أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الخميس قرارا يحدد 11 يوليو تموز يوما دوليا لإحياء ذكرى الإبادة الجماعية في سربرينيتشا عام 1995.
ووقعت المذبحة التي راح ضحيتها نحو ثمانية آلاف رجل وغلام من مسلمي البوسنة في عام 1995، بعد اجتياح قوات صرب البوسنة للمنطقة الآمنة التابعة للأمم المتحدة ضمن حروب البلقان التي أعقبت تفكك يوغوسلافيا. واعتبر ما حدث حينذاك أبشع مذبحة في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
وقدم مشروع القرار ألمانيا ورواندا ومجموعة مؤلفة من 17 دولة عضو من بينهم الولايات المتحدة. وأجازت الجمعية القرار بأغلبية بسيطة بلغت 84 صوتا في الجمعية العامة المؤلفة من 193 عضوا في إطار جدول أعمال ثقافة السلام.
والقرار “يحدد 11 يوليو باعتباره اليوم الدولي للاعتبار وإحياء ذكرى الإبادة الجماعية التي وقعت في سريبرينيتشا عام 1995 وسيتم إحياؤه سنويا”.
وعارضت صربيا وصرب البوسنة القرار بشدة. وينفيان أن المذبحة تشكل إبادة جماعية وأن القرار يصف صربيا بأنها “دولة تمارس الإبادة الجماعية” رغم عدم ذكر ذلك في النص.
ودعا الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش الدول الأعضاء إلى التصويت ضد القرار، قائلا إنه ذو طابع سياسي واضح بشدة ولن يساهم في المصالحة في البوسنة والمنطقة بل سيفتح باب الشرور.
وفي 11 يوليو تموز 1995، فصلت قوات صرب البوسنة بقيادة الجنرال راتكو ملاديتش الرجال والفتيان عن النساء وذبحتهم في الأيام التالية. وعُثر على رفاتهم بعد سنوات في مقابر جماعية في شرق البوسنة، على الرغم من أن بعض الناس ما زالوا لا يعرفون مكان دفن ذويهم.
وقضت محكمتان دوليتان بأن هذه الفظائع تشكل إبادة جماعية. وحكم على ملاديتش والزعيم السياسي رادوفان كاراديتش بالسجن مدى الحياة عن اتهامات بارتكاب جرائم حرب تضمنت الإبادة الجماعية، كما أدين نحو 50 من صرب البوسنة.
ويندد القرار الصادر اليوم الخميس بإنكار المجزرة وتمجيد مجرمي الحرب، ويدعو إلى العثور على الضحايا المتبقين وتحديد هوياتهم وتقديم جميع الجناة الذين ما زالوا طلقاء إلى العدالة.
كما حث الدول الأعضاء على المحافظة على الحقائق الراسخة في أنظمتها التعليمية لمنع الإنكار أو التحريف.