استدعت وزارة الخارجية العراقية اليوم السبت القائم بأعمال السفارة الأمريكية لدى بغداد لتسليم مذكرة احتجاج رسمية على الضربات الجوية الأمريكية في العراق. بحسب وكالة الأنباء العراقية الرسمية.
وفي وقت سابق اليوم، قال مكتب رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني السبت إن 16 شخصا، بينهم مدنيون، قتلوا وأصيب 25 آخرون في الغارات الجوية الأمريكية على أهداف مرتبطة بإيران في العراق الليلة الماضية.
وأدان المكتب في بيان الغارات ووصفها بأنها “عدوان جديد على سيادة العراق” ونفى وجود تنسيق مسبق بين واشنطن وحكومة بغداد واصفا هذه التأكيدات بأنها “ادعاء كاذب يستهدف تضليل الرأي العام الدولي”.
وأضاف البيان أن وجود التحالف العسكري بقيادة الولايات المتحدة في المنطقة “صار سببا لتهديد الأمن والاستقرار في العراق ومبررا لإقحام العراق في الصراعات الإقليمية والدولية”.
كما نددت وزارة الخارجية الإيرانية، اليوم السبت 3 شباط/فبراير، بالضربات الجوية التي نفذتها الولايات المتحدة الليلة الماضية في العراق وسوريا ووصفتها بأنها “انتهاكات لسيادة ووحدة أراضي” البلدين. وفق وكالة رويترز.
وقال المتحدث باسم الوزارة ناصر كنعاني في بيان إن الهجمات تمثل “خطأ خطيرا واستراتيجيا للولايات المتحدة سيؤدي فقط لزيادة التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة”
وشن الجيش الأمريكي غارات جوية على أكثر من 85 هدفا على صلة بالحرس الثوري الإيراني والجماعات التي تدعمها طهران، ردا على هجوم بطائرة مسيرة مطلع الأسبوع الماضي في الأردن أدى إلى مقتل ثلاثة جنود أمريكيين
وفي السياق، قالت حكومة النظام السوري، في رد فعل هو اﻷول بعد الضربات الأمركية ليل أمس الجمعة، إن الاحتلال الأمريكي لأجزاء من سوريا “لا يمكن أن يستمر”.
تأتي تلك التصريحات بعد ساعات من ضربات ليلية جوية على سوريا والعراق أسفرت عن سقوط عدد من الضحايا وأضرار كبيرة رداً على هجوم بطائرة مسيّرة على قوات أمريكية في الأردن.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، اليوم السبت، بيانا لوزارة الدفاع أفاد بمقتل “عدد من المدنيين والعسكرين وإصابة آخرين بجروح وأضرار كبيرة بالممتلكات العامة والخاصة”.
وكانت واشنطن توعّدت بشن ضربات انتقامية ردا على هجوم بمسيّرة على قاعدة في الأردن قرب الحدود السورية أسفر عن مقتل ثلاثة جنود أمريكيين.
وتعرضت القوات الأمريكية وقوات التحالف الدولي في العراق وسوريا لأكثر من 165 هجوما منذ منتصف تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، تبنت العديد منها “المقاومة الإسلامية في العراق”، وهي تحالف فصائل مسلحة مدعومة من إيران يعارض الدعم الأمريكي لإسرائيل في الحرب بغزة ووجود القوات الأمريكية في المنطقة.
ويذكر أن للولايات المتحدة نحو 900 جندي في سوريا و2500 في العراق المجاور في إطار تحالف دولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية الجهادي الذي كان يسيطر ذات يوم على مساحات شاسعة من البلدين.
وقال مسؤولون أمريكيون، لشبكة CNN، يوم أمس الجمعة، إن الولايات المتحدة بدأت في شن ضربات على أهداف لميليشيات مدعومة من إيران في العراق وسوريا.
وأضاف المسؤولون أن هذه الضربات “بداية لما سيكون على الأرجح سلسلة من الضربات الأمريكية واسعة النطاق على الميليشيات التي نفذت هجمات على القوات الأمريكية في الشرق الأوسط.
وقال مسؤول دفاعي إن من بين الطائرات المستخدمة في الضربات قاذفة القنابل B1 لانسر.
وجاءت الضربات الانتقامية ردا على غارة بطائرة بدون طيار شنها مسلحون مدعومون من إيران على موقع عسكري أمريكي في الأردن، الأحد، مما أسفر عن مقتل 3 جنود أمريكيين وإصابة أكثر من 40 آخرين.
وتأتي الضربات بعد ساعات فقط من لقاء الرئيس الأمريكي جو بايدن مع أفراد عائلات الجنود الثلاثة الذين قتلوا في الأردن.
وقال الرئيس الأمريكي في بيان إن الرد العسكري الأمريكي “سيستمر في الأوقات والأماكن التي نختارها”، وأضاف: “بناء على توجيهاتي، ضربت القوات العسكرية الأمريكية أهدافًا في منشآت في العراق وسوريا يستخدمها الحرس الثوري الإيراني والميليشيات التابعة له لمهاجمة القوات الأمريكية. ردنا بدأ اليوم وسيستمر في الأوقات والأماكن التي نختارها”.
وأكد بايدن أن الولايات المتحدة “لا تريد التصعيد في الشرق الأوسط لكنها سترد على الهجمات على الأمريكيين”، وقال: “الولايات المتحدة لا تسعى إلى الصراع في الشرق الأوسط أو في أي مكان آخر في العالم. لكن فليعلم كل من قد يسعون إلى إلحاق الأذى بنا هذا: إذا قمت بإيذاء أمريكي، فسنرد”.
وكذلك قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، في بيان، إن الضربات الأمريكية في العراق وسوريا هي “بداية ردنا”، وأضاف: “نحن لا نسعى إلى صراع في الشرق الأوسط أو في أي مكان آخر، لكن الرئيس وأنا لن نتسامح مع الهجمات على القوات الأمريكية وسنتخذ كل الإجراءات اللازمة للدفاع عن الولايات المتحدة وقواتنا ومصالحنا”.
وأعلن البيت الأبيض أن الضربات، التي استمرت حوالي 30 دقيقة، استهدفت ثلاث منشآت في العراق وأربعة في سوريا.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي: “نعتقد أن الضربات كانت ناجحة”، وأضاف أنه لا يعرف حاليا عدد المسلحين الذين قتلوا أو جرحوا، وتابع أن الطائرات العسكرية الأمريكية أصبحت الآن في أمان، وأكد أن الأهداف “تم اختيارها بعناية لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين”.
وذكر كيربي أن الولايات المتحدة أبلغت الحكومة العراقية بخططها في وقت مبكر بشأن الضربات، وقال إنه لم تكن هناك اتصالات – عبر القنوات الخلفية أو غير ذلك – مع إيران في أعقاب الهجوم الذي أودى بحياة 3 جنود أمريكيين في الأردن نهاية الأسبوع الماضي.
وأشار المسؤولون إلى أن الضربات من المرجح أن تكون أكثر أهمية من الهجمات السابقة على الميليشيات المدعومة من إيران خلال الأسابيع القليلة الماضية، والتي ركزت في المقام الأول على تخزين الأسلحة أو مرافق التدريب، حيث أن الإدارة الأمريكية تريد ردع ووقف المزيد من الهجمات مع تجنب اندلاع صراع واسع النطاق مع إيران في منطقة مضطربة بالفعل بسبب الحرب المستمرة بين إسرائيل وحركة “حماس” في غزة.
وأشارت إدارة بايدن إلى أنه قد يكون هناك إجراءات إضافية في الأيام المقبلة، وقال وزير الدفاع لويد أوستن يوم الخميس إن الرد الأمريكي سيكون “متعدد المستويات”.