السبت 10 شوال 1445 ﻫ - 20 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

خطف وقتل.. مسلحون موالون لأنقرة يصفون طفلاً من عفرين

قامت مجموعة مسلحة موالية لأنقرة من المعارضة السورية بإعدام الطفل محمد رشيد خليل من ذوي الاحتياجات الخاصة، والذي قُتل والده بطريقة بشعة قبل أيام تحت التعذيب بمدينة اعزاز شمال غربي سوريا على يد عناصر المجموعة ذاتها، وفق ما أفادت مصادر محلية من المنطقة لـ”العربية.نت”.

ورغم ورود رسائل عبر تطبيق “وتساب” من المجموعة المسلحة لعائلة الطفل تؤكد مقتله إلا أن عائلته لا تزال “تتأمل أن يكون حياً”. وتربط وجود هذا الاحتمال بـ “عدم إرسال صورة للطفل بعد مقتله كما فعلتْ بعدما قتلتْ والده”.

ويأتي إعدام الطفل بعد والده نتيجة عدم استطاعة عائلته تأمين الفدية التي طلبها الخاطفون منهم والبالغة مئة ألف دولارٍ أميركي مقابل إطلاق سراحهم. في حين لم يعرف إلى الآن مصير الشخص المختطف الثالث الذي ظهر في الصور إلى جانب الضحيتين. وكان قد خرج المختطف ذاته في وقت سابق بشريط مصور متوسلا عائلته تأمين الفدية المالية لإطلاق سراحه وعلى وجهه آثار بالغة للتعذيب.
والمختطفون الثلاثة الذين قُتل اثنان منهم، ينحدرون جميعاً من مدينة عفرين الواقعة شمال غربي سوريا والتي تعيش حالة فوضى عارمة منذ سيطرة فصائل من المعارضة السورية المسلحة عليها بدعمٍ عسكري ولوجستي من أنقرة.

ومنذ سيطرة الفصائل الموالية على المدينة التي تقطنها أغلبية كردية، لم تتوقف حالات الخطف والسطو على الممتلكات العامة والخاصة، بحسب بعض السكان والمرصد السوري لحقوق الإنسان ومنظمة “هيومن رايتس ووتش” الدولية.

غضب بعد مقتل الطفل
وأدى إعدام الطفل الكردي الذي لم تصل جثته لعائلته بعد لاندلاع حالة غضبٍ كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي. وكتب الصحافي محيي الدين عيسو على صفحته في فيسبوك: “الأخبار تقول إن الجيش الحرّ يقتل الرهينة الثانية وهو الطفل محمد رشيد خليل من ذوي الاحتياجات الخاصة بعد أن قتلوا والده قبل أيام. هذه جريمة بسيطة بحسب الجرائم التي يرتكبها وارتكبها هذا الجيش الإرهابي برعاية المحتل التركي وحاضنته الشعبية من المستوطنين الجدد في عفرين”.

وفي غضون ذلك، أشار بعض أهالي عفرين لـ”العربية.نت” إلى حدوث “حالة اختطافٍ جديدة”. وقال أحد السكان إن “إبراهيم خليل عبدو من قرية “بعدينا” اختطف من قبل فصيل مسلح أثناء عمله في كرم الزيتون، مضيفاً أنهم “يطلبون من ذويه فدية قدرها مئتا ألف دولارٍ أميركي لإطلاق سراحه”.

وذكر مركز “عفرين الإعلامي” أن الفصيل المسلح أرسل صورة المختطف الأخير لذويه وعليها آثار تعذيب “كبيرة”، منوهاً بأن “فصائل إسلامية هي التي تسيطر على قريته التي اختطف منها وهي كتائب المنتصر بالله ومحمد الفاتح”.

وأضاف المركز أن المجموعة المسلحة، قد أرسلت صورة الشاب إبراهيم خليل عبدو لعائلته وعليها آثار تعذيب كبيرة، إذ هددوا بقتله في حال عدم تأمين الفدية المالية المطلوبة.

يشار إلى أن أكثر من نصف سكان عفرين، اضطروا لمغادرة بيوتهم نتيجة العملية العسكرية التي شنتها أنقرة ضد “وحدات حماية الشعب” في هذه المنطقة بداية العام 2018. وتقول الأمم المتحدة إن “معظمهم لم يتمكنوا من العودة لبيوتهم إلى الآن”.

ويعيش مئات الآلاف منهم اليوم في مخيماتٍ بمنطقة الشهباء الواقعة بريف حلب بعدما تهجّروا من بيوتهم مع سيطرة الفصائل الموالية لأنقرة على مدينتهم في 18 آذار/مارس من العام الماضي.

 

المصدر: العربية.نت ـ جوان سوز