الأربعاء 7 شوال 1445 ﻫ - 17 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

يد الفصائل على الزناد في إدلب.. بوادر مواجهات محتملة ضد "هيئة تحرير الشام وحلفائها"

فيما تواصل أنقرة وموسكو محاولاتهما لإنشاء منطقة منزوعة السلاح في محافظة إدلب، شمال غربي سوريا، وإنهاء المظاهر العسكرية في تلك المنطقة، تبدو تلك النقطة ستحمل بوادر مواجهات محتملة بين فصائل المعارضة السورية المسلحة المتواجدة في تلك المناطق.

فبموجب اتفاق سوتشي الذي أعلن عن بنوده الخميس، وسلمت نسخة منه قبل يومين إلى الأمم المتحدة، ستكون المنطقة منزوعة السلاح بعمق 15- 20 كيلومتراً وبمراقبةٍ من القوات التركية والشرطة العسكرية الروسية معاً.

وتحاول موسكو من خلال اتفاقها الأخير هذا مع أنقرة القضاء على فصائل “إسلامية متطرفة” تسيطر على أجزاء كبيرة من إدلب وريفها، وفي مقدمتها “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقاً)، والتي رفضت الانسحاب من مواقعها على خطوط التماس مع النظام السوري بعد الاتفاق الثنائي الروسي ـ التركي مؤخراً، الأمر الذي يشير إلى إمكانية حصول مواجهاتٍ مع فصائل مسلّحة أخرى.

المعارضة المسلحة مستعدة لأي مواجهة

وفي هذا السياق، أكد النقيب ناجي مصطفى، الناطق الرسمي باسم “الجبهة الوطنية للتحرير” (أحد فصائل الجيش الحر الذي كان يتضمن 11 فصيلاً، إلا أنه أضحى يضم 15 في أغسطس الماضي مع انضمام 4 فصائل جديدة إليه) لـ “العربية.نت”، أن “اتفاق سوتشي نجح في إيقاف الهجمة العسكرية المتوقعة من قبل النظام وروسيا على إدلب، وكذلك هو نجاح لجهود الفصائل الثورية واستعدادها العسكري والقتالي، حيث استطاعت بقدراتها إفشال المخططات الروسية المتمثلة في الحرب النفسية والإعلامية والدعائية وخلق الفتن وتجنيد العُملاء”.

وأضاف “من عوامل اتفاق سوتشي الإيجابية نجاح القاعدة الشعبية وتلاحمها مع الفصائل الثورية، والتظاهرات التي خرجت في إدلب مؤخراً أثبتت أن هذه القاعدة الشعبية ترفض العدوان الروسي وسيطرة النظام على مناطقها”.

وأشار إلى أن “روسيا تراجعت وأوقفت العملية العسكرية، لكن فيما يتعلق بنقاط الاتفاق الثنائي، فهي تحتاج لحيثيات وآليات أخرى يمكننا من خلالها اتخاذ موقف رسمي ومعرفة كيفية تشكيل المنطقة العازلة”.

ووفق ما يقول مصطفى، فإن الجبهة الوطنية للتحرير ومقاتليها، في حالة جاهزية تامّة للقتال، حيث يربط ذلك بعدم ثقتهم بالطرف الروسي، ويصفهم بـ “المُخادعين”.

أما حول مسألة إمكانية أن تقاتل تركيا أو الفصائل المدعومة منها هيئة تحرير الشام (النصرة)، فلم يعطِ مصطفى جواباً، وبدا كمن ينتظر مزيداً من المعطيات التي لم تأت بعد.

ظروف إنسانية سيئة في إدلب

ومن جهته، أكد عامر السيد علي، وهو مصوّر صحافي من داخل إدلب، أن “لا مواجهات عسكرية بين فصائل المعارضة المسلحة إلى الآن”.

ولفت في حديثٍ لـ”العربية.نت”، إلى أن” المقومات الإنسانية للحياة اليومية صعبة للغاية وسيئة، ولا تغييرات في حياة الناس إلى الآن، وعلى سبيل المثال، هناك جامعات ولكنها غير معترف بها، وهناك مشاف، ولكن خدماتها قليلة نتيجة إمكانياتها المحدودة”.

وأضاف “رغم ذلك، الناس تنظر بشكلٍ إيجابي لاتفاق سوتشي مؤخراً، ويأملون من خلاله أن تستقر أوضاعهم”.

وتابع، “حتى من يملك المال، لا يستطيع أن يستفيد منه في مثل هذه الظروف”.

كذلك أكد شهود عيان من ريف إدلب لـ “العربية.نت” أن “مختلف فصائل المعارضة هنا مستعدة للمواجهة وعناصرها يتحركون في مناطق مختلفة مع آلياتهم، ولكنهم ضد منْ سيحاربون وكيف، هذا ما لا نعرفه، كلّ ما نعرفه، أن اشتباكاتٍ بين فصائل مسلّحة قد تحصل، وهو أمرٌ حصل في السابقِ أكثر من مرة ويهدد أمننا كالمعتاد”.

هل ستواجه أنقرة النصرة في إدلب؟

ومن المعروف أن أنقرة تواصل تقديمِ الدعم العسكري واللوجيستي لفصائل من المعارضة المسلحة، ومنها “الجبهة الوطنية للتحرير”، والتي ربّما ستكون في مقدمة الفصائل العسكرية التي تواجه هيئة تحرير الشام بإيعاز تركي وروسي في آنٍ واحد.

صورة من أدلب

وتضم الجبهة المدعومة تركياً عشرات فصائل المعارضة المسلحة والتي كانت قد توّحدت منذ قرابة شهرٍ ونصف، حيث شكّلت آنذاك غرفة عمليات واحدة ومشتركة فيما بينهما.

وفي إدلب، آخر معاقل المعارضة المسلّحة، قطبان عسكريان وحيدان من حيث الحجم والتأثير، الأول، “هيئة تحرير الشام” والثاني “الجبهة الوطنية للتحرير”، وكلاهما غير متفقين سياسياً وعسكرياً، فالطرف الأول يسيطر على الجزء الأكبر من المدينة وريفها، فيما يسعى الطرف الثاني للسيطرة على تلك المناطق بدعمٍ تركي على غرار تجربة #درع_الفرات ، التي سيطرت على مناطق في ريف #حلب بدعمٍ كبير من تركيا.

من إدلب

وفي إدلب أيضاً، أطراف مسلحة أخرى خارج هذين القطبين، لا يتجاوز عدد عناصرها المئات، ومن المحتمل أن تنضم لاحقاً لـ “الجبهة الوطنية” فيما لو حصلت مواجهات بينها وبين “جبهة تحرير الشام”، لاسيما أن أنقرة وموسكو تسعيان لإنهاء جماعاتٍ تصفهما بـ “الإرهابية الراديكالية” في إشارةٍ واضحة لـ جبهة تحرير الشام منتصف شهر تشرين الأول/اكتوبر المقبل، لنبقى أمام سؤالٍ بارز، هل ستنفذ أنقرة ذلك؟