الثلاثاء 7 شوال 1445 ﻫ - 16 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

عشرات القتلى بينهم روس وإيرانيين في هجوم لتنظيم الدولة الإسلامية بريف دير الزور

يكثف تنظيم الدولة الإسلامية هجماته على نقاط تجمع ومواقع قوات النظام وحلفائها في منطقة البادية السورية، ما أوقع عشرات القتلى بينهم مقاتلون روس وإيرانيون، في عمليات أعقبت إجلاء عناصر التنظيم من أحياء في جنوب دمشق إلى هذه المنطقة.

ومني التنظيم بخسائر ميدانية كبرى على جبهات عدة في سوريا، حيث لم يعد يسيطر سوى على جيوب صغيرة يقع أبرزها في منطقة البادية الممتدة من شرق مدينة تدمر الأثرية حتى جنوب محافظة دير الزور .

وأحصى “المرصد السوري لحقوق الإنسان” منذ الثلاثاء مقتل 76 من قوات النظام وحلفائها بينهم مقاتلون روس وإيرانيون، جراء هجمات متفرقة نفذها التنظيم على مواقعها واشتباكات عنيفة بين الطرفين.

ووقع الهجوم الأكثر دموية الأربعاء الماضي في محافظة دير الزور مع مقتل 35 مقاتلاً من قوات النظام والموالين لها بينهم تسعة مقاتلين روس، بحسب “المرصد”.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة “فرانس برس”: “هاجم مقاتلون من تنظيم داعش الأربعاء رتلاً لقوات النظام وقوات روسية حليفة أثناء توقفه في نقطة جنوب غرب مدينة الميادين، ما تسبب بمقتل 26 من قوات النظام بالاضافة إلى تسعة مقاتلين روس”.

ويتوزع القتلى الروس وفق عبد الرحمن “بين قوات رسمية روسية ومقاتلين مرتزقة”.

تبني الهجوم

وتبنى التنظيم في بيان نشره على تطبيق “تلغرام” تنفيذ الهجوم على قوات النظام وحلفائها مؤكدا “باغتهم جنود الخلافة بهجوم استخدمت فيه مختلف أنواع الأسلحة”.

وقال إن الرتل ضم “شاحنات تقل مؤناً وآليات مزودة برشاشات ثقيلة” كانت في طريقها باتجاه الحدود السورية العراقية.

وجاءت حصيلة “المرصد السوري” اليوم الأحد بعد وقت قصير من إعلان وزارة الدفاع الروسية مقتل أربعة جنود روس جراء هجوم قالت إنه وقع في محافظة دير الزور، من دون أن تحدد تاريخه أو مكانه تحديداً.

لكن صحيفة محلية في مدينة شيتا في سيبيريا أفادت في عددها اليوم عن جنازات أقيمت لأربعة جنود، قالت إنهم قتلوا في سوريا الأربعاء.

ونقلت وكالات أنباء روسية عن بيان لوزارة الدفاع أن اشتباكاً اندلع حين “هاجمت عدة مجموعات إرهابية متنقلة مجموعة مدفعية للقوات السورية الحكومية”.

وبحسب الوزارة، فإن اثنين من القتلى الروس قضوا على الفور اثر الهجوم وهم من “المستشارين الروس الذين يديرون المدفعية السورية” بينما أصيب خمسة آخرون بجروح نقلوا على اثرها الى مستشفى عسكري روسي، توفي اثنان منهما متأثرين بجراحهما في وقت لاحق.

وبحسب وزارة الدفاع، استمرت المواجهات بين الطرفين قرابة الساعة، قتل خلالها 43 من العناصر المهاجمة.

وزاد التنظيم من وتيرة هجماته المباغتة خلال هذا الأسبوع، حيث أحصى المرصد مقتل 11 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها جراء هجمات استهدفت ليل السبت الأحد نقاط تجمع في منطقتين مختلفتين في بادية دير الزور.

كما تسلل مقاتلون من التنظيم الثلاثاء من جيب تحت سيطرتهم شرق مدينة تدمر إلى موقع لقوات النظام وحلفائها في البادية السورية، ما أدى إلى اندلاع مواجهات قتل على إثرها 26 من قوات النظام وبينهم مقاتلون ايرانيون، وفق المرصد.

“استعادة المبادرة”

ووقع هذا الهجوم غداة إجلاء مئات المقاتلين من عناصر “تنظيم الدولة” من مخيم اليرموك وأحياء مجاورة في جنوب دمشق برعاية روسية إلى منطقة البادية. وبحسب عبد الرحمن، “يشارك هؤلاء المقاتلون بشكل كبير في الهجمات على نقاط تواجد النظام وحلفائه في البادية”.

ويتواجد الطرفان في نقاط عدة في منطقة البادية التي تمتد على مساحات مترامية. ووفق عبد الرحمن، فإن “مقاتلي التنظيم أكثر دراية بطبيعة البادية الجغرافية وتلالها من قوات النظام المنتشرة في نقاط متباعدة، الأمر الذي يجعلها تعتمد بالدرجة الأولى على سلاح الجو في مواجهة التنظيم”.

ومن خلال هذه الهجمات، يحاول التنظيم أن “يستعيد المبادرة ويثبت أنه قادر على تهديد قوات النظام وحلفائها رغم الخسائر التي مني بها” على أكثر من جبهة في سوريا.

وأوضح مصدر عسكري تابع للنظام يتواجد في شرق البلاد لـ”فرانس برس” أن “تنظيم داعش يحاول عرقلة تمشيط الجيش للبادية بشن هجمات متفرقة من بينها الهجومين الأخيرين” مؤكداً سقوط قتلى من “الجيش والقوات الرديفة ومن المستشارين الروس” الموجودين على الأرض في الهجوم الأربعاء.

وإلى جانب طرده العام الماضي من مدينة الرقة التي كانت تعد معقله الأبرز في سوريا، خسر التنظيم أيضاً الجزء الأكبر من محافظة دير الزور على وقع هجومين منفصلين، الأول قادته قوات النظام بدعم روسي عند الضفة الغربية للفرات، والثاني شنته “قوات سوريا الديمقراطية” بدعم أميركي شرق الفرات.

وعلى وقع هذه الخسائر، بات التنظيم الذي أعلن في العام 2014 إقامة “الخلافة الإسلامية” على مناطق واسعة سيطر عليها في سوريا والعراق المجاور، يتواجد في جيوب محدودة موزعة بين البادية السورية ومحافظة دير الزور وجنوب البلاد.