الجيش الأوكراني
قالت أوكرانيا إنها استعادت السيطرة على جزء من مدينة سيفيرودونيتسك الصناعية، في هجوم مضاد نادر على القوات الروسية التي كانت تتقدم بشكل منتظم في شرق البلاد.
ولم يتسن التحقق من المزاعم الأوكرانية بشكل مستقل. وقالت موسكو إن قواتها تحرز مكاسب هناك. وهذه هي المرة الأولى التي تزعم فيها كييف أنها شنت هجوما مضادا كبيرا في سيفيرودونيتسك بعد أيام من الخسارة هناك.
تركز روسيا عملياتها على سيفيرودونيتسك منذ أسابيع في واحدة من أكبر المعارك البرية في هذه الحرب. ويبدو أن موسكو تراهن في حملتها على الاستيلاء على واحدة من المنطقتين الشرقيتين اللتين تسعى للسيطرة عليهما لحساب الانفصاليين الموالين لها.
وتبادلت روسيا وأوكرانيا الاتهامات بالمسؤولية عن وقوع خسائر فادحة في المعركة على هذه المدينة الصناعية الصغيرة، وهي معركة يقول خبراء عسكريون إنها قد تحدد الطرف المستعد لخوض حرب استنزاف على مدى الأشهر المقبلة.
وعلى الصعيد الدبلوماسي، انتقدت أوكرانيا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم السبت لقوله إن من المهم عدم “إهانة” روسيا.
وقال ماكرون في مقابلة نشرتها الصحف اليوم السبت “يجب ألا نهين روسيا حتى نتمكن في اليوم الذي يتوقف فيه القتال من إيجاد سبيل للخروج بالوسائل الدبلوماسية… أنا مقتنع بأن دور فرنسا هو أن تكون قوة وسيطة”.
ورد كوليبا على تويتر “الدعوات لتجنب إهانة روسيا ليست سوى إهانة لفرنسا ولكل دولة أخرى تطالب بذلك”.
وأضاف “لأن روسيا هي التي تهين نفسها. من الأفضل لنا جميعا التركيز على كيفية إيقاف روسيا عند حدها. هذا سيؤدي لإحلال السلام وإنقاذ الأرواح”.
وتقول أوكرانيا الآن إن هدفها هو دفع القوات الروسية إلى التراجع قدر الإمكان في ساحة المعركة، اعتمادا على أنظمة الصواريخ المتطورة التي تعهدت الولايات المتحدة وبريطانيا في الأيام الماضية بإرسالها والتي تعتقد كييف أنها ستحول دفة الحرب لصالحها.
وردا على سؤال حول عرض الوساطة، قال ميخائيلو بودولياك مستشار الرئيس الأوكراني للتلفزيون الرسمي “لا جدوى من إجراء مفاوضات” مع روسيا حتى تتلقى أوكرانيا أسلحة جديدة من الغرب وتدفع القوات الروسية إلى التراجع “إلى أبعد نقطة ممكنة صوب الحدود الأوكرانية”. وتقول موسكو إن الأسلحة الغربية ستصب “الزيت على النار” لكنها لن تغير مسار ما تسميه “عملية عسكرية خاصة” لنزع سلاح أوكرانيا وتخليصها من القوميين الخطرين. ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قوله، في تصريحات عن إرسال منظومات الأسلحة الأمريكية الجديدة إلى أوكرانيا، إن روسيا تواجه هذا الوضع بسهولة وإنها بالفعل دمرت عشرات من قطع الأسلحة المقدمة من واشنطن.
معركة حامية في سيفيرودونيتسك
قال سيرجي جايداي حاكم منطقة لوجانسك، التي تقع بها سيفيرودونيتسك، الليلة الماضية إن القوات الأوكرانية، التي كانت تسيطر في السابق على 30 بالمئة فقط من المدينة شنت هجوما مضادا واستعادت 20 بالمئة أخرى منها.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها تجبر الأوكرانيين على الانسحاب عبر نهر سيفرسكي دونيتس إلى ليسيتشانسك على الضفة المقابلة.
وقال جايداي إن الروس يفجرون الجسور عبر النهر لمنع أوكرانيا من جلب التعزيزات العسكرية وتقديم المساعدة للمدنيين في سيفيرودونيتسك.
وقال جايداي في بث تلفزيوني مباشر “حتى الآن، دفعهم جنودنا للتراجع. إنهم (الروس) يعانون من خسائر فادحة… الجيش الروسي، كما نفهم، يوجه كل جهوده… في هذا الاتجاه”.
وصادف أمس الجمعة مرور مئة يوم على اندلاع الحرب في أوكرانيا. وقتل عشرات الآلاف وفر الملايين من ديارهم منذ بدء الغزو في 24 فبراير شباط.
ونشر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم السبت لقطات مصورة لأحد الأديرة المسيحية الأرثوذكسية الشهيرة، وهو بناء خشبي، مشتعلا في شرق أوكرانيا. وتقول كييف إن راهبين وراهبة قُتلا في الموقع في الأول من يونيو حزيران عندما أصابته قذائف روسية.
وقال زيلينسكي “كل كنيسة أحرقتها روسيا في أوكرانيا، وكل مدرسة نسفتها، وكل نصب تذكاري تعرض للتدمير، يثبت أن روسيا ليس لها مكان في اليونسكو”، في إشارة إلى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، داعيا إلى طرد موسكو منها.
وكان للحرب تأثير مدمر على الاقتصاد العالمي، وخاصة بالنسبة للبلدان الفقيرة المستوردة للغذاء.
فأوكرانيا هي أحد أكبر مصدري الحبوب وزيت الطهي في العالم، لكن هذه الإمدادات انقطعت بسبب إغلاق موانئها على البحر الأسود، مع وجود أكثر من 20 مليون طن من الحبوب عالقة في الصوامع.