يثير تجدد القتال بين الجيش الإثيوبي وميليشيا محلية في منطقة أمهرة بشمال البلاد مخاوف بين السكان بخصوص سلامة كنائس تاريخية محفورة في صخور بمدينة لاليبيلا.
وسيطر رجال ميليشيا فانو على لاليبيلا وجوندار، ثاني أكبر مدينة في منطقة أمهرة، لعدة أيام في أغسطس آب في أخطر أزمة أمنية تشهدها إثيوبيا منذ انتهاء الحرب الأهلية، التي استمرت عامين، في تيجراي المجاورة قبل عام.
وحارب مقاتلو فانو إلى جانب الجيش خلال الحرب في تيغراي، لكن العلاقات بين الجانبين توترت خاصة بعد أن تحركت الحكومة الاتحادية في أبريل نيسان لدمج قوات الأمن التي تعمل في كل منطقة في صفوف الشرطة والجيش.
وقال رجل دين إن الجنود الإثيوبيين أطلقوا النار من أسلحة ثقيلة 11 مرة من مواقع قرب الكنائس يوم الأحد، مما بعث بموجات صادمة مدمرة إلى أحد المعالم الأثرية التي يعود تاريخها إلى القرنين الثاني عشر والثالث عشر.
وأضاف الرجل، وهو شماس طلب عدم نشر اسمه خوفا من الانتقام، أن “الاهتزازات تؤثر على الكنائس”.
وأكد اثنان من السكان حدوث موجة جديدة من القتال. وقال أحدهم إن الجيش الإثيوبي بدأ القتال يوم السبت وتمركز خارج لاليبيلا وبجوار المطار وأطلق النار من أسلحة ثقيلة باتجاه الجبل المطل على البلدة.
ولم يرد متحدثون باسم الحكومة الإثيوبية أو الجيش أو الإدارة الإقليمية لأمهرة على طلبات للتعليق.
وقال ليديتو أياليو، وهو سياسي من أمهرة مقيم في الولايات المتحدة ونشأ بالقرب من لاليبيلا، إنه يخشى من تعرض الكنائس للقصف والتدمير.
وأضاف في بيان أمس الاثنين أن “الكنائس معرضة للقصف والتدمير بسبب إطلاق النار من أسلحة ثقيلة بشكل عشوائي”.
وتقول الأمم المتحدة إن هذه الكنائس وعددها 11 تعود للقرون الوسطى وتم نحتها في كهوف من كتل متجانسة لتشكيل “قدس جديدة” بعد أن أوقفت الفتوحات الإسلامية رحلات حج المسيحيين إلى الأراضي المقدسة. وأدرجت المنظمة الدولية هذه الكنائس ضمن مواقع التراث العالمي في عام 1978.
وذكرت الأمم المتحدة في أواخر أغسطس آب أن القتال في أمهرة أسفر عن مقتل 183 شخصا على الأقل في الشهر الأول من الصراع. لكن مع انقطاع الإنترنت في أنحاء المنطقة لم تتمكن رويترز من الحصول على صورة واضحة لأحدث وضع.