الجمعة 16 شوال 1445 ﻫ - 26 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

روسيا تسلح الوحدات الكردية..لمواجهة تركيا في إدلب

أعطى انخراط وحدات حماية الشعب الكردية في العمليات القتالية إلى جانب قوات النظام والمليشيات، ضد فصائل المعارضة في محور الشيخ عقيل شمال غربي حلب، مؤشراً على تطور عسكري جديد، في ظل اتساع الخلافات التركية/الروسية.

 

وفي تطور وُصف بالمفاجئ، شنت قوات النظام هجوماً واسعاً من مناطق سيطرة الوحدات الكردية من قرية باشمرا باتجاه قرية الشيخ عقيل، السبت، فيما أعلنت الفصائل عن صدها الهجوم بعد مواجهات عنيفة، أدت إلى مقتل العشرات من القوات المهاجمة.

وفي مسعى منها لزيادة الضغط العسكري على الفصائل، تحاول قوات النظام بمساندة الوحدات فتح ثغرة تجاه قبتان الجبل جنوباً، بهدف حصار ما تبقى من مناطق ريف حلب الغربي (الليرمون، عندان، حيان، كفر داعل)، بالتزامن مع مواصلة الهجمات من محور أورم الكبرى.

الفصائل أجبرت القوات على التراجع، وأعادت سيطرتها على كل المناطق التي تقدمت إليها قوات النظام والوحدات، في محيط الشيخ عقيل.
جس نبض
مصادر عسكرية أكدت ل”المدن”، أن الهجوم المفاجئ، الذي شاركت فيه وحدات الحماية، غايته جس نبض قدرة الأخيرة على القتال في هذه المحاور الصعبة، من جانب روسيا.

وأوضحت المصادر أن التحركات جاءت بعد اجتماعات عسكرية أجرتها روسيا مع قيادات عسكرية من الوحدات في هذه المناطق، كاشفة في هذا السياق عن قيام روسيا بتزويد الوحدات بمنظومة صواريخ هجومية، وأخرى مضادة للدروع، وهو الأمر الذي أكده الخبير بالشأن التركي، ناصر تركماني ل”المدن”.

تركماني كشف عن اجتماعات عسكرية روسية/كردية في مدينة تل رفعت، الغرض منها مواجهة التطورات العسكرية المحتملة، المتعلقة بتحركات مرتقبة لتركيا في هذه المناطق.

وقال إن “روسيا تخشى اشتعال المزيد من الجبهات، في حال بدأت تركيا تحركاً عسكرياً واسعاً في إدلب”، مشيراً إلى تهديد الرئيس التركي رجب طيب أردوعان باستهداف قوات النظام في مناطق “خفض التصعيد” وخارجها، في حال تعرضت القوات التركية مجدداً إلى اعتداءات من جانب النظام.

وأضاف تركماني أن الغرض من دعم روسيا للوحدات، هو تقوية موقفها الدفاعي، في حال توسعت رقعة الاشتباكات، وامتدت إلى مناطق خارج إدلب. وقال: “لا تجرؤ الوحدات على وضع مواقعها في ريف حلب الشمالي تحت الغضب التركي، لولا دفع روسيا لها، ولولا حصولها على دعم عسكري كبير منها”.

وتشكل مناطق سيطرة الوحدات في ريف حلب الشمالي، قوساً دفاعياً لبلدتي نبل والزهراء الشيعيتين، المنطقة التي تعتبر نفوذاً إيرانياً في ريف حلب الشمالي.

مصدر عسكري من المعارضة أكد ل”المدن” انخراط إيران في التنسيق العسكري الروسي/الكردي، الحاصل في ريف حلب الشمالي. وقال إن تعرض مدينة عفرين للقصف قبل أيام، بصواريخ من طراز “غراد” و”كاتيوشا”، يؤكد بوضوح دخول إيران على خط المواجهات في ريف حلب.

ومن المؤكد وفق المصدر ذاته، أن الجبهات مقبلة على تطورات جديدة، وأضاف “قد نرى في مقبل الأيام مشهداً عسكرياً مشابهاً لذلك المشهد الذي أدى الى انسحاب الفصائل من عموم أحياء حلب الشرقية في أواخر 2016”.

الناطق باسم “الجيش الوطني السوري” الرائد يوسف حمود قال ل”المدن”: “لدينا معلومات مسبقة عن اجتماعات ضمت الروس مع قيادات من الوحدات، حيث تم الطلب منهم رسمياً إرسال قوات للمشاركة في العمليات الهجومية على أهلنا في مدينة إدلب وريفها وريف حلب الغربي”.

وأضاف أنه “ليس مستغرباً انخراط الوحدات الكردية في العمليات القتالية، بل هو أمر طبيعي نتيجة العلاقات التكوينية التي تربطهم بكل من روسيا وإيران ونظام الأسد”.