الجمعة 10 شوال 1445 ﻫ - 19 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

لأول مرة في التاريخ.. كورونا يوّحد علماء العالم

بعد تفشي فيروس كورونا المستجد في أغلب دول العالم، وتحوله لوباء يهدد حياة ملايين الأشخاص، توقف عدد كبير من الباحثين عن متابعة أبحاثهم وركزوا جميعا على إيجاد علاج للفيروس.

وهذه أول مرة في التاريخ، يركز فيها علماء العالم على موضوع واحد. وأكثر من ذلك، وضعت أهم دول العالم مثل أميركا والصين ودول أوروبا مكافحة الفيروس أولوية وضرورة وطنية، ما حول الجدل العالمي من سباق التسلح العسكري إلى حديث عن سباق تسلح في مجال التكنولوجيا الحيوية، وفقاً لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية.

وأكدت الصحيفة أنه في الوقت الذي أغلقت فيه دول العالم حدودها لمكافحة تفشي الوباء، كان العلماء يحطمون هذه الحدود، ويحققون تعاونا عالميا لا مثيل له في التاريخ من أجل التوصل إلى علاج لهذا الفيروس في أسرع وقت، وهو ما تحقق بإجراء أكثر من 200 تجربة سريرية جمعت بين عدد من المستشفيات والمختبرات من مختلف أنحاء العالم.

الأمل في العلماء

فعلى سبيل المثال، اكتشف العلماء في جامعة بيتسبرغ بولاية بنسلفانيا الأميركية، أن حيوان “النمس” قد أصيب بحمى شديدة بعد حقنه بفيروس كورونا، وهذا يشير إلى تقدم في تجارب اللقاح على الحيوانات، وفي الظروف العادية، نشر هذه التجربة سيستغرق وقتا طويلا، إلا أنه في غضون ساعتين فقط تم مشاركة النتائج مع العلماء في جميع أنحاء العالم في مؤتمر عبر الهاتف نظمته منظمة الصحة العالمية، وفقاً لتصريحات الدكتور بول دوبريكس لصحفة نيويورك تايمز.

بالنسبة لأميركا يمثل الدكتور دوبريكس وزملاؤه العلماء أمل البلاد في إيجاد اللقاح، وهو ما أكده الرئيس الأميركي دونالد ترامب أكثر من مرة.

تعاون العلماء

وأشارت الصحيفة إلى أن مختبر الدكتور دوبريكس في جامعة بيتسبرغ الأميركية يتعاون مع معهد باستور في باريس وشركة الأدوية النمساوية Themis Bioscience، ومعهد المصل في الهند، أحد أكبر مصنعي اللقاحات في العالم، لإنتاج لقاح للفيروس.

كما استفاد باحثو اللقاحات في جامعة أكسفورد البريطانية مؤخرًا من نتائج اختبار الحيوانات التي شاركها معاهد روكي للصحة في ولاية مونتانا الأميركية.

وأضافت الصحيفة الأميركية، أن أفضل ما يعكس مجتمع العلماء الدولي، هو قيام فريق من أطباء جامعة هارفارد الأميركية باختبار فعالية أكسيد النيتريك المستنشق على مرضى فيروس كورونا في مستشفى ماساتشوستس العام بأميركا، بالتعاون مع مستشفى Xijing في الصين ومستشفيين في شمال إيطاليا.

الأمر يتعلق بحياته

كما أكدت الصحيفة أن ما يحدث يعكس الوجه الحقيق لتفش الفيروس حول العالم، فلم يعد الأمر بالنسبة للعديد من الباحثين، هو الحصول على علاج لإنقاذ قرية فقيرة في العالم النامي، بل يتعلق الأمر بمسقط رأسهم.

من جانبه، قال الدكتور رايان كارول، أستاذ الطب بجامعة هارفارد، إن هذا الوباء ينهي فكرة السرية التي تعم البحث الطبي الأكاديمي.

وأضاف أن البحث الكبير والحصري يمكن أن يؤدي إلى المنح والترقيات والجوائز، لذلك يعمل العلماء في كثير من الأحيان في سرية، إلا إن في حالة وباء كورونا تم وضع الانتصارات الشخصية جانباً، لأن الأمر يتعلق بحياة البشرية.

وعلى الرغم من أن المسؤولين الصينيين تكتموا على تفشي المرض في البداية واستخدموه منذ ذلك الحين لأغراض الدعاية، إلا أن العلماء الصينيين قادوا من نواح عديدة أبحاث الفيروسات التاجية في العالم.

فقد أعلن مختبر صيني عن الجينوم الفيروسي الأولي في يناير، وهو الكشف الذي شكل الأساس لاختبارات الفيروس التاجي في جميع أنحاء العالم.