أعلن رئيس الوزراء المعين من النظام العسكري في النيجر علي محمد الأمين زين -اليوم الثلاثاء- أن بلاده قررت قطع تعاونها العسكري مع الولايات المتحدة في مارس/آذار الماضي بسبب “تهديدات” وجهها مسؤولون أميركيون.
وألغى النظام العسكري الحاكم في النيجر “بمفعول فوري” في 16 مارس/آذار الماضي اتفاق التعاون العسكري المبرم في 2012 مع الولايات المتحدة، بعد مغادرة وفد أميركي برئاسة مساعدة وزير الخارجية للشؤون الأفريقية “مولي في” العاصمة نيامي.
وقال محمد الأمين -في مقابلة مع صحيفة واشنطن بوست الأميركية- إن “مولي في” هددت السلطات النيجرية خلال زيارتها، بفرض عقوبات عليها إذا وقعت نيامي اتفاقا لبيع اليورانيوم الذي تنتجه إلى إيران.
وأفاد الأمين زين بأنه رد حينها قائلا “أولا، تأتون إلى هنا وتهددوننا في بلدنا. هذا غير مقبول. وتأتون لتقولوا لنا مع من يمكننا أن نقيم علاقات، وهو أمر غير مقبول أيضا. وتفعلون ذلك بلهجة متعالية وبقلة احترام”.
وأضاف “بقي الأميركيون على أراضينا من دون أن يفعلوا شيئا عندما كان الإرهابيون يقتلون أهالينا ويحرقون بلداتنا. إن القدوم إلى أراضينا والسماح للإرهابيين بمهاجمتنا ليس دليل صداقة”.
وأردف “لقد رأينا ماذا تفعل الولايات المتحدة للدفاع عن حلفائها مثل أوكرانيا أو إسرائيل”.
وبعد الانقلاب العسكري في 26 يوليو/تموز 2023 الذي أطاح بالرئيس المنتخب محمد بازوم، علقت الولايات المتحدة -من بين شركاء آخرين- تعاونها العسكري مع النيجر.
واعتبر زين أن هذا الرد يتناقض مع رد شركاء آخرين مثل روسيا وتركيا والإمارات العربية المتحدة الذين رحبوا بالسلطات الجديدة في نيامي “بأذرع مفتوحة”، وفق تعبيره.
انسحاب أميركي
يشار إلى أن واشنطن وافقت في منتصف أبريل/نيسان الماضي على سحب قواتها البالغ عددها أكثر من ألف جندي من النيجر، وتجري مناقشات حول شروط هذا الانسحاب.
وللولايات المتحدة في هذا البلد الواقع بمنطقة الساحل قاعدة كبيرة للمسيرات قرب أغاديز شمالي البلاد.
وكانت النيجر على مدى أعوام شريكة لدول غربية أبرزها فرنسا في مواجهة التنظيمات المسلحة في منطقة الساحل، لكنها بدلت وجهتها صوب روسيا منذ الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس بازوم أواخر يوليو/تموز الماضي.