الجمعة 19 رمضان 1445 ﻫ - 29 مارس 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

"هواوي" تتلقى الضربة القاضية بعد منع نظام أندرويد.. والمسخدمين أمام خطر تعطل هواتفهم

أفادت وكالة “رويترز” للأنباء بأن شركة جوجل الأمريكية، أوقفت أعمالها التي تتطلب نقل منتجات عتادية وبرمجية مع شركة “هواوي” الصينية؛ باستثناء تلك التي تغطيها تراخيص المصادر المفتوحة، في ضربة للشركة بعد إدراجها من قبل الحكومة الأمريكية على قائمتها التجارية السوداء.

وبهذه الخطوة، سوف تفقد “هواوي” على الفور إمكانية الوصول إلى تحديثات نظام التشغيل “أندرويد”، كما ستفقد هواتفها الذكية المستقبلية التي تُباع خارج الصين إمكانية الوصول إلى التطبيقات والخدمات الشائعة على “أندرويد”، بما في ذلك متجر “جوجل بلاي”، وتطبيق خدمة البريد الإلكتروني “جيميل”.

ووفقًا لمصدر رويترز، فإن تفاصيل تحديد الخدمات التي سوف تُمنع عن “هواوي” لا تزال قيد المناقشة داخل جوجل. وقال متحدث باسم شركة هواوي: “إن محامي شركة هواوي يدرسون أيضًا تأثير تصرفات وزارة التجارة الأمريكية”.

وحتى مع القرار الجديد من قبل “جوجل”، إلا أنه سوف تستمر “هواوي” في الوصول إلى نسخة نظام التشغيل “أندرويد” المتاحة من خلال الترخيص المفتوح المصدر الذي يجعل النظام متاحًا لكل من يرغب في استخدامه. وقال المصدر: “إن جوجل ستتوقف عن تقديم أي دعم فني أو تعاون فيما يخص خدمات أندرويد وجوجل”.

ووفق ما ذكرت البوابة العربية للأخبار التقنية، وضعت واشنطن يوم الخميس الماضي شركة هواوي التي تعد واحدة من أكبر وأنجح الشركات في الصين على قائمتها التجارية السوداء، الأمر الذي يصعب على “هواوي” التعامل مع الشركات الأمريكية، وهو قرار انتقدته الصين وقالت: “إنها ستتخذ خطوات لحماية شركاتها”.

وتأتي التطورات المحيطة بشركة هواوي في وقت يشهد توترات تجارية بين واشنطن وبكين، ووسط مخاوف تبديها الولايات المتحدة من أن الصين قد تستخدم الهواتف الذكية وأجهزة الشبكات التابعة لهواوي في التجسس على الأمريكيين، وهي مزاعم نفتها الشركة مرارًا وتكرارًا.

وكان مؤسس شركة هواوي ورئيسها التنفيذي، رن جنجفي، قال يوم أمس السبت: “إن نمو عملاقة التقنية الصينية قد يتباطأ، لكن قليلًا بسبب القيود الأمريكية الأخيرة”.​

بين ليلة وضحاها، انقلب حال عملاق التكنولوجيا الصيني “هواوي”، التي كانت قبل ساعات فقط أحد اللاعبين الكبار في عالم الهواتف الذكية، الذي تمكن في سنوات قليلة من خطف الأضواء شيئاً فشيئاً من “أبل” الأميركية.

“غوغل” أعلنت توقفها عن العمل مع الشركة الصينية، هذا يعني أنه لن يُسمح لها باستخدام خدمات Google Play أو تطبيقات خاصة مثل Gmail وخرائط Google في نسخ هواتفها القادمة.. الأمر قد يبدو بسيطاً للوهلة الأولى، لكنه أصعب المحن بالنسبة لشركة تعتمد على غيرها في توريد أهم مكونات هاتفها وحتى نظام تشغيله.

الأمر بدأ يزداد سوءًا بالنسبة لـ”هواوي”، حيث أفادت تقارير بأن شركات الرقائق التي تعد إحدى المكونات الهامة في صناعة الهواتف مثل “كوالكوم” و”إنتل”، توقفت عن التعامل أيضاً مع شركة التكنولوجيا الصينية.

ماذا يعني ذلك بالنسبة لأصحاب هواتف هواوي؟
إن كنت تمتلك هاتف Huawei أو Honor ، فستحصل على تحديثات الأمان من الشركة، وسيظل بإمكانك استخدام متجر Google Play.

لكن نظرًا للحظر ستتمكن شركة “هواوي” من استخدام الإصدار العام فقط من Android، وفق مشروع Open Source Project (AOSP) Android، من أجل أجهزتها الحالية والقادمة.

هذا يعني أنك كمستخدم لن تتلقى تحديثًا للنظام الأساسي لهاتفك من “هواوي”، أو أي إصدار قادم من Android. لكن جهازك سيستمر بالعمل مع الإصدار الحالي من نظام التشغيل.

إلا أن تقديرات الخبراء لا تبشر بأن الجهاز سيبقى بمنأى عن الصعاب لفترة طويلة، إذ يقدرون المدة التي يمكن استخدامه فيها دون تحديث نظام التشغيل بحدود السنة، هذا إن وفت “هواوي” بتعهداتها وأرسلت تحديثات أمنية بانتظام.

لكن، إن كانت لديك أي خطط للحصول على أحدث هواتفها P30 Pro أو أي أجهزة أخرى من “هواوي”، فمن الأجدى التروي حتى تنجح الشركة في سعيها لإيجاد بدائلها الخاصة.

فرصة للمنافسين..والعين على “أبل”

قال أيمن البناو كبير المستشارين في MAG للاستشارات، في مقابلة مع “العربية”، إن إيقاف الشركات الأميركية “غوغل” و”إنتل” و”كوالكوم” و”برودكوم” لتعاملاتها مع شركة “هواوي”، سيؤثر سلباً، لكن كون نصف إيرادات الشركة تأتي من الصين، قد يخفف من ذلك الأثر.

وعلى صعيد المستخدمين لهواتف “هواوي”، لفت البناو إلى أن “التأثير يبدو كبيراً وعلى المستخدمين البحث عن هواتف أخرى في حال لم تستطع شركة هواوي إيجاد بديل سريع لتحديثات الأنظمة والشبكات والخدمات التي تقدمها تلك الشركات الأميركية”.

وقال إن “المستفيد على المدى القصير، ستكون الشركات المنافسة مثل أبل وسامسونغ، ولكننا تعودنا على أسلوب شركة هواوي في الدخول إلى أسواق جديدة ومواجهة العقبات”.

وتحدث عن إعلان شركة “هواوي” في السابق، أنها بدأت تدريجياً في تطوير المكونات الخاصة بها، وهي الآن قيد التطوير، لكن الشركة ستمر بفجوة وقد تكون فترة مناسبة للشركات المنافسة لاستعادة جزء من حصتها السوقية.

واعتبر أن تداعيات هذا القرار ستطال بشكل عام جميع الشركات في قطاع التكنولوجيا.

تضييق الخناق

المسألة لا تتعلق بالهواتف فقط، فـ”هواوي” تصنع أيضاً أجهزة كمبيوتر محمولة تحت علامتها التجارية Matebook ، وكلها تستخدم معالجات Intel.. الآن سيكون من المستحيل على الشركة إصدار جهاز محمول جديد حتى تجد بديلاً مناسبًا للمعالجات.

في السنوات القليلة الماضية، استطاعت “هواوي” اقتطاع حصة مهمة في السوق الدولية للهواتف الذكية، حتى إنها خطفت من “أبل” المركز الثاني عالمياً وباتت ثاني شركة مصنعة للهواتف الذكية بعد “سامسونغ” الكورية الجنوبية.

وفي ظل الواقع الجديد وليد الساعات الأخيرة، أصبح استمرار الشركة في صناعة الهواتف الذكية وتسويقها على مستوى العالم، رهين خلقها نظام تشغيل خاص بها ومتجراً بديلاً للتطبيقات.

وبينما تمضي الشركة في خلق خطوط إنتاج خاصة بها للمعالجات وأجهزة المودم، عليها أيضاً أن تجد بدائل لشركات الرقائق التي حظرت التعامل معها.. تبدو مهمة شاقة، وفي غاية التعقيد، فهل تخرج “هواوي” من عنق الزجاجة؟

أفادت وكالة بلومبرج اليوم الاثنين بأن شركات صناعة الرقائق الإلكترونية الأمريكية: إنتل، وكوالكوم، وبرودكوم، أوقفت تعاملاتها مع شركة هواوي، وذلك امتثالًا لقرار أصدرته الحكومة الأمريكية بإدراج الشركة الصينية على قائمتها التجارية السوداء.

وقالت الوكالة الإخبارية: إن إيقاف إنتل، وكوالكوم، وبرودكوم تعاملاتها مع هواوي سيدخل حيز التنفيذ فورًا، وذلك بعد ساعات من إيقاف شركة جوجل أعمالها، التي تتطلب نقل منتجات عتادية وبرمجية مع الشركة؛ باستثناء تلك التي تغطيها تراخيص المصادر المفتوحة.

وبموجب قرار جوجل، فإن هواوي سوف تفقد على الفور إمكانية الوصول إلى تحديثات نظام التشغيل أندرويد، كما ستفقد هواتفها الذكية المستقبلية التي تُباع خارج الصين إمكانية الوصول إلى التطبيقات، والخدمات الشائعة على أندرويد، بما في ذلك: متجر جوجل بلاي، وتطبيق خدمة البريد الإلكتروني جيميل.

ويبدو أن الحرب التي تُشن على هواوي لن تقتصر على الشركات الأمريكية، إذ أفادت صحيفة “نيكي” Nikkei اليابانية بأن شركة صناعة الرقائق الإلكترونية الألمانية “إنفينيون” Infineon أوقفت أيضًا شحناتها إلى هواوي.

وجاء قرار شركة “إنفينيون” بإيقاف عمليات التسليم بعد قرار وزارة التجارة الأمريكية يوم الخميس الماضي، الذي يطالب الشركات الأمريكية بالحصول على ترخيص في حالة شحن المنتجات إلى الشركة الصينية. ويشمل القرار كل شركة أجنبية تستخدم قدرًا معينًا من التقنية الأمريكية في المنتجات التي تُباع إلى هواوي.

ووفقًا لمصادر بلومبرج، فقد أُبلغ موظفو شركات صناعة الرقائق الأمريكية بأن شركاتهم سوف تُجمد صفقات التوريد مع هواوي حتى إشعار آخر. وتُزود إنتل هواوي بمعالجات الحواسيب الشخصية، والخوادم، في حين تزود كوالكوم إنتل بمعالجات ومودمات الهواتف الذكية.

وأفاد تقرير منفصل لبلومبرج بأن هواوي كانت تستعد لمثل هذا القرار، فسعت خلال المدة الماضية إلى تقليل اعتمادها على الرقائق الإلكترونية من الشركات الأمريكية، فهي تملك ذراعًا خاصًا باسم “هاي سيليكون” HiSilicon يطور لها معالجات ومودمات للهواتف الذكية.

وفيما يتعلق بأنظمة التشغيل، فقد كشف رئيس هواوي التنفيذي (ريتشارد يو) في مقابلة حديثة مع صحيفة “دي فَلت” Die Welt الألمانية بأن الشركة تعمل على أنظمة تشغيل بديلة عن نظامي أندرويد وويندوز، وقد بدأت العمل على بديل أندرويد منذ عام 2012.