السبت 10 شوال 1445 ﻫ - 20 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

لإذلالهم وإسكاتهم.. عنف جنسي واسع النطاق ضد المعتقلين بسجون الأسد

أكدت مجموعة من علماء النفس والمراقبين، أن قوات نظام الأسد تستخدم العنف الجنسي على نطاق واسع لإذلال وإسكات المعتقلين الذكور، عارضةً شكلاً من أشكال العنف الذي قلما يصرح به من قبل الناجين، بعد مرور ثماني سنوات على بدء الثورة ضد نظام الأسد.

وجاء ذلك في تقرير نشرته “واشنطن بوست“، أمس الاثنين، وترجمته “السورية نت” مشيرة إلى هنالك أكثر من 100 ألف معتقل في عداد المفقودين في سوريا، معظمهم في سجون الأسد، تبعاً للأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان، ومنوهة في هذا الإطار، إلى أن التعذيب وسوء المعاملة ممنهجان، وهنالك الآلاف ولربما عشرات الآلاف من هؤلاء المعتقلين.

وعرضت الصحيفة مقتطفات من تقرير صدر أمس الإثنين عن “المحامين والأطباء من أجل حقوق الإنسان”، وهي منظمة حقوقية سورية، ومما جاء فيه أن النظام استخدم في سجونه الاغتصاب والتعقيم القسري، إضافة إلى ربط وحرق وتشويه الأعضاء التناسلية للرجال، لإجبارهم على الاعتراف.

ويبين التقرير، أن هنالك العديد من أشكال التعذيب موثقة جيداً، وأن الرجال الذين يخرجون من سجون النظام وبعد سنوات من الإهمال في ظلام شبه دامس، نادراً ما يناقشون مستويات العنف الجنسي الذي واجهوه، ونادراً أيضاً ما تتوفر مساعدة نفسية بسيطة للناجين.

وصف مرعب للتعذيب

وقالت المنظمة في تقريرها أيضاً، إن الانتهاكات حدثت عند نقاط التفتيش وفي الطريق إلى السجن وداخل غرف التحقيق. وذكر العديد من الرجال، أن سجانيهم أدخلوا خرطوم مياه في فتحة الشرج وفتحوا الصنبور، ما تسبب في انتفاخ جثث المعتقلين.

ونوهت “واشنطن بوست”، إلى عدم وجود إحصاءات دقيقة عن حجم الاعتداء الجنسي داخل سجون الأسد، ويعزى ذلك جزئياً إلى أن الناجين منتشرين في جميع أنحاء العالم. وغالباً ما يتردد المعتقلون السابقون في الإبلاغ عن مثل هذه الإساءات، لا سيما عندما ينتمون إلى مجتمعات محافظة يكون فيها مناقشة العنف الجنسي من المحرمات.

لكن من بين 138 رجلاً قابلتهم منظمة “المحامين والأطباء من أجل حقوق الإنسان”، أبلغ أكثر من 40 بالمائة منهم عن شكل من أشكال الاعتداء الجنسي، ليرتفع هذا الرقم إلى ما يقرب من 90 في المئة عند وصف حالات التعري القسري التي أمر بها حراس السجن.

وقالت المنظمة، إن ما يتم الكشف عنه هو عنف جنسي واسع النطاق ضد السجناء السياسيين السوريين عبر الزمن، في أجهزة أمن النظام ومراكز اعتقالهم، مضيفة أن الشهادات مصحوبة بتقييمات طبية. حيثما أمكن، كما قام الخبراء في علاج العنف الجنسي بمراجعة التفاصيل من سجلات الناجين والتقييمات.

أشكال شديدة من الاعتداء

وفي مقابلات عرضتها “الواشنطن بوست” في تقريرها، وصف العشرات من الرجال الذين كانوا محتجزين سابقاً في سجون الأسد، وخاصة في دمشق، كيف أمروا بخلع ملابسهم قبل تعرضهم للضرب المبرح، أو كيف أمضوا أياماً وهم يرقدون عراة إلى جانب سجناء آخرين في زنزانات مكتظة وقذرة. وأبلغ آخرون عن أشكال شديدة من الاعتداء الجنسي تتضمن أدوات ميكانيكية أو أشياء حادة.

وتحدث رجل شريطة عدم الكشف عن هويته خشية على أمن أسرته في منطقة يسيطر عليها النظام: “هذه لحظات لاتعتبر فيها أنك إنسان.. بينما كنت مستلقياً هناك ، لم أكن أريد أن أموت. لقد تمنيت لو أنني لم أكن موجوداً”.

التعذيب لم يتوقف

وتصف هذه الروايات من قبل الناجين حالات سوء المعاملة، وهناك القليل من المؤشرات على توقف هذه الممارسة، فهناك 2000 سوري احتجزوا منذ نوفمبر/ تشرين الثاني، معظمهم على أيدي ميليشيات موالية للنظام، بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان.

ووفق “واشنطن بوست” يبقى من غير الواضح عدد الأشخاص الذين تم إرسالهم إلى مراكز الاعتقال، بدلاً من التجنيد القسري. لكن المعتقلين الذين تم إطلاق سراحهم مؤخراً يقولون إن وتيرة وحجم الانتهاكات داخل سجون الأسد لم تتغير.

وسجّل علماء النفس في غازي عنتاب جنوب تركيا، حالات انتحار يعتقدون أنها مرتبطة بالإيذاء الجنسي الذي تعرضوا له في معتقلات الأسد.

ونقل تقرير الصحيفة ما قاله جلال نوفل، وهو طبيب نفسي سوري يعمل مع معتقلين سابقين في غازي عنتاب، لصحيفة “ذا بوست”: “إن هؤلاء الرجال القادمون من المجتمعات المحافظة، غالباً ما يغادرون وهم يشعرون بالدمار والإهانة كرجال، المرضى الذين نراهم غالباً ما يعتقدون أنهم لا يستطيعون التعافي مما مامروا به”

وتابع: “لم يتحدث رجل من دوما إلى أسرته لمدة ثلاثة أيام بعد عودته من المعتقل، ثم قام بقتل نفسه. لقد علمنا قصته كاملة فقط من رفاقه في السجن بعد وفاته”.

المصدر: السورية نت