الحرس الثوري الإيراني
يتنافس التابعون لإيران الآن بترديد مقولة أن “إيران لم تكن على علم بعملية طوفان الأقصى، وأن العملية قرار داخل كتائب عز الدين القسام، وحتى القيادة السياسية لحركة حماس خارج قطاع غزة لم تكن على علم بالعملية و ساعة وقوعها”.
وعلى أساس ذلك، هل من تفسير منطقي و حيادي، يفسح المجال لفهم موقف إيران غير المقبول حتى داخل أوساط جمهورها و تابعيها بنسبة لا يستهان بها، ليستعاض عنه الآن بتفسيرات مختلفة؟
أولها: لنصدق أن إيران لا علم لها، ولنقل كما يقول اللغويون: هب جدلاً أن هذا صحيح، فهل هذا النفي بالعلم يفسر إحجام إيران عن نصرة القسام وسرايا القدس و غزة و فلسطين ككل، وإيران نفسها التي كانت تتوعد برمي إسرائيل بالبحر؟
ثانيها: هل الزعم بعدم العلم من قبل الإيراني يعفيه من دوره كطرف مسلم أسس منذ عقود ما يسمى (فيلق القدس)، و ما هو دور هذا الفيلق وما هو عمله ومتى يشرع بعمل عسكري حقيقي ضد العدو (المفترض) كما هي العقيدة القتاليّة (المزعومة) له؟
ثالثها: سباتٌ عميق تعيشه الجبهة السورية، وهي الجبهة الواقعة في حدود جغرافية بلد مثل سوريا وصفه حسن نصر الله أمين عام حزب الله يوماً بأنه “العمود الفقري للمقاومة في المنطقة”، وبات يتجنب ذكرها و إن ذكرها فإنه يمر عليها سريعاً.
رابعها: هل المكاسب التي تحققها إيران الآن من خلال صمت جبهات القتال المسيطرة عليها أهم بكثير من الزج بنفسها في أتون حرب مباشرة مع إسرائيل؟
الجواب نعم، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار تصريحات المتحدثين باسم البيت الأبيض القائلة “إن إيران ليست معنية بفتح جبهة جديدة و حقيقية مع إسرائيل”.