سمك أبو الشص Anglerfish
واستمد سمك أبو الشص اسمه من الزائدة التي تبرز من مقدمة رأسه، والتي يستخدمها في صيد طعامه، لأنها تشبه الطعم الذي يوضع في شص الصنارة.
ومؤخراً كشفت دراسة حديثة عن إحدى أغرب حالات التزاوج والتكاثر بين الكائنات على وجه الأرض، والتي تندمج فيها أجسام وخلايا ودماء أسماك “أبو الشص” البحرية.
وأشارت الدراسة إلى أن أسماك “Anglerfish”، والتي تعيش في الأعماق، تتكاثر عن طرق “دمج” جسم الأنثى مع الذكر لتصبح كجسم واحد.
وتصبح الذكور مرتبطة بشكل دائم بالإناث، العملاقة نسبيا (حجمها أكبر من الذكر)، ما يؤدي إلى اندماج أنسجتها مع بعضها، لتؤسس نظاما مشتركا جديدا للدورة الدموية.
وبحسب مجلة “science” العلمية المتخصصة، يعتمد الذكر، بعد عملية الاندماج، بشكل كامل على الأنثى في توفير الغذاء لجسمه، “كأنه جنين في رحم أم”، في عملية يطلق عليها علميا اسم “التطفل الجنسي”.
وفي عملية تبدل للمصالح يأخذ الذكر الغذاء من الأنثى، ويفدم لها الحيوانات الذكرية في المقابل.
وبحسب العلماء، تساهم هذه الظاهرة بنجاح عملية التزاوج لدى هذه الأسماك في أعماق البحار، حيث نادرا ما تلتقي الإناث بالذكور.
ومن أجل دعم عملية الاندماج هذه طورت السمكة نوعا جديدا من الجهاز المناعي الذي يستطيع التعرف على أجسام الذكور ولا يعتبرها “نسيجا غريبا”، مما يسمح لها باستضافة ما يصل إلى ثمانية أجسام (ذكور) في وقت واحد.
وأطلق العلماء على هذا الاندماج بين الإناث والذكور اسم “الاندماج التشريحي” وهو اندماج غير معروف لدى البشر، باستثناء التوائم المتطابقة وراثيا، بحسب “ديلي ميل”.
وشكلت ظاهرة “التطفل الجنسي” لغزا كبيرا حير العلماء منذ اكتشافه قبل 100 عام، على يد عالم أحياء سمكية نيوزلندي عندما رصد لأول مرة زوجين من الأسماك مندمجين جسديا في عام 1920.
ويعتبر سمك “أبو الشص” أو “الصياد” من أضخم أنواع الأسماك البحرية، ويتمتع برأس ضخم مسطح وفم عريض، وعلى رأسه شبه طعم يغري به صغار السمك لاصطيادها، والتي استمد اسمه منه، لأنه يشبه الطعم الذي يوضع في شص الصنارة.