زار أمير الكويت، الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، اليوم الاثنين 29 يناير/كانون الثاني، المملكة العربية السعودية، في أول دولة يزورها بعد توليه مقاليد الحكم.
ومن المفترض أن يتوجه يوم غد الثلاثاء إلى الرياض في وقت تتصاعد فيه التوترات في غزة والبحر الاحمر.
وقالت وكالة الأنباء الكويتية إن الأمير سيجري خلال زيارة الدولة التي يقوم بها للرياض مباحثات “تهدف إلى تعزيز العلاقات الوثيقة بين البلدين الشقيقين”.
وزار الشيخ مشعل، الذي تولى قيادة الدولة العضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) في ديسمبر كانون الأول، السعودية تسع مرات خلال فترة ولايته للعهد التي امتدت نحو ثلاث سنوات، وهي أكثر دولة زارها على الإطلاق خلال تلك الفترة.
ومن المتوقع أن يُبقي على السياسات الخارجية الكويتية الرئيسية ومنها دعم وحدة دول الخليج العربية والتحالفات الغربية والعلاقات الجيدة مع الرياض، وهي علاقة ينظر إليها على أنها ذات أولوية قصوى بالنسبة له.
كان مصدر كويتي قال لرويترز عند تولي الأمير الجديد قيادة البلاد إن الشيخ مشعل “يرغب في الاستقرار ويؤكد أهمية علاقة الكويت مع السعودية بشكل خاص”، مضيفا أن أمير الكويت الجديد قلق إزاء الوضع في المنطقة.
وقال عايد المناع الأكاديمي الكويتي والباحث السياسي إن السعودية تأتي دائما في طليعة الدول التي يزورها أمراء الكويت فور توليهم الحكم “لتثبيت العلاقات الأخوية التاريخية وروح التضامن” بين البلدين.
والكويت الحليفة للولايات المتحدة تؤكد دائما دعمها للقضية الفلسطينية وترفض إقامة أي علاقة مع إسرائيل.
ومن المتوقع أن تأتي موضوعات مثل الحرب على غزة ومعالجة الوضع فيها بعد وقف إطلاق النار والتوتر في البحر الأحمر والدول المجاورة على أجندة المباحثات بين القيادتين السعودية والكويتية.
وقال المناع إن الأمن الخليجي بشكل عام سيكون “موضوعا محوريا” في المباحثات معتبرا أن التوتر في البحر الأحمر أصبح “قضية كبيرة، ودولنا معنية بأمن البحر الأحمر مثل غيرها من الدول، لكن لا نريد أن يتعرض اليمن لمزيد من الاضطرابات والأذى”.
ومنذ السابع من أكتوبر تشرين الأول زادت التوترات المحيطة بالقوات الأمريكية في المنطقة، في كل من العراق وسوريا والبحر الاحمر، كما زاد التوتر مع إيران.
وتسعى الكويت الواقعة على رأس الخليج بين ثلاث دول كبيرة هي العراق والسعودية وإيران، دائما لتحقيق توازن دقيق في علاقاتها مع هذه الدول الثلاث.
وتقول الكويت والسعودية إن لديهما “حقا حصريا” في حقل غاز الدرة بالخليج، وتدعوان إيران إلى البدء في ترسيم حدودها البحرية بينما تقول إيران إن لديها حصة في الحقل وتصف الاتفاق السعودي الكويتي الموقع في 2022 لتطويره بأنه “غير قانوني”.
وقال المناع إن “الأمريكان حلفاء ولا يمكن الاستغناء عنهم في دول الخليج … وهناك قضايا جوهرية لابد من مناقشتها. ولا ننسى حقل الدرة والأزمات التي دارت حوله”.
وأضاف “بالتأكيد نحرص على علاقات طيبة مع إيران لكن هذا لا يعني أن تتمدد إيران على حساب الأمن القومي العربي والخليجي على وجه الخصوص”.
وقالت وكالة الأنباء الكويتية اليوم إن الكويت والسعودية يرتبطان “بعلاقات متجذرة تجاوزت أبعاد العلاقات الرسمية بين الدول إلى مفهوم الأخوة والمصاهرة إذ تربط بينهما أواصر النسب والجوار والتاريخ والمصير المشترك”.