستكون على دفعتين. من جهتها، نقلت وكالة رويترز عن مصدر مطلع على المفاوضات أن عمليات الإجلاء بحرستا ستبدأ بالمدنيين المصابين.
وبالتوازي مع أكيد الاتفاق من مصادر مختلفة، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها فتحت ما سمته ممرا إنسانيا جديدا قرب حرستا. وتقول روسيا والنظام السوري إنه تمت استعادة ما يصل إلى 70% من مساحة الغوطة الشرقية.
وأعربت الأمم المتحدة عن قلقها العميق إزاء سلامة المدنيين في الغوطة الشرقية وحمايتهم، حيث لا يتوفر لديهم الخبز أو المياه الصالحة للشرب.
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن وصول المساعدات الإنسانية إلى المنطقة ما زال محدودا للغاية، مشيرا إلى أن آخر قافلة دخلت إلى دوما يوم 15 مارس/آذار لتوفير الطعام للأكثر من 26 ألف شخص.
كما أكد دوجاريك أن الملاجئ في ريف دمشق ليست لها القدرة أو البنية التحتية لاستيعاب الأعداد الكبيرة من الفارين من الغوطة، والذين وصل عددهم إلى أكثر من خمسين ألفا منذ 11 من الشهر الجاري.
وحذر مسؤولون أمميون مؤخرا من أن محاصرة المدنيين وقصفهم وتجويعهم في الغوطة الشرقية قد تشكل جرائم حرب، بيد أن التحذيرات والدعوات الأممية لحماية المدنيين لم تلق أي استجابة من قبل النظام السوري وحليفته روسيا.