منظمة الصحة العالمية
كشفت منظمة الصحة العالمية (WHO) في تقرير جديد، أنه لأول مرة منذ أكثر من عقد من الزمان، زادت وفيات السل العالمية (TB) العام الماضي بسبب جائحة كوفيد-19.
وجاؤ في مقال ترجمه “صوت بيروت إنترناشونال”: في عام 2020، توفي 1.5 مليون شخص بسبب مرض السل، بزيادة عن 1.4 مليون حالة وفاة تم الإبلاغ عنها بسبب المرض البكتيري قبل عام.
هذه هي المرة الأولى منذ عام 2005 التي حدثت فيها زيادة في وفيات السل على أساس سنوي في جميع أنحاء العالم.
يعتقد الخبراء أنّ كمية الموارد الطبية المستثمرة في Covid العام الماضي، والتي سحبت الموارد من مكان آخر، وبأنّ تعطيل العلاج الطبي خلال الوباء هي وراء الزيادة.
وقال الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، في بيان صحفي: “يؤكد هذا التقرير مخاوفنا من أن تعطل الخدمات الصحية الأساسية بسبب الوباء يمكن أن يبدأ في كشف سنوات من التقدم ضد مرض السل”.
“هذه أخبار مثيرة للقلق يجب أن تكون بمثابة دعوة عالمية للاستيقاظ للحاجة الملحة للاستثمارات والابتكار لسد الثغرات في التشخيص والعلاج والرعاية لملايين الأشخاص المتضررين من هذا المرض القديم ولكن يمكن الوقاية منه وعلاجه.”
يشير التقرير أيضاً إلى الوباء على أنه ” عكس سنوات من التقدم العالمي في معالجة مرض السل.” السل هو عدوى خطيرة للغاية تهاجم فيها البكتيريا رئتي الشخص ويمكن أن تنتشر إلى بقية الجسم.
وفقاً للتقرير، تقدر منظمة الصحة العالمية أنّ 10 ملايين شخص، بما في ذلك 1.1 مليون طفل، أصيبوا بالعدوى في جميع أنحاء العالم، مع 86 في المائة من الحالات التي تحدث في أكثر من 30 دولة “مثقلة”.
تحدث 98% من هذه الحالات في الدول ذات الدخل المنخفض أو المتوسط. وتشمل الدول الأكثر عبئاً الهند، وهي الرائدة عالمياً في حالات السل مع ما يقرب من ثلاثة ملايين سنوياً، بالإضافة إلى إندونيسيا ونيجيريا وباكستان وجنوب أفريقيا.
أصبحت معالجة هذه الحالة المميتة أولوية بالنسبة لمنظمة الصحة العالمية ومسؤولي الصحة الآخرين على مستوى العالم.
كان العام الماضي عاماً مخيباً للآمال في تلك المعركة، على أية حال، مع فقدان مسؤولي الصحة الحرب على جبهات متعددة.
انخفض مبلغ التمويل العالمي للعلاج التشخيصي للسلّ من 5.8 مليار دولار في عام 2019 إلى 5.3 مليار دولار في عام 2020، فكان كلا الرقمين أقل بكثير من هدف الاستثمار البالغ 13 مليار دولار الذي حددته منظمة الصحة العالمية.
كما أنّ الاستثمار في البحث وتطوير العلاجات للأدوية غير موجود أيضاً، حيث يتم استثمار 900 مليون دولار فقط على مستوى العالم، أي أقل من نصف هدف 2.2 مليار دولار.
كما غاب العالم عن بعض الأهداف الحاسمة للحد من السل في العام الماضي. حددت منظمة الصحة العالمية هدفاً يتمثل في تقليل عدد وفيات السل العالمية بنسبة 35 في المائة من عام 2015 إلى عام 2020.
وقد انخفضت الوفيات فقط بنسبة 9.2 في المئة خلال تلك الفترة، وفقاً للبيانات الرسمية. كما تهدف المنظمة إلى تقليل العدد العالمي لحالات Covid بنسبة 20 في المائة خلال فترة الخمس سنوات هذه، لكن الحالات انخفضت بنسبة 11 في المائة فقط.
من أجل العودة إلى المسار الصحيح، تدعو منظمة الصحة العالمية الحكومات في جميع أنحاء العالم إلى الاستثمار أكثر في مكافحة مرض السل.
“ويدعو التقرير الدول إلى اتخاذ تدابير عاجلة لاستعادة الوصول إلى خدمات السل الأساسية”، كما ينص البيان.
“كما يدعو إلى مضاعفة الاستثمارات في أبحاث السل والابتكار، فضلاً عن العمل المتضافر عبر القطاع الصحي وغيره لمعالجة المحددات الاجتماعية والبيئية والاقتصادية للسل وعواقبه.”