الجمعة 5 جمادى الآخرة 1446 ﻫ - 6 ديسمبر 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

السيسي يأمر بشراء كميات كبيرة من القمح.. والسبب؟

قالت ثلاثة مصادر أمنية وحكومية: “إن أكبر ممارسة لشراء القمح على الإطلاق طرحتها مصر، والتي تزيد عن حجمها المعتاد بنحو 20 مثلا، سببها مخاوف تتعلق بالأمن الغذائي أثارتها إفادة من المخابرات للرئيس عبد الفتاح السيسي”.

وتعتمد مصر، وهي واحدة من أكبر مستوردي القمح في العالم، على هذه الحبوب لتوفير الخبز المدعوم لعشرات الملايين من المواطنين.

وأبقت حكومات متعاقبة على سعر الخبز المدعم دون تغيير لعقود من الزمن تجنبا لحدوث اضطرابات لكن الحكومة رفعت السعر بنسبة 300 بالمئة في يونيو حزيران.

وجاءت الممارسة في إطار إجراءات أوسع نطاقا بهدف تحقيق الاستقرار للمالية العامة. ولم ترد تقارير قبل ذلك بأن الممارسة جاءت بناء على أمر من السيسي.

ولم يرد مكتب الرئيس السيسي على طلب للتعليق.

وعانت المالية العامة في مصر من عدة صدمات في السنوات القليلة الماضية، بما في ذلك بسبب غزو روسيا لأوكرانيا في عام 2022 والذي عطل سلاسل التوريد وتسبب في ارتفاع أسعار القمح العالمية إلى ذروة تجاوزت 500 دولار للطن.

وقالت المصادر إنه مع وصول أسعار القمح حاليا إلى أدنى مستوى في أربع سنوات عند نحو 200 دولار للطن بسبب وفرة المعروض العالمي، سعى السيسي والحكومة المصرية إلى تأمين واردات بأسعار منخفضة.

ويعد تدخل السيسي شخصيا غير معتاد على الإطلاق، إذ تتخذ وزارة التموين عادة قرارات طرح الممارسات.

كما كانت الكمية المطلوبة في الممارسة غير معتادة، إذ سعت مصر إلى شراء 3.8 مليون طن أو ما يعادل أكثر من نصف وارداتها السنوية من القمح بسعر إجمالي 850 مليون دولار مقارنة بنحو 200 ألف طن في المعتاد.

وقالت المصادر إن السيسي اتخذ القرار بعد تقرير ربع سنوي اعتيادي من أجهزة المخابرات في يوليو تموز سلط الضوء على مخاطر التوتر المتصاعد في الشرق الأوسط وفي دول مصدرة مثل روسيا وأوكرانيا.

وبالتزامن مع إعلان مصر عن الممارسة دخلت قوات أوكرانية منطقة كورسك الروسية، مما سلط الضوء على المخاطر المتزايدة على الإمدادات من اثنين من أكبر المصدرين في العالم.

وروسيا هي أكبر مصدري القمح إلى مصر، كما أن أوكرانيا من أهم الموردين.

وذكرت المصادر أن السيسي اتخذ القرار مع رئيس الوزراء مصطفى مدبولي ووزير التموين المعين حديثا شريف فاروق.

وقال حسام الجراحي نائب رئيس الهيئة العامة للسلع التموينية، المشتري الحكومي للحبوب في مصر، لرويترز إن الممارسة كانت محاولة للاستفادة من انخفاض الأسعار وشراء أكبر كمية ممكنة.

وأشار إلى أن الأسعار المنخفضة التي تحققت في الممارسة السابقة في يوليو تموز كانت أحد الأسباب وراء قرار عقد ممارسة جديدة أكبر في أغسطس آب.

ويحاول السيسي تجاوز واحدة من أكبر الأزمات الاقتصادية منذ توليه السلطة قبل عقد من الزمان.

وعلى مدى العامين الماضيين عانت الدولة من نقص حاد في النقد الأجنبي وزيادة الديون وارتفاع التضخم إلى مستويات قياسية وانقطاعات متكررة للكهرباء أدت إلى حالة من خيبة الأمل المتزايدة بين المصريين.

واضطرت مصر في وقت سابق من هذا العام للاعتماد على دعم دول خليجية صديقة، إلى جانب حزمة مالية بقيمة ثمانية مليارات دولار من صندوق النقد الدولي، لتخفيف مشاكلها المالية.

ومع ذلك بدت الممارسة التي طرحتها مصر لشراء القمح طموحة للغاية ولم تتمكن سوى من شراء سبعة بالمئة فقط من الكمية المستهدفة.

وطلب مقدمو العروض أسعارا أعلى نظرا لطلب مصر أجلا كبيرا للسداد لمدة تصل إلى تسعة أشهر.

وقال متعاملون لرويترز إن الهيئة العامة للسلع التموينية بدأت أيضا محادثات مباشرة مع موردين مثل روسيا في محاولة لمعرفة ما إذا كانت تستطيع الشراء بأسعار وشروط أفضل خارج الممارسات التقليدية.

    المصدر :
  • رويترز