حبة دواء
يزداد اكتئاب الروس بشأن الأزمة التي أثارتها حرب فلاديمير بوتين في أوكرانيا، لكن عقار بروزاك لم يعد متوفرا لعلاج هذه الحالة.
يتوفر الدواء في أربعة فقط من أصل 2400 صيدلية ومنافذ بيع في موسكو، وفي اثنتين من أصل 1300 صيدلية في سان بطرسبرغ.
وذكر تقرير صادر عن منفذ الأخبار RBC أن العقوبات تعني أن آخر دفعة من دواء بروزاك قد تم طرحها للبيع في يونيو وأن الإمدادات قد استنفدت تقريباً.
اعتمد الروس على هذا الدواء منذ عام 1991 – نهاية الحقبة السوفيتية – لكن مبيعاته ارتفعت بشكل قياسي في عام 2022 عندما أعلن فلاديمير بوتين حربه غير القانونية على أوكرانيا، وقفز الطلب على الدواء بنسبة 63% في الأسابيع التي تلت الغزو.
وبحسب تقرير RBC: “يعزو الخبراء الزيادة في مبيعات مضادات الاكتئاب بشكل عام إلى قلق الروس بسبب الأخبار والخلفية الاقتصادية والعملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا وعواقب العقوبات”.
كما تعرضت الأسر لضغوط شديدة بسبب التعبئة القسرية التي قام بها بوتين لعشرات الآلاف من الرجال الروس للمشاركة في الحرب، في حين عادت أعداد ضخمة من الصراع مشوهين أو قتلى.
كما ووافقت وزارة الصحة في حكومة بوتين على نحو عشرة أدوية بديلة مضادة للاكتئاب تحتوي على فلوكستين.
وزعمت الوزارة أنه لا يوجد “نقص” في الأدوية الأخرى رغم غياب دواء بروزاك.
هذا ويواجه الروس أيضاً نقصاً متزايداً في السلع الغربية الفاخرة بسبب العقوبات والقيود المفروضة ذاتياً على المبيعات.
كما أعلنت شركة إيلي ليلي الأمريكية، التي تنتج دواء بروزاك، أنها ستغادر السوق الروسية في مارس وسط العملية العسكرية المستمرة لبوتين.
إلى جانب ذلك، تعاني روسيا من نقص في أدوية القلب والأوعية الدموية، حيث تحد الشركات الغربية من الإمدادات.
وقد اختفت أدوية علاج التهاب الكبد الفيروسي “سي” من السوق الروسية بسبب عدوان بوتين، وكذلك أدوية الصرع.
وأفاد فيرستكا أن “30% فقط من المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية في روسيا سيكونون قادرين على تلقي العلاج المضاد للفيروسات القهقرية من الأموال المتبقية في ميزانية 2023”.
ورد المعلقون المؤيدون للحرب على اعتماد الروس على مضادات الاكتئاب، ومن التعليقات: “دعوهم يذهبون إلى العملية العسكرية الخاصة، وسيختفي الكساد هناك”.