الجمعة 19 رمضان 1445 ﻫ - 29 مارس 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

بعيون حائرة وقلوب تحترق.. أمهات انتظرن خروج أبنائهن من السجن في دمشق

تعرض المعتقلون في السجون النظام السوري لأبشع صور التعذيب والانتهاكات، فمنذ بداية الحرب في سوريا محملين بأمل رؤية وجوه أحبائهم بعد سنوات في أقبية السجن، أمضى عشرات السوريين ليلتهم في العراء قرب جسر في العاصمة السورية دمشق، بانتظار وصول أقربائهم الذين شملهم العفو الرئاسي قبل أيام.

فقد تجمع منذ ليلة أمس وحتى اليوم الأربعاء، المئات من رجال ونساء في المنطقة التي تعد نقطة انطلاق رئيسية للحافلات إلى مختلف المحافظات.

وتسلّق شبان الجسر وافترشت نساء الأرض في حديقة مجاورة في انتظار سماع خبر أو وصول أحد من السجناء، ومنهم من مضى على اعتقاله أكثر من عشر سنوات.

“أنتظر أولادي الخمسة”

فيما قالت أم ماهر بينما كانت في عداد الحشد “أنتظر أولادي الخمسة وزوجي منذ العام 2014. لقد سلمتهم إلى ربي”.

كما أضافت بحرقة “ستة أشخاص لا ناقة لهم ولا جمل. نحن لا علاقة لنا بالإرهاب، عمر أكبرهم 25 سنة وأصغرهم 15”.

وعلى غرار أم ماهر، تتلهّف أم عبدو لرؤية ابنيها اللذين لا تعلم شيئاً عن مصيرهما منذ اختفائهما في العام 2013 إثر توجههما إلى عملهما.

كما أضافت بينما كانت تنتظر مع جارتها “آمل أن يعودا، لم نتسبب بأذية لأحد طيلة حياتنا”، بحسب ما نقلت فرانس برس.

وتابعت مع ابتسامة تعلو ثغرها “قلت لجارتي أمسكيني إذا رأيتِهما، قد أفقد الوعي، لا أعرف إذا ما كنت سأتعرّف إليهما أم لا”.

الإفراج عن 250 معتقلاً

يشار إلى أنه جرى حتى الآن الإفراج عن أكثر من 250 معتقلاً بموجب مرسوم العفو، وقد خرج بعضهم من سجن صيدنايا ذائع الصيت، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وجاء صدور العفو الرئاسي بعد انتشار مقاطع فيديو مروعة تعود لعام 2013 تظهر تصفية عشرات الأشخاص على أيدي عناصر من القوات الحكومية في حي التضامن في دمشق.

في حين تعد قضية المعتقلين والمفقودين من أكثر ملفات النزاع الذي اندلع عام 2011، وتسبب بمقتل نحو نصف مليون شخص تعقيدا.

عفو رئاسي

يذكر أن رئيس النظام السوري بشار الأسد أصدر السبت الماضي، مرسوماً قضى “بمنح عفو عام عن الجرائم الإرهابية المرتكبة من السوريين” قبل 30 أبريل 2022، “عدا التي أفضت إلى موت إنسان والمنصوص عليها في قانون مكافحة الإرهاب”.

ويُعد المرسوم، وفق ناشطين، الأكثر شمولاً في ما يتعلق بجرائم “الإرهاب” كونه لا يتضمن استثناءات كما قضت العادة في المراسيم السابقة.